أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد فودة

محمد فودة يكتب.. متى تخرج مصر من بيت الطاعة؟

الإثنين، 15 أغسطس 2011 07:28 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

متى تخرج مصر من بيت الطاعة؟! سؤال يردده عشرات الملايين من المصريين، الذين سجنتهم الحلول الوهمية التى تطرح كل ساعة على أسماعنا، وفى الفضائيات وفى الصحف كم كبير جدا من الاقتراحات وأساليب الخروج من الأزمات.. وكم أكبر من الأزمات التى لا تجد معها سوى انتظار المجهول.. نحن فى مأزق.. بعد أن تحول المواطن المصرى إلى سلعة يتاجر فيها الجميع، ويتبادل بها المزاعم ويجعله فى كل الأحوال فرصة وذريعة لاستمرار الأزمات، المصريون تحولوا فى الشهور الأخيرة إلى ورقة رابحة عند تجار الكلام، وحصان يكسب دائما فى صراع غير آمن.

تحول المصريون إلى وجبات سريعة سابقة التجهيز، «ديليفرى» عند صناع برامج التوك شو والناشطين السياسيين الذين جعلوا منهم حقول اختبار، والحقيقة أننى فى بداية الثورة كنت متفائلا لهذا الحراك السياسى الذى لم تشهده مصر من قبل.. والذى من شأنه تثوير أوضاع كثيرة فى مصر.. بل فى المنطقة العربية.. والحقيقة أيضا أن هذا حدث بالفعل وبامتياز.. ولكن المؤسف أن طول فترة اللاحسم واللانهى واللاقرار.. قد طالت. فالأمر تحول إلى عكسه تماما.. فبدلا من أن نستفيد من هذا الفوران السياسى وتبادل الأفكار وتنوع واختلاف الاتجاهات صرنا نزداد تشتتا وضياعا وارتجاعا نحو تحوير مفاهيم كانت ثابتة وصارت غير واضحة أو مشوهة أو على الأقل باهتة.. حتى الجانب الحكومى الرسمى فى حالة من اللاثبات واللااستقرار مما يعطى صورة يقال عنها إن الحكومة يدها مرتعشة، والقضية ليست بهذه البساطة، ولكنها تمس قدرة المسؤولين عن اختراق متطلبات الجماهير التى طالت إلى أكثر من ثلاثين عاما، حيث كان البلد مرتعا لكثير من أمور الفساد، وفى أكثر من قطاع تدنت الخدمات، وفى كثير من المحافظات، خاصة فى جنوب مصر، تراجعت أساليب النمو والتحضر، والناتج هو تدهور أغلب المتاح للجماهير.. ولكننا اليوم بعد نجاح ثورة 25 يناير التى تفاعل معها الشعب بحميمية.. علينا أن نصلح من طموحاتنا السياسية حتى لا تظل مجرد حبر على ورق، أو هى أحلام وردية طائرة فى الهواء بلا ضابط ولا رابط.. وحتى تنتفى صفة المتاجرة بالمواطن المصرى الذى شبع من أخبار تغيير الوزارات ثم المحافظين ثم اعتذار أحدهم، أو غضب الجماهير فى أماكن ضد مسؤول بعينه، وكل ذلك من شأنه إشعال غضب الناس وإحباط عزمهم، فكل تفاعل مع وزارة جديدة نراهم يهبطون بحماسهم إلى أسفل، ومجددا يجد نفسه فى مفترق الطرق بعد أن قطع الشوط الكبير - ولا يعرف لماذا يتراجع وكيف ينهض؟!

وأرى أن انتخابات مجلس الشعب فى سبتمبر القادم فرصة لإعادة ترتيب أوضاعنا، وصياغة حالنا المصرى من جديد فى شكل حضارى يليق بكفاحنا ونضالنا ونحس من خلاله أن ثورتنا الخالدة فى 25 يناير مستمرة وناجحة ونابضة دائما فى حيوية واشتعال.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة