أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

جمعة الأعلام السوداء والعقول الملثمة

السبت، 05 مايو 2012 07:48 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
a زحام نعم، حضور وهتاف بالطبع، شعارات موجودة، لكن الزحام بلا معنى. فى جمعة خرج فيها كل فريق لهدف فى نفسه، واختفت شعارات الثورة فى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية. هذا التزاحم المتناقض فى ميادين مصر، ليس كمليونيات الثورة.

عندما كان الميدان واحدا والعلم واحدا، والهتاف واحدا. بالأمس لم يكن ميدانا واحدا، ولا هتافات واحدة، ولا مطالب واضحة، حتى الحديث عن نقل السلطة وإنهاء المرحلة الانتقالية مكرر ولا جديد فيه..

فى مليونيات الأشهر الأولى بعد الثورة كان ميدان التحرير لا يزال موحدا وانتهت إلى نتائج، محاكمات وإجراءات وخطوات عملية نحو نقل السلطة، وعرفنا مليونيات كانت تزدحم بتيار واحد ويختفى فيها ميدان التحرير والعلم الواحد خلف أعلام وخرق سوداء وخضراء .

وفى الجمعة الأخيرة، بدت جمعة النهاية للتوحد، وتجسد الصراع على السلطة، جمعة تائهة وحائرة تفتقد إلى أى يقين أو هدف، وبالرغم من التزاحم بدت الميادين خالية إلا من الصراخ والمطالب الهلامية مجرد ظواهر صوتية. جماعات لكل ومسميات، البعض قال إنها جمعة النهاية و«حقن الدماء»، و«الزحف». تيارات وائتلافات، كل منها خرج لهدف فى نفسه.

جمعة النهاية ازدحمت بالأشكال العجيبة لمجاهدين قادمين من عالم آخر، وتصرفات وتحركات لا تخلو من علامات استفهام. سيطرت جماعات جهادية بقيادة محمد الظواهرى وأعوانه من الملثمين على الاعتصام قبل الجمعة، وظهرت أعلام سوداء أقرب لأعلام القراصنة. أثارت قلق كثيرين حتى من المشاركين، وأعلن عدد من طلاب جامعة عين شمس رفضهم المشاركة، وأشاروا لوجود أسلحة بين المعتصمين. أكدها فيديو لأحد المعتصمين يقول إنهم أخذوا ضابطا كرهينة وعرض تسليمه فى تبادل للأسرى، وهو تصريح يمثل إهانة وإرهابا ويحتاج وقفة وردا.

ناهيك عن خطبة لكائن يدعى أبوالأشبال يقدم فيها تحريضا على المواجهة المسلحة. متزامنا مع محاولات جماعات مجهولة إزالة الحواجز والأسلاك بين قوات الجيش والاعتصام. واقتحام وزارة الدفاع.

هذا المشهد هو ما دفع الجمعية الوطنية للتغيير إلى التحذير من الزحف نحو وزارة الدفاع أو التصعيد فى اتجاهات تضر بالثورة والمصالح الوطنية، لأنها رأتها تخلط السياسى بالعسكرى وتدفع الأمور إلى مصادمات لا علاقة لها بتسليم السلطة وإنهاء الفترة الانتقالية.

هذه الجماعات المجهولة من بقايا التنظيمات العسكرية المسلحة للقاعدة تتحدث عن نقل السلطة وتقصد سلطة أخرى تنتمى إلى جبال أفغانستان وباكستان. وتاهت مطالب تقديم قتلة المعتصمين تاهت غالبا وسط مطالب وأشكال متناقضة بعضها لا علاقة له بالسياسة أو نقل السلطة، وإنما بالتعصب والغضب والتحريض. تأثر ميدان التحرير هو الآخر واختفت وبدت الحشود مجرد تجمعات عددية. لا تعنى شيئا، بينما سيطر طلاب السلطة من كل اتجاه. لقد كان هذا الاعتصام من أجل شخص وفى سبيل كرسى، وسال الدم من أجل شخص وكرسى. إنها جمعة الأعلام السوداء والعقول الملثمة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد هيكل

يهود خيبر وكفار قريش

عدد الردود 0

بواسطة:

malk

تحياتى لحضرتك

عدد الردود 0

بواسطة:

جمال مغربى قاسم القبانى قنا

اليوم السابع بهيئة محررية ان الاوان ليصنعوا نهضة مصر بارسال مقترحات النهضة والمطالب الى ال

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة