أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد فودة

محمد فودة يكتب.. مصر تشتعل.. فمن يبدأ التهدئة؟!

الإثنين، 26 نوفمبر 2012 07:41 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
البداية كانت محمد محمود والذكرى الأولى للشهداء، وما بين قبول جماهيرى غير كثير وبين رفض واستنكار، ولكن النتيجة أن هذه التظاهرات تحولت إلى فوضى وإلى إصابات وتوفى أحد الشباب الثوار.. وما كنت أتمنى أن نصل إلى هذه الحالة الأولى.. ولعلهم يستهدون مرة أخرى برأى فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى، الذى تكرره الفضائيات العاقلة لعلها ترسخ فى عقول الشباب وهو يتحدث عن الثائر الحق.
من هو ومتى يثور وكيف يثور.. ثم متى يجب أن يتوقف ومتى يجب أن تستثمر ثورته ومتى يجنى ثمارها.. ياليتنا نتعلم من هذه الموعظة الحسنة، بدلاً من سيل التظاهرات التى لا تقود إلا مزيد من الفوضى ومزيد من الدماء ومزيد من شحن الصف المصرى.
فالثورة كانت لكى نتوحد ونلم الشمل، لا لكى نفترق ونرمى بعضنا بعضا بالاتهامات، ولكن الشىء الأكثر جدلاً ما حدث مساء الجمعة وبداية الاعتصامات ونشر الخيم مرة أخرى فى ميدان التحرير.. فقد اعتصمت 18 حركة وحزبًا فى 46 خيمة، أعادتنا إلى أيام الثورة الأولى.. وأخشى أن تصل إليها يد البلطجة.. وأن يحدث ما يحدث فى محمد محمود ليمتد إلى أمتار بميدان التحرير وتكون الفاجعة.. ونحن لا نحتمل أكثر من ذلك ولا ننتظر أبشع من هذه الإضرابات ولا من هذه المختبئة خلف الإضرابات، حيث تندس الأيدى الخطرة وتفعل ما تفعل لتحول الإضرابات السلمية إلى حرب أهلية.. نحن فى غنى عنها، ولكن لماذا لا يكون للحوار مكان وسط كل هذه الثرثرة، هناك من يدافع عن قرارات الرئيس محمد مرسى فى تظاهرات أمام قصر الاتحادية، واصفين هذه القرارات بأنها جاءت فى موعدها لتضرب بيد من حديد الطرف الثالث، وأنها أعادت الأمور إلى نصابها الصحيح، وآخرون يرون أنه ليس من حق الرئيس تشكيل إعلان دستورى، والحل فى رأيى لا يكتمل إلا بالحوار وتبادل الرأى الذى لا يفسد الود، أما ما يحدث فى الشارع حاليا فهو مزيد من شق الصف ومن حرق هذا الود، وكل ما نتمناه أن يعمل الرئيس المنتخب محمد مرسى فى مناخ يصلح للعمل وليس وسط نيران وبارود، ما يحدث لا يكون معه رأى سديد فى أى مجال.. وأتمنى أن نفيق على الصواب وزينة العقل.. وقد أبدى الرئيس مرسى استعداده للحوار مع المعارضة.
وعن هذا التصريح الذى أعلنه رسميًا الدكتور ياسر على المتحدث الرسمى باسم رئيس الجمهورية، فإننا أمام حالة متحضرة وواعية، أتمنى أن يقتنصها المعارضون مهما اختلفوا، وكلهم لهم كل التقدير والاحترام فى نفوسنا فهم من النخب، وقد دعا الرئيس الدكتور محمد البرادعى وحمدين صباحى وعمرو موسى والدكتور السيد البدوى للتحاور حول الإعلان الدستورى ومحاولة حل الأزمة التى نشأت عنه.. وأتمنى أن يجنى هؤلاء القادة من ثمار هذا العرض المغرى وما كنا ننتظر أكثر من هذا، فهؤلاء الأربعة يمثلون أطياف المجتمع السياسى ويعبرون عن السائد فى الشارع المصرى.. وأنا أعرف أن الشعب المصرى يعيش حالة من التوهان وفقدان الأمل وهى الحالة التى امتدت بعد مجموعة من الكوارث التى أصابت المجتمع وآخرها حادثة قطار أسيوط المفجعة التى راح ضحيتها أكثر من خمسين طفلا طالبين للعلم، وهو رقم أكبر من ضحايا غزة، وإن كان لهذا الحادث أكثر من وجه، والوجه الأول والأكثر بريقا هو الإهمال، وهذا الإهمال هو الصورة الأصلية للنظام السابق الذى حكمنا ثلاثين عامًا من الفوضى والفساد وانتشار التسبب فى كل القطاعات.. نحن اليوم نحصد هذا الورق الذابل الذى نثرته أزهار السنوات العجاف.
نحن اليوم علينا أن نتصدى لتركة شديدة العفن، وعلينا أيضًا أن نعى أننى أمام تحد عالمى كبير.. القضية ليست حكومة ومعارضة.. ورئيس وقرارات.. القضية أنه كيف نكون شعبًا واحداً وروحًا واحدة ولا نمل من أن نتكاتف بدلاً من أن نتشتت ونتشرذم ونتقزم، علينا أن نكون مدركين أن كل هذه الاعترافات والاعتصامات والاحتجاجات تعطل تعافى الاقتصاد المصرى.. والبورصة شاهدة.. مصر تشتعل.. فمن يبدأ التهدئة؟! وأرد على السؤال فوراً.. لنبدأ جميعاً التهدئة.. لأننا لسنا طرفين بل طرف واحد وخط واحد وصف واحد.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة