ياسمين مجدى تكتب: لماذا تجاهلتموه؟

قرأت العديد والعديد من المقالات التى تمت كتابتها فى رثاء الفنان القدير الراحل"خالد صالح" الذى فارقنا منذ أيام قليلة إثر عملية قلب مفتوح وللأسف كانت ثانى عملية قلب مفتوح يجريها فى حياته وعلمت من مختلف البوابات الإلكترونية بحضور العديد من الشخصيات الفنية والسياسية الهامة مراسم تشييع جنازته وعزاؤه وكان من قبله الفنان الكوميدى الراحل "يوسف عيد" الذى توفى عن عمر يناهز66 عاما إثر أزمة قلبية ولكن للأسف قرأت أيضاً فى البوابات الإلكترونية أنه لم يحضر أحد فى مراسم وداعه إلى مثواه الأخير فأستعجب وأسال لماذا؟ أين كان الفنانين عندما توفى هذا الفنان الكوميدى الجميل؟

يجوز أن الله سبحانه وتعالى قد قدر للفنان الراحل خالد صالح أن يكون مشهوراً وأن يكون له أدوار مهمة فى معظم الأعمال التى شارك فيها سواء للسينما أو التليفزيون وربما المسرح على الرغم من أن تلك الشهرة جاءت له متأخرة عن وقتها بعض الشىء ولكن نأتى للفنان يوسف عيد الذى إن تسمحوا لى أن أكتب مقالى هذا من أجله لأن سبحانه وتعالى قدر له أن يعيش ويموت دون أن يعرفه الكثيرون على الرغم من أن له أعمال مميزة....اعلم أنها أدوار صغيرة فى أعمال كبيرة مميزة فى السينما والمسرح وربما التليفزيون فقد أفنى فيها معظم عمره دون أن يشتهر أو يعرفه الكثيرون.

لعلى أكتب هذا المقال لأنه يعتبر مات وحيداً دون أن يدرى أحد ودون أن يودعه أحد لمثواه الأخير حتى أننى علمت من بعض البوابات الإلكترونية أنه لم يحضر أحد من الفنانين عزاءه ولا أعرف لماذا ؟ ولكن هنا أتساءل وأقول هل السبب فى هذا هو عدم شهرته أم لأنه كان من هؤلاء الفنانين الغلابة غير المشهورين الذين لا يتقاضون سوى جنيهات قليلة عن أدوارهم أو لأنه لم يأخذ أجرا بالملايين مثل بقية فنانى الصف الأول والذين تصل أجورهم لـ 15 و20 مليون جنيه وربما أكثر.

لقد كتبت فى هذا الموضوع من قبل وتساءلت "لماذا يموت هؤلاء فقراء" ولكن هنا أوجه سؤالى تحديداً لنقابة المهن التمثيلية المسئول الأول عن هؤلاء.. حيث أرى من وجهة نظرى أنه من المفترض أن تقوم النقابة برعاية هؤلاء فهى تتجاهلهم ولا تقف بجانبهم ولا فى حياتهم ولا حتى بعد مفارقتهم للدنيا فمن المفترض حتى بعد مماتهم أول شىء تفكر فيه تلك النقابة هى كيف تقف بجانب أهالى هؤلاء من الناحية المعنوية والمادية.. فأرجو من النقابة أن نتنبه لهؤلاء كما أرجو من السادة الفنانين الذين يتقاضون الملايين أن يتكاتفوا مع زملائهم الغلابة أصحاب الأدوار الصغيرة الذين لا يعرفهم الكثيرون ويتبرعون لهم عن طريق صندوق النقابة فلابد أن يكون هناك بعض من التراحم والمحبة والإحساس بالغير.

من مقالى هذا أناشد نقابة المهن التمثيلية والفنان القدير أشرف عبد الغفور إعادة النظر فى هذا الموضوع وأن يبحث ربما يجد إجابة على سؤالى هذا....لماذا تجاهلتموهم؟