أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد فودة

محمد فودة يكتب.. قصة صعود وهبوط كبار نجومنا

الأربعاء، 01 سبتمبر 2010 01:46 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تراجع أغلب أعمال دراما رمضان هذا العام، يثير جدلا كبيرا ويجعلنا نفتح ملف أسباب ذلك، خاصة أن نجوم هذه الأعمال، هى الأولى على مستوى الدراما المصرية وكلهم علامات فوق خريطة الفن المصرى مثل يسرى ويحيى الفخرانى وليلى علوى ونادية الجندى وإلهام شاهين ويلحقهم هندى صبرى وأحمد عيد وأحمد آدم، ولم تنجح من مذبحة هذه الدراما سوى بعض المسلسلات لا يتجاوز عددها ستة تقريبا.. على أن هذا الكم الكبير من الأعمال وضع الناس فى حيرة وتشتت وبالتالى ظلمت مسلسلات كثيرة كان من الممكن أن تحقق نجاحات كبيرة لو تم عرضها فى أوقات مرئية وبالتالى تم نفى مجموعة كبيرة من الأعمال بدون وجه حق وضاعت وسط ركام الأعمال الذى تجاوز 62 مسلسلا أغلبها دون المستوى وتركت انطباعا بضحالة المحتوى.. وجعلنا نتساءل لماذا وصلنا إلى هذا الانحدار؟! ولماذا لا يفكر المنتج الواحد الذى يراهن بأمواله فى مسلسلات أن يقدم مسلسلا واحدا يجمع بين كل المزايا واحترام الجمهور.. ثم لماذا لا يراجع الفنانون تاريخهم ويعيدون حساباتهم بدلا من هذا التكرار الممل حول أعمال لا نجد فيها جديدا.. فالمدهش أن أبطالهم هم الذين احتفينا بهم فى الأعوام السابقة مثل شريف منير الذى يقدم هذا العام مسلسل «بره الدنيا» غاب العام الماضى وقلنا سيعود بمسلسل مهم.. ولكن خذلنا، ومحمد فؤاد فى مسلسل «أغلى من حياتى» فوجئنا بعد سيل من الإعلانات.. أن أحدا لا يراه، هو عمل لا جديد فيه وهذا مؤشر لمزيد من التراجع طالما نحن نفكر بهذه العشوائية بعيدا عن التخطيط المدروس.. لأن التراجع الدرامى يعود إلى عشر سنوات تقريبا.. هو تراجع منظم ينحدر عاما بعد عام.. حتى وصل أقصاه هذا العام.. حيث وضع هؤلاء النجوم الكبار أنفسهم فى موضع لا يليق بهم.. فكيف فكر هؤلاء النجوم؟ ولماذا الإصرار على هذا التواجد تحت أى ظروف وبأى شكل.. لماذا يضيع هؤلاء تاريخهم.. هل لأجل الأجور الكبيرة التى تشتعل فى السنوات الأخيرة؟! ورغم هذا التكدس الدرامى الضخم.. أتوقف فى هذا المقال عند خمسة أعمال نجحت ولكن ظلمت لأسباب العرض أو أوقات البث والأعمال هى: «زهرة وأزواجها الخمسة» و«الجماعة» و«العار» و«أهل كايرو» و«موعد مع الوحوش».. وأما «زهرة» فأنا أعتبرها فى القمة بعد أن حققت أكبر نسبة مشاهدة واستقطبت الجماهير نحو عمل كتبه مصطفى محرم بمسلسل أحسبه مهما لعدة أسباب أولها أنه يخوض تجربة قضية شديدة الحساسية. وهى زواج سيدة من أكثر من رجل.. ناقشها بجرأة واقتحام.. أما السبب الثانى فهو أن بطلة المسلسل هى النجمة المتألقة غادة عبدالرازق التى تأكدت نجوميتها هذا العام.. وبرغم الجدل المثار حول المسلسل، فإننى أعتبر هذا الجدل هو قمة النجاح، فالعمل الراكد لا يثير أى زوبعة، قدمت غادة فى المسلسل دورا صادقا بإحساس وهى تسعى دائمًا إلى تجويد وتجديد أدوارها.. وفى مسلسلها الجديد قدمت نموذجا فنيا حيويا ومبهجا، سيعيش فى ذاكرة الناس سنوات، خاصة أن لديها كاريزما خاصة تؤهلها لأن تكون فى المقدمة دائما.. وفى المسلسل يعود لنا النجم حسن يوسف عملاقا كعادته يضفى على العمل جوا من الإنسانية والألفة يتمتع بخبرته وحيويته وشبابه الدائم، وكان النجم محمد لطفى فى حالة مصداقية وحضور، وكان حجاج عبدالعظيم فى قمة نجوميته، كوميديان مميز له أسلوبه الخاص أما النجمة الكبيرة كريمة مختار، فكانت فى قمة حالاتها، أما أحمد السعدنى فأداؤه باهت وغير مقنع ويميل إلى الاستظراف حتى لو تطلب منه هذا الدور فهو لم يؤده بإتقان وكان ماسخا.. ولا أعرف على أى أساس تم اختياره.. ولكنى أعتقد أن وجود غادة عبدالرازق فى هذا المسلسل كان جواز المرور للنجاح والتميز.. وواصل المخرج محمد النقلى نجاحاته فى هذا العمل وكان باهرا فى تحريك الأحداث ببراعة وسرعة ودقة تحذف أى ملل أو تكرار.. المسلسل فى مجمله نموذج للعمل الجماهيرى لكننى لازلت مندهشا من موقف نقابة التمريض من هذا المسلسل.. فالممرضة مهنة مثل أى مهنة وننتظر أن تكون مثالية أو غير مثالية، خاصة أن المسلسل تعرض لنمط إنسانى ولم يتعرض لمهنة.
أما مسلسل «الجماعة» فهو المشروع الأكبر للكاتب وحيد حامد يقدم فيه السيرة الذاتية للشيخ حسن البنا الذى أسس الإخوان المسلمين وكافح من أجل تثبيت جذورها حتى تشعبت ولكن وحيد يركز على الإيجابيات والسلبيات التى نتجت عن الجماعة الإسلامية، وأبشع هذه السلبيات هى كارثة العنف والإرهاب الذى عانى منه الشارع المصرى سنوات طويلة.. وكان من ضحاياه كثيرون، مسلسل «الجماعة» نجح بحياد مؤلفه.. وعدم المغالاة فى الأحداث، حيث اتسمت مفردات الحوار بالحداثة ومناقشة القضايا الحيوية للمجتمع من خلال سطوة الجماعة الإسلامية على مقدرات المجتمع المصرى خلال أحقاب كثيرة.. هذا المسلسل هو الأول الذى ناقش هذه القضية، فلم يحدث من قبل أن تعرض مسلسل أو حتى عمل فنى، لشخصية الشيخ حسن البنا.. ويحسب أيضا لمسلسل الجماعة أنه أثار قضية مولد الاغتيالات السياسية فى مصر قبل ثورة يوليو وبعدها.. وطرح ذلك بصراحة مطلقة.. وكان النجم عزت العلايلى مبدعا شامخا فى تقديم دور الراوى، وقدم سامى مغاورى دور الشيخ مهدى عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين السابق - ببراعة ووعى لمفردات الحوار الصعب. كان شديد القناعة والتوغل فى أعماق الدور وتميز حسن الرداد ويسرا اللوزى. أما مفاجأة المسلسل فهو المخرج محمد ياسين الذى تمكن من إخراج القضية الصعبة فى مشاهد سلسة بسيطة وخلالها استعان بمجموعة من كبار نجومنا ظهروا فى موقع ضيوف الشرف فى مشاهد شديدة البهاء والألفة وخاصة النجمين أحمد السقا وأحمد حلمى.. كان لظهور هؤلاء وقع جميل على خروج العمل فى أفضل حالاته.. يضاف إلى ذلك عناصر العمل المساعدة من ديكور وإضاءة وملابس مناسبة لسنوات الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضى.. جاءت مدروسة من خلال مراجعة علمية دقيقة نفذها مهندس الديكور بوعى وإحساس بالمسؤولية نحو تقديم عمل تاريخى هو الأول من نوعه فى مجال الدراما التاريخية على مدى سنوات.

مسلسل «العار» يجىء بعد فيلم «العار» بخمسة وثلاثين عاما.. ليعلن عن مواهب جديدة تستمد تاريخها من الكبار.. الكاتب أحمد محمود أبوزيد يستكمل فى حلقات المسلسل جوانب نفسية واجتماعية تعطى رؤية متكاملة لشخصيات الرواية التى كتبها محمود أبوزيد.. يتألق فى المسلسل مصطفى شعبان نجم مجهتد استطاع أن يقدم شكلا جديدا بأدائه المتقن وإن كان البعض يتهمونه بتقليد نور الشريف.. وهو اتهام أراه بعيدا عنه.. وأنا أعرف أن شعبان تأثر بنور الشريف منذ بداياته واعتبره أستاذه.. و«العار» مسلسل اجتماعى أسرى حميمى.. نجح فى جذب الجماهير من خلال نسبة مشاهدة عالية.

وفى مسلسل «أهل كايرو» يتعاظم دور النجم خالد الصاوى الذى وصل إلى مرحلة الأداء العبقرى وقد كثف كل خبرته فى هذا العمل البديع.. المسلسل الذى كتبه الكاتب الساخر بلال فضل، متمرد دائما على الأوضاع، يكشف قصة صعود وهبوط بعض الشخصيات المصرية. وتظهر رانيا يوسف فى هذا المسلسل لتضيف إلى رصيدها الفنى الكثير.. وكان المخرج محمد على فى أجمل حالاته حيث اعتمد على السرعة فى المشاهد والنقلات السريعة فى الحوار والسيناريو مما ساهم فى تقديم رؤية نقدية شاملة لعمل من علامات دراما رمضان.
أما «موعد مع الوحوش» فهو عودة جادة لدراما صعيد مصر.. وبرغم أن هذه النوعية قد دخلها كبار مبدعينا وعلى رأسهم الكاتب محمد صفاء عامر ومجدى صابر إلا أن دراما هذا العام فى هذا المسلسل تميزت بالمصداقية فى ربط الأحداث ورسم ملامح جديدة لمشاكل الصعيد لم يقترب منها أحد من قبل. والقضية أن هذا المسلسل أكد أنه ليس باللهجة الصعيدية فقط نناقش قضايا الصعيد وكذلك ليس بأحداث الثأر والعنف وتبادل طلقات الرصاص والمتاجرة فى الأسلحة.. وإنما تمكن الدكتور أيمن عبدالمجيد من الدخول إلى أعماق الصعيد وتحليل مشاكلهم وأزماتهم بوعى وعمق.. تمكن عزت العلايلى من الخوض بخبرته وبراعته من تقديم دور يحسب له على أنه من أهم أدواره فى السنوات السابقة.. العلايلى يزداد شموخا عاما بعد عام.. أما المبدع خالد صالح فهو رمانة الميزان فى هذا المسلسل، اقتحم مشاعر وأحاسيس المشاهد باقتدار وكان بحق نموذجا مثاليا للتشخيص الفنى الحقيقى.. ومع النجمين تتألق النجمة الشابة ريم هلال.. والتى أتوقع لها ظهورا خاصا فى السنوات القادمة.
هذه كانت شذرات من أغرب موسم درامى.. تصاعدت فيه مسلسلات.. واختفت أخرى وظلمت أخرى.. وتشتت المشاهد واحتار ولم يعرف أين يستقر ولكنى أعتبر أن هذا العام مهم جدا فى تحريك أوضاعنا الدرامية وإعادة النظر فى ما وصلنا إليه.. علينا أن نفتح ملف الدراما المصرية وتشريح خفاياها.. حتى نصل إلى حلول سريعة لأزمة تراجع كثير من الأعمال وكثير من رواد التمثيل أيضا.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة