أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد فودة

محمد فودة يكتب.. القاهرة الساحرة.. تحولت إلى شوارع حزينة!

الإثنين، 27 فبراير 2012 10:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الخوف والترقب هما عنوان هذه المرحلة التى تعيشها مصر هذه الأيام.. ولا أعرف نهاية لهذين اللفظين اللذين أصبحا يشكلان خريطة كئيبة فى طريق نهضتنا القومية.. فكلما بدأنا نحاول الصحوة والوصول إلى بداية الخطوات الجادة نحو تطوير ما فاتنا واللحاق بما يضمن لنا أن نعوض خسائرنا، ونحاول إحياء اقتصادنا المتهالك والمتردى الذى يصل إلى حد الخطر.. إذا بنا نجدنا فى الطريق المضاد.. لا نعرف سوى الفزع والخوف وتهديد المارة فى الشوارع وخطف الأطفال وطلب الفدية عنهم وترويع الآمنين.. وأنا شخصياً أتحدث عن تجربة عامة، عشتها فى رعب كتجربة خاصة بعد أن حكى لى ابنى الوحيد ماهر 15 عاماً عن تجربة مر بها فى أحد الشوارع الرئيسية فى شارع الهرم وقد خرج عليه مجموعة من البلطجية، بكل جرأة وحاولوا تهديده وتثبيته، لابتزازه ليعطيهم بعض الأموال.. وهى ظاهرة كنت أظنها تتفشى فقط فى الأماكن العشوائية أو الشوارع الجانبية أو الحارات الضيقة المظلمة، ولكننا نجدها اليوم فى أعرق الشوارع، وفى وضح النهار وفى عز شروق الشمس، بلا ضابط ولا رابط، وقد وصل الأمر إلى مرحلة اللا أمان على أبنائنا وبناتنا وأسرنا ونسائنا، الأمر خطير.. والقضية لا تنتظر وصول رئيس الجمهورية إلى كرسى الرئاسة.. وحتى لو وصل هذا الرئيس إلى منصبه، فمن يضمن وصول الأمن معه.. إننى لم أعد متفائلا فى هذا.. بل أكثر من ذلك أننى أخشى من ذيوع ظاهرة اللا أمان واللا استقرار.. وأقول دائماً وأنا أمشى فى شوارع القاهرة اليوم.. أين قاهرة الأمس التى كانت تتلألأ بالأضواء والتفاؤل والأمن حتى مطلع الفجر؟.. أين هذه القاهرة الساحرة التى كانت مطمع الجميع من كل أنحاء العالم؟.. أين المشى بجوار النيل العظيم؟.. الكل أصبح فى خطر.. الشوارع أصبحت حزينة ولا أعرف هل نحن فى انتظار ثورة جياع حقيقية؟!.. أتمنى أن تسقط مخاوفى.. ولا نرى هذا اليوم.. ولكن الذى يؤلمنى حقاً هو تزايد ظاهرة الفزع، فكثير من أصدقائى رجال الأعمال أجدهم فى حيرة ولأول مرة أسمع منهم هذا الاتجاه نحو الخروج باستثماراتهم خارج مصر.. كنوع من الأمان وهرباً من هذا الجو الخانق، وحتى تعود مصر كما كانت فى أفضل حالاتها، وحتى يتم بالفعل تفعيل ثورة 25 يناير التى عشنا فيها، ولن نتنازل عنها، ولكن نريد أن ننفذ خطوطها ونحول أحلامها إلى واقع وإلى حقيقة.

الإحباط حالياً هو سيد الموقف، والكل يتضاءل أمام الفرح، وأمام الأمل، وأمام التواصل مع غد أفضل.. أحلامنا وصلت إلى نفق مظلم.. ولا أريد أن أصل بقارئى إلى درجة السواد والكآبة، بل أريد أن نعى الحقيقة العظيمة - أننا فى خطر وليس من العقل أن نظل نرهن حياتنا بالاحتجاجات والاستسلام إلى اللاءات ورفض كل شىء وطرح حلول لا يمكن تنفيذها.. كل هذه تعرقل ولا تصل بنا إلا إلى مزيد من السقوط.. نحن فى أزمة وعلاج هذه الأزمة بمزيد من العمل أولاً، وأما ثانياً فهو يقظة شبابنا نحو الوعى الحقيقى والتعليم الصادق.. أنا شخصياً أرى أن أمامنا مبادرتين جادتين جداً، وفيهما الكثير للخروج من المؤشر الخطر إلى أولى خطوات الاستقرار، أولهما مبادرة الشيخ محمد حسان فى توفير الماديات ما يدعم اقتصادنا ويجعلنا فى مأمن حتى لا ننتظر المعونات الأمريكية.. التى وصلت بنا إلى مرحلة من الحرج والسخف.. والمبادرة الثانية للدكتور الداعية الإسلامى عمرو خالد الذى بدأ بالفعل فى تنفيذ مشروع محو الأمية من خلال بنود حية تضمن زوال هذا الكابوس الكبير، وهو الجهل، عن مصر.. وإذا وصلنا إلى هذا فليس أمامنا سوى السعى فى الحال وليس غداً.. نحو تنفيذ أمن حقيقى وعودة رجل الشرطة العادل القوى الفعال، لكى يحسم الأمور، ويرتب الأوراق، ويرسم الوضع الجديد فى الشارع بما يتلاءم مع عظمة تراث مصر.. لتعود البسمة على الوجوه مرة أخرى، ويختقى الرعب والفزع ويهبط الحزن نحو القاع بلا رجعة!!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 6

عدد الردود 0

بواسطة:

مريم

السبب

عدد الردود 0

بواسطة:

رانيا

معك حق استاذ محمد

عدد الردود 0

بواسطة:

ابوسعود.. سائح عربي..

لم اجد القاهرة..!!

عدد الردود 0

بواسطة:

هادى

كان عندى امل وضاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااع

عدد الردود 0

بواسطة:

جلال

مصر زمان

عدد الردود 0

بواسطة:

صوت الحق

ادي العيش لخبازه

مبارك هو الحل

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة