أكرم القصاص - علا الشافعي

عصام شلتوت

المونديال قال إن الموهبة وحدها مش كفاية.. واسألوا الجزائر وغانا

الأربعاء، 07 يوليو 2010 07:46 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خير اللهم اجعله خير.. فين إخواننا اللى قالوا آه لو كنا هناك فى مباريات الدور الأول للمونديال؟!

لا أسكت الله لهم صوتًا.. فبعد ما بدأ المونديال الحقيقى فى الدور الثانى وإحنا بنشوف لعبة غريبة شوية علينا.. اللعبة يا جماعة اللى فى بلاد العم مانديلا، إحنا بنلعب حاجة تشبه لها، فى الشورت والفانلة وعدد اللعيبة، والكورة المدورة، والتذاكر، وبنفس عدد الحكام كمان!
لكن المونديال قال إن الموهبة وحدها مش كفاية.. وده مش كلام تشاؤمى ولا حاجة والله، إنما رصد يمكن ينفع.. أو نقول نرصد، فربما الرصد ينفع الكرويين!

طبعًا عندنا المادة الخام.. يعنى لعيبة بتفهم من مواليد برج المواهب الفطرية، عندهم شوية مهارات تشبه حواة السامبا.. وربما تفوق جماعات النظام الكروية الأوروبية كمان.
بس يا ترى الأولاد فى البلاد التى نتمنى أن نصل لنفس مستواها بتشرب لبن أطفال مغشوش؟! أو بتاكل خضار مسرطن؟!

ولا حتى العلاج، شرب كان أو أقراص، مشكوك فى تركيبته؟!
ياه نقول إيه.. ولا إيه.. الميه الملوثة، والتلوث والثقب الحرارى.. والتخلف الوزارى فى أهم ثلاث وزارات هى التعليم والثقافة والصحة؟!

تخيلوا وزراء هذه الوزارات الثلاث يعترفون يوميًا بأن وزاراتهم فاشلة.. فوزير التعليم يقول: «نحتاج لثورة.. لأن التعليم عندنا لا ينتج طالبًا حقيقيًا»؟!
وزير الصحة يقول: «نحن فى كارثة صحية نحتاج دعواتكم»؟!
ووزير الثقافة يظن أن مشروع عرض الكتب فى سيارات متنقلة يعنى أن الطفل والصبى والصبية سيخرجون للمجتمع مثقفين؟!

تصوروا وزراء أهم وزارات تخرج أو تنتج أو المفروض أن تساهم فى إنتاج مواطن يصلح لتمثيل مصر فى كل المحافل.. مش الكورة بس.. بيقولوا كلام من النوع ده.. وكأن الشعب هو المسؤول.. آى والله؟!

ده أول الكلام عن التنشئة أو النشأة.. بعده نتكلم عن فرص الأولاد والشباب فى ممارسة الرياضة لاكتساب اللياقة البدنية والعياذ بالله.. فأين الأماكن المؤهلة للكلام الفاضى ده؟!
هاتقول ليه كلام فاضى.. هاأقول لكم لأن نظار المدارس ومديريها يلغون حصص الألعاب والأنشطة عقب نصف العام الدراسى الأول.. واللى مش مصدق يسأل ابنه.. أو ابن الجيران.. أو أى ابن يلاقيه فى وشه فى مصر!

نرجع تانى للعبة الغريبة اللى شفناها فى بلاد العام مانديلا.. ونقول للإخوة اللى قالوا «آه لو كنا هناك».. يا عالم هنروح نعمل إيه، نقدم عرضا مهاريا لمدة شوط، أو أكثر قليلاً، مقرونا بمهارات لاعبينا وإخلاصهم لبلادهم؟! طيب والنتائج.. هايقولوا مش مهم!
يا جماعة الخير إحنا فى حاجة لتغيير شامل فى كل الاتجاهات بدلاً من الدموع والآهات.. وإلا فالمشاهد اللى فى مونديال جنوب أفريقيا 2010 كثيرة.. وتؤكد أن عدم تأهلنا رحمة بدلاً من الصدمة.. وأنا والله مش تشاؤمى، بس عايز بلدى تكون فى الصورة الكروية.

لو كنا وصلنا بالكاد كنا سنقدم ما قدمه الأشقاء الجزائريون.. أو أكثر قليلاً.. كأن نحرز أهدافًا ونخرج من الدور الأول على «الحركرك».. طبعًا وقتها هايقولوا أصحابنا «التمثيل المشرف»؟!

علشان كده لازم نقول لهم ليه ماتشوفوش غانا وفريقها الذهبى؟!
طبعًا هايقولوا: لا يا عم دول ناس بتجرى من صغرها على أكل عيشها وتصارع الأسود والنمور وتلهو مع القرود وتستخدم الحمار الوحشى وسيلة للمواصلات!
يعنى المهم سيقدمون دعمهم لمن يقود الكرة.. ولمن يشرف على اللى بيقود الكرة.. طمعًا فى التقرب زلفى من سدنة الكراسى الرياضية.

لكن مصر لا تهم إلا عبيد الله من أمثال الشعب الطيب اللى بيصدق كل شوية إننا أبطال.. وبعدين يقدموا له «نظرية المؤامرة» التى تبعدنا دائمًا!
علشان كده لازم نقول للشعب العظيم ده إن «الكرة المفرحة».. ودى طبعًا غير «الوجبة المفرحة» اللى ربنا يستر على أولادنا منها ومن غيرها من الوجبات، تعنى أن تكون كل مرافق البلد زى الكورة!
الجزائر تعانى ما نعانيه، وده السبب فى تعلقها مثل كل العرب بنظرية المؤامرة، والفرحة العارمة لانتصار عربى عربى يشبع رغباتنا نحن العرب فى تحقيق أى تفوق والسلام.. وده كمان هو النموذج المصرى بالتمام!
أما غانا فلازم نقول إنها بلد يتطور فى كل أفرع الحياة.. فمدة الرئاسة هناك فترتان فقط.. والانتخابات حقيقية جدًا.. والمحظورة بتاعتهم الناس هى اللى بتواجهها.. مش التزوير!
كمان مافيش أكل فاسد ولا تعليم تحت بير السلم لمن أراد تعليمًا!

علشان نريح نفسنا لازم نعرف كلنا إن اللعبة اللى عجبتنا فى بلاد العم مانديلا لها مقومات كتير غير المواهب والدعوات والسجود.. أول هذه المقومات أن نبحث عن أطفال سليمة.. مش يطلع تقرير أثناء فحص أى منتخب سواء شبابى أو أشبالى وحتى الكبار عندم كلهم «أنيميا».. ودول كمان اللى اهتمت بهم الأندية فوجدوا رعاية كروية إضافية وتغذية الشكوك فيها نسبية.. يعنى إحنا بعيد خالص.. خالص.. ويارب الناس تحاول أن تأخذ طريق البداية.. ولو فى الرياضة بس امتى.. الله أعلم؟!









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة