أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

أمن سينا.. لنتعلم من أعدائنا

الأربعاء، 08 أغسطس 2012 08:13 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مصر فى مرمى نيران كثيرة، والأمر فى رفح وغيرها، يحتاج للنظر بأكثر من كاميرا، وليس كما يفعل البعض ويكتفى بتفسير يريحه ويناسب أفكاره. ورأينا التفسير الأيديولوجى الذى يحمل المسؤولية لأول مخالف له فى الرأى.

الطبيعى أن يتم التعامل مع كل حدث كبير أو تهديد للأمن القومى، بهدوء وبناء على معلومات، وليس مجرد تحليلات وشائعات. واتهامات جزافية. مع العلم أن الإرهاب يضرب كل الدول مهما كان استعدادها. وما جرى فى رفح إرهاب، لأن الإرهابيين حددوا موعد التنفيذ ساعة الإفطار، وقطعوا الكهرباء. عملية قامت بها جماعة مدربة ومحترفة. ضمن حرب واسعة تدور منذ شهور بعيدة.

لقد تمت مهاجمة العريش ونقاط التفتيش وخط الغاز عدة مرات، من دون التوصل للفاعل، بما يشير إلى أخطاء أمنية ومعلوماتية، كما هاجم إرهابيون قسم العريش قبل أسابيع ولم يتم مواجهتهم. وهناك تقارير عن تنظيمات وجماعات تتمركز فى سيناء وتمارس تدريباتها وهناك شرائط مسجلة. كل هذا يكشف عن خلل أمنى يحتاج إلى محاسبة، وأن تتم المواجهة بخطة شاملة وليس مجرد مسكنات. ودور أجهزة المعلومات هو التنبؤ بالأخطار، وإذا فشلت تحتاج لمراجعة إمكاناتها ومضاعفتها وتطويرها ومحاسبتها على عدم التنبؤ أو توظيف المعلومات..

وقد تفرجنا على تحليلات سارعت باتهام حماس أو فلسطينيين أو إسرائيل أو المخابرات والجيش، وكلها تفسيرات بلا سند غير العنعنات ومواقف مسبقة. ولا تقوى أمام الواقع أو المنطق، وطبيعى أن التحليلات على معلومات خاطئة تقود لنتائج خاطئة.

وفيما يخص ما أعلنه البعض أن أجهزة وجهات إسرائيلية حذرت رعاياها من أعمال إرهابية، فقبل كل عملية فى مصر طوال السنوات الماضية كانت هناك تحذيرات إسرائيلية، ولنرجع إلى عمليات شرم الشيخ وطابا. وهناك نوع من التحذيرات الروتينية.

الأهم هو ضرورة التنبه إلى أن إسرائيل تراقب الحدود مع مصر بكاميرات الأقمار الصناعية. ونحن كل تفكيرنا فى زيادة القوات، مع أن الكم لا يغنى أبداً عن الكيف. وعلينا أن نبحث توظيف الأقمار الصناعية فى مراقبة حدودنا وتوظيف أقمار تجسس. فالحروب ضد الإرهاب والحروب عموما تعتمد على التقنيات. وكاميرات إسرائيل اكتشفت المدرعة بعد سرقتها وقصفتها.. وعلينا التفكير فى أن يكون لدينا نظام مراقبة حديث وليس فقط جنود بلا إمكانات، وأن نتجاوز الطريقة البدائية والتفكير فى زيادة الكم دون غطاء تكنولوجى، وليس عيباً أن نتعلم من أعدائنا، بدلاً من الاكتفاء باتهامهم أنهم يخططون ويتآمرون علينا بينما نشرب المؤامرات طوال الوقت، ونكتفى باتهامهم.

حماية سيناء لن تتم فقط بزيادة القوات، ولا تحتاج حتى لتعديل اتفاقيات، بل بزيادة التنمية الحقيقية، وليس السياحية. أمن سيناء يبدأ من أبناء سيناء والتعامل معهم كمواطنين لهم نفس الفرص وليس مجرد مؤلفة قلوبهم، وتوطين المصريين فى مجتمعات حقيقية وليس مجرد منتجعات تعمل فى الأيام العادية وتتقلص مع أى هجمة أو تهديد. أمن سيناء يحميه البشر.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

mohamed rady

من المقصر

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة