يلتئم مجلسُ الأمن اليوم على عناوين فلسطينية عدّة، منها مشروع قرارٍ جديد بشأن الحرب الدائرة فى غزّة، وقد دخلت شهرها السابع قبل أسبوعين تقريبًا، وأهمّها التصويت على مَنحها العضوية الكاملة فى الأُمم المتحدة.
أهمّ من اتّخاذ قرار الذهاب للحرب؛ أن تعرفَ طريقَ الرجوع منها. والمُعضلة ألّا يكون لك خيارٌ فى الأمرين؛ فتنزلق إلى دائرة النار دون قرارٍ، ولا تملك وسيلةً لإطفائها. والحال أن المشهد الذى افتتحته غزة.
عقد مجلسُ الأمن الدولى جلسةً طارئة مساء الأحد، وبعدما كانت إسرائيل موضوعًا للنقد على مدى ستّة أشهر، ولو لم تُفضِ الجولاتُ الكثيفة لقرارٍ مُنتجٍ بشأن غزّة؛ حلَّت تلك المرَّة على صِفة الضحيّة وادِّعاء المظلوميّة.
لولا غطرسة الاحتلال وإجرامه؛ ما اتّسعت النارُ ولا ازدهرت الأجنداتُ المُلوَّنة.. طرفان على النقيض تقريبًا؛ لكنهما يسعيان فى ظلِّ رُؤيةٍ واحدة، تُعادى الإقليم وتسعى لإشعاله.
كلاهما خاسر، والخسارة الأكبر للسودان الذى عاش استنزافًا مفتوحًا لعقودٍ، اشتدّت وطأته بنهايات 2018 واستفحلت فى السنة الأخيرة. وباكتمال عامٍ من الحرب؛ آلت أوضاعُه إلى هشاشةٍ وهُزال عميقين.
أغلق موسمُ الدراما الرمضانية دفترَه ومضى؛ وهكذا يصحُّ التقييم النهائى واستخلاص أهمّ الملامح والإشارات. ولعلّ أبرزها أنه كان سِباقًا حاشدًا بالأعمال شديدة التنوُّع فى الأفكار والمضامين.
منذ أنشدَ المُتنبّى قصيدتَه الداليّة الشهيرة، فى رحلة خروجه من مصر قبل قرابة أحد عشر قرنًا، ربما لم يتردّد بيتٌ من الشعر كما تردَّد قولُه «عيدٌ بأيّة حالٍ عُدتَ يا عيدُ/ بما مضى أم بأمرٍ فيك تجديدُ».
يكون الحدثُ واحدًا وتأويلاته شتّى، وكلُّ فريقٍ بما لديهم فرحون. فى الحرب، كما فى السياسة، تكتسبُ الحركةُ على رقعة الشطرنج أبعادًا تكتيكية واستراتيجية تتجاوز طبيعةَ النقلة ومداها؛ لكنّ المهم أن يتحسَّس اللاعبُ مواضع بيادقه،
كانت مصر خارجةً لتوِّها من امتحانٍ صعب. ثار الملايين على الرجعيّة، وتحصَّنت إرادتهم بموقفٍ صُلب من مُؤسَّسات الدولة الراسخة، وقضوا بعدها عامًا من الفوضى التى صنعتها جماعةُ الإخوان واستثمرت فيها.
فلسطين فى حالِ ضعفٍ، وآخر ما تحتاجه أو يفيدها أن يكون مُحيطُها ضعيفًا مثلها. فرغم كلّ ما يُمكن أن يُساق من أحاديث عن اختلاف الرؤى، وشِقاق الفصائل وتنازُعها فى التحالفات والولاءات.
انتهت الولاية الثانية للرئيس السيسى، وتبدأ تاليتُها بشكلٍ رسمى غدًا، بعدما تتمُّ مراسمُ التنصيب اليوم فى مقرّ البرلمان الجديد بالعاصمة الإدارية، والبروتوكول يُحدِّد تفاصيل المناسبة بتتابع دقيق
أخطر ما تاجرت فيه تيَّاراتُ الصحوة الإسلامية أنها جعلت التطرُّف وجهةَ نظر، وحبَّبته للناس من باب الاستعلاء بالدين، بوصفه قيمةً عُليا تعكسُ الجدارةَ وتُرسِّخ الاستحقاق. فصار الإيمانُ رهينَ التشدُّد.
وصل مجلسُ الأمن مُتأخّرًا ستّة أشهر تقريبًا، وفضلاً على البطء لم يكن الوصول دقيقًا ومثاليًّا. القرار الذى جرى تمريره بأغلبيةٍ كاسحة يبدو إيجابيًّا فى جانب، وشديدَ السلبية فى جوانب أخرى.
الدين مسألة شخصية تمامًا. ورغم أن العقائد على اختلافها تستهدف إرخاء مظلّتها على أكبر قاعدة مُمكنة؛ فإنَّ جوهر العلاقة فيها أنها رباطٌ مباشر بين العبد وربّه، والامتحان يبدأ من ضبط الممارسة الذاتية وينتهى عندها.
كانت القبضةُ خانقةً؛ ثمّ انفكَّت بأثر حزمةٍ من الإجراءات والاتفاقات. وبينما تستقبلُ القاهرة وفدًا أوروبيًّا فى إطار ترفيع الشراكة الاستراتيجية، والتفاهم على تيسيراتٍ مالية جديدة.
آلافُ المُصلِّين فى الأقصى؛ رغم تعنُّت الاحتلال وقيوده، والغزِّيون الذين يَصِلون النهارَ بالليل، بين جوعِ الصيام لله، وتجويع العدو بطشًا وتنكيلاً، يُقيمون صلواتهم على أنقاض المساجد المُهدَّمة. جُوعان مشبوكان ببعضهما: الأوَّلُ على نيّة التعبُّد، والآخر من قصديَّة الاستعباد.
ورقةٌ ثانية من المُخرجات باتت فى مُتناول الأيدى. كان الحوار الوطنى قد أنجز مرحلتَه الأُولى ورفعَ خُلاصتَها للرئيس؛ لإعمالها على الوجهين اللذين حدَّدهما: إنفاذ ما يقع فى ولايته تنفيذيًّا.
انطلق موسمُ الدراما الأكبر والأهمّ. ربما منذ الثمانينيات صار رمضان نافذةً نوعية؛ لكنّه اتّخذ فى العقدين الأخيرين هيئةً شديدة الكثافة والزخم، والنسخةُ الحالية قد تتفوَّق على كل الأعوام السابقة.
عاد رمضانُ على موعده، حاملاً بركاتِه وباقةَ طقوسه المعهودة، والناسُ كعادتهم بين مُحتفلٍ ومُتعبِّدٍ ومُتسابقٍ فى الخيرات، صار من لوازمِ الموسم أن يُعادَ إحياءُ الاجتماعيات التى تأكلها مشاغلُ الأيام العادية،
بزغت الذكرى من وجيعةٍ شخصية، يومَها أُصيب ثانى أرفع قيادة عسكرية على الجبهة، ولفظ أنفاسَه الأخيرةَ مُقدَّمًا بُرهانًا مختومًا بالدم على قيمة أن يتوحَّد القائد مع جنوده.