أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد الدسوقى رشدى

نظرة رئاسية

السبت، 02 فبراير 2013 12:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ابتداء وقبل أى كلام لابد أن تعرف أن أصغر عامل أو موظف فى أى مؤسسة حكومية مصرية –والذى ترى أنت بعضهم عبارة عن بطالة مقنعة أو مرتشين أو غير مؤهلين- هو بالنسبة لى على الأقل أكثر نظافة وطهارة يد من كل الرؤوس الكبيرة الموجودة فى أروقة السلطة المختلفة، ليس فقط لأنه يسير فى الشوارع المزدحمة ويأكل من الخضار الذى أثمر بفعل المبيدات المسرطنة ومياه المجارى، أو لأن راتبه لا يكفى لشراء كيلو لحمة، ولكن لأنه يتحمل الوجود والعمل داخل منظومة فاسدة ومهلكة، ومطالب أمام الناس والسلطة بأن يمنح الجميع أفضل أداء ممكن بأقل الإمكانيات والمميزات الممكنة.

لكل السادة الذين أكثروا من صب لعناتهم على رؤوس عمال وسائقى المترو والموظفين الذين يضربون عن العمل، لكل مواطن مصرى يستسهل أن يسب ويلعن المتظاهرين فى الشوارع لأن المرور أصبح خانقا ومزدحما بعض الشىء متجاهلا الحديث عن الدولة أو السلطة التى التى تدفع الناس للخروج من بيوتها للتظاهر فى الشوارع بالتأخر فى الرد على مطالبهم أو بإصدار قرارات ساذجة وغير مدروسة، مثلما هو الحل فى مدن القناة.. لكل هؤلاء السادة أقول قبل أن تسألوا متى نتعلم ثقافة الإضراب والتظاهر دون تعطيل مصالح الناس ودون حدوث عنف واشتباكات.. اسألوا أولا متى تتعلم الحكومة أو الرئاسة التعامل مع الأزمات أو الاستماع لأصحاب المظالم قبل وقوع الكارثة.. واضطرارها للخضوع؟

قبل أن تطالبوا بمحاسبة المتظاهرين فى التحرير أو بورسعيد والسويس والإسماعيلية حاسبوا الحكومة التى جعلت ودنا من طين وأخرى من عجين واتبعت سياسة الطناش على مدار الأسابيع الماضية أمام شكاوى المعارضة وطلبات القوى والائتلافات والحركات السياسية وأغلقت أمامهم كل سبل التفاوض ومنافذ النقاش، تاركة لهم بابا واحدا فقط.. هو التظاهر والمسيرات، وحينما تفشل الحكومة فى تأمين المظاهرات والمسيرات وتطور الاشتباكات ويسيل الدم تبدأ الدولة فى الدعوة للحوار والتفاوض والتفكير منتظرة أن يهرول إليها الجميع؟!
حاسبوا الرئيس محمد مرسى والدكتور هشام قنديل ومساعدى الرئيس وقيادات الحرية والعدالة وجبهة الإنقاذ وكل الذين فشلوا فى إدارة أزمة التوافق من أجل مستقبل الوطن وكل هؤلاء الذين لا يملكون خططا بديلة لتوفير الأمن والاستقرار والخدمات الحكومية للناس، اسأل نفسك سؤالا واحدا فقط هو: إن كانت بورسعيد والسويس والإسماعيلية ستكون آمنة بهذا الشكل فى حالة تحديد الحظر بثلاث ساعات فقط لماذا جعلها الرئيس من البداية 8 ساعات، إذا كان الرئيس يفكر الآن فى إلغاء الحظر الذى حدده من قبل بمدة شهر كامل فلماذا أصدر قراراته وعلى أى أساس؟، إذا كان من السهل الدعوة لتعديل الدستور فلماذا سارعت الدولة منذ البداية بسلقه وإقراره رغم وجود نفس الملاحظات والدعوات للتعديل قبل شهر من الآن؟ هل لابد أن تسيل الدماء أولا؟ هل لابد أن يغضب الناس ويكسرون عين الحكومة وهيبة النظام بمسيراتهم وتظاهراتهم حتى تسمع الرئاسة وتبدأ فى البحث عن نقاط التفاهم المشتركة.

أعود غاضبا لأقول من حق كل الفئات المطحونة، فى مصر مدرسين وسائقين وعمالا وأطباء وموظفين، التظاهر والاعتصام لتحسين أوضاعهم المغلوطة، ومن حق أى شخص موجوع ومظلوم فى مصر أن يخرج ويقول «آه» طلبا للحياة الكريمة، وبدلا من تجريم رغباتهم وممارساتهم الديمقراطية يمكن للحكومة أن تفتح صدرها وأذانها وتنصت للمشاكل وتتناقش فى الحلول، لا أن تتركهم على طريقة نظام مبارك.. «اللى مش عارف إيه، تنبح» وقافلة السلطة تسير.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 6

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد عدس

لماذا لأ تقول عدس .. ؟

عدد الردود 0

بواسطة:

ابن مــصــر

من حقى رئيس افتخر بيه مش رئيس جماعته بتمشيه

عدد الردود 0

بواسطة:

كيمو

سيكتب التاريخ أنك أول العاقلين فى هذا المكان الذى .. نفض لحمدين وزملائه .. !

عدد الردود 0

بواسطة:

يحيي رسلان

المشكلة في الذين يحرضونهم للتظاهر الان

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد حبيب

أصبح حالنا كالمعنى التالى (((( شخص لايعرف يقوده شخص يحتاج إلى المعرفه )))

عدد الردود 0

بواسطة:

fe

Help

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة