أكرم القصاص - علا الشافعي

( افتح قلبك مع د. هبة يس)...مبعرفش أقول لأ

الأربعاء، 29 أكتوبر 2014 01:16 م
( افتح قلبك مع د. هبة يس)...مبعرفش أقول لأ هبة يس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أرسلت ( ى ) إلى افتح قلبك تقول:

أنا عمرى 38 سنة، زوجة وأم، وموظفة أيضا، مشكلة حياتى إنى مبقدرش أرفض لحد طلب، لازم أوافق على كل طلب أى حد بيطلبه منى، فعلا مبعرفش أقول لأ، بحس أنى محرجة جدا، وإنى ممكن أزعل الناس لو رفضت أساعدهم أو أعمل لهم اللى طلبوه منى، حتى لو كان اللى بيطلبوه ده صعب عليا، أو مش فى إمكانى، أو حتى هايضرنى لو عملته.

أغلب زمايلى فى الشغل بيستغلوا النقطة دى فيا وطبعا بيشيلونى شغل مش بتاعى، كتير من جيرانى وأصحابى بيقعدونى بولادهم فى أى وقت، حتى لو ده مش هايناسبنى، أخويا الصغير دائم السلف منى- وطبعا مبيردش- لأنه عارف إن مرتبى كبير، وإنى مش هاقوله لأ كل مرة...

أنا طول عمرى كده، من صغرى باشتغل فى البيت مع أمى، وأكتر من بقية إخواتى بكتير، وبشيل همهم كلهم، وبساعدهم فى مذاكرتهم، لدرجة إنى أحيانا كنت باعمل الواجب بدل أخويا الصغير أحيانا عشان مايتعاقبش.

الموضوع أصبح ضاغطا جدا، فأنا بقيت كأنى عايشه عشان الناس مش عشان نفسى أو حتى بيتى، وطبعا جوزى اتخنق من الموضوع ده، لأنى ياما لغيت حاجات تخصنا أحنا عشان أعمل حاجة لناس تانيين... أنا نفسى تعبت، بس مش عارفة أعمل فى نفسى أيه؟، أنا حياتى مهددة بجد، فأرجو أنك متضحكيش من كلامى وتستخفى بيه، أنا فعلا فى مشكلة.

وإليكى أقول:


مقدرش أضحك على كلامك أو أستخف بمشكلتك، لأنه ببساطة اللى بتحكيه ده مشكلة نفسية (عالمية) لدرجة أن فى كتب كتير بتتكلم فى الموضوع ده، وهارشح لك واحد منهم، هو كتاب أجنبى لكن فى منه نسخة مترجمة اسمه (لاتكن لطيفا أكثر من اللازم)، الكتاب ده وكتير زيه بيشرحوا مشكلة الناس اللى زيك، وبيعلموهم أزاى يحلوا المشكلة دى.

الموضوع وما فيه أن حضرتك عندك شعور دائم بإنك لازم ترضى الناس وتريحيهم وتلبى طلباتهم مهما كانت عشان يقبلوكى ويحبوكى، بتخافى ترفضى أو تقولى لأ عشان محدش فيهم يبعد عنك، أنتى والى بيفكروا بطريقتك بيربطوا بين ضرورة انك تكونى حاضرة وجاهزة وموجودة للمساعدة طول الوقت، وبين أنك تكونى مقبولة ومحبوبة من الآخرين... وده مفهوم غلط بكل المعانى والمقاييس.

يمكن تكونى اتعودتى من زمان أنك تساعدى وتكونى فى محل المسئولية، بحكم الواجب، أو بحكم إنك كنتى البنت الكبيرة، أو يمكن بحكم (التدبيس).. المهم إنك بدأتى تربطى بين أهميتك ومحبة إلى حواليكى ليكى، وبين خدمتك ومساعدتك ليهم، ويمكن كمان اللى حواليكى شجعوكى على كده ورسخوا الفكرة دى فى دماغك من غير ما يقصدوا، فبدأكوا يحبوكى ويضحكوا فى وشك عشان تساعديهم أو تنفذيلهم اللى هم عايزينه منك.. لكن كل ده غلط، مش عدل، الناس لازم تتعاون وتساعد بعضها طبعا، لكن مش هو ده أساس الحب، أو بمعنى آخر مش هو ده شرط الحب، وألا يبقى حب مصلحة مش حب حقيقى.
اللى يحب حد لازم يقدر ظروفه، ويعذره فى كتير من الأوقات، ويحاول يخفف عنه، مش يضغط عليه ويحمله فوق طاقته، ويستغل ذوقه وسعة صدره، أنتى نفسك أكيد بتحبى ناس حواليكى مش بيقدروا يساعدوكى طول الوقت، أو يمكن يكونوا مش بيساعدوكى أصلا، لأن الحب مشاعر مالهاش دعوة بالمصلحة والمنفعة والاستفادة.

الحل هايبدأ بإنك لازم تاخدى القرار... قرار إنه اللى يحبك يحبك عشانك أنتى، لكن اللى هايحبك بس لما تساعديه أو لما توافقيه، ويبعد عنك أو يتقمص لما متقدريش يبقى بلاش منه.. هو حر، بكره يفهم ويقدر أنك مش من الناس اللى سهل تتكرر، لازم تشيلى الخوف من قلبك، الخوف من أنك تفقدى اللى حواليكى أو تخسريهم، فتفضلى طول الوقت مضطرة لاسترضائهم ولتسول الحب منهم بإنك تيجى على نفسك عشان خاطرهم.

وعشان يكون فى حل عملى، وحاجه قابلة للتنفيذ، شوفى يا ستى...
_ دايما خلى عندك وقت انك تفكرى قبل ما توافقى أو ترفضى اى طلب، يعنى مثلا بدل ما تردى فورا (أه طبعا مفيش مشكلة) خليها (طيب هارتب أم هاشوف ظروفى وأرد عليك)، ردى بابتسامة وبود، لكن بشكل حاسم غير قابل للتفاوض أو للضغط من الطرف التانى، فهميه أنك فعلا محتاجة تفكرى وأنك مش أكيد هاتوافقى على كل حاجة فورا.

_ بعد ما تطلبى مهلة للتفكير شوفى هل الطلب ده يتعارض مع حياتك أنتى ومسئولياتك أنتى ولا لأ؟، لو يتعارض يبقى اعتذرى فورا، واشرحى السبب لو حبيتى، لكن اعتبرى أن ده مبدأ (أنا هاساعد طالما الموضوع مش هاييجى عليا أو على بيتى أو على حياتى )، مش مطلوب منك أبدا تضحى باستمرار عشان الآخرين، خاصة لو أنتى عارفة ومتأكدة أن الآخرين دول بيستغلوا نقطة ضعفك.

_ اقعدى مع نفسك كده وحضرى كام (رد جاهز) تقوليه لما تكونى مش هاتقدرى تنفذى الطلب، يعنى مثلا ممكن تقولى لصاحبتك لما تفرض عليكى أولادها (معلش جوزى هايكون موجود فى البيت فى الوقت ده)، أو (أنا ملتزمة بموعد فى الوقت ده)، أو (عندى شغل فى البيت كتير مش هاقدر أكون منتبهة للأولاد).. أى رد تشوفيه، المهم أنه يكون غير قابل للرد والنقاش، عشان صاحبتك دى تفهم أنه مش هاينفع وتلم نفسها.

وبالنسبة لأخوكى اللى بيعاملك كأنك بنك ده، ممكن تقولى له (أنا الشهر ده داخلة جمعية)، أو (مرتبطة بمصاريف معينة الشهر ده)، أو (هاشترى حاجة وبجوش لها)، أو ببساطة تقولى له (حسابك تقل والمفروض تفكر فى أزاى ترده مش ازاى تزوده).

_ فكرى أن الحياة (أخد وعطا)، يعنى ممكن تقبلى شغل زيادة انهارده من زميلتك، بس فهميها أنك هاتشيليها شغلك فى يوم تانى تكونى مضغوطة فيه مثلا، وممكن تقعدى بأولاد جارتك وبرضه فهميها أنك هاتقعديها بأولادك فى يوم تانى تكونى مزنوقة فيه فى مشوار.. وهكذا، اعرفى أن مساعدتك للآخرين جزء لا يتجزأ من الحياة، لكن الموضوع رايح جاى، مش اتجاه واحد، يعنى ممكن جدا تطلبى مساعدة اللى بتساعديهم فى المقابل، وبكده يبقى أفدتى واستفدتى، والموضوع مبقاش عبء عليكى لوحدك.

أنا عارفه ان اللى باقوله ده هايكون صعب عليكى فى البداية، وهايخليكى خايفة وقلقانة وعايزة ترجعى فى كلامك وتوافقى طول الوقت زى ما اتعودتى، لكن كل شىء بييجى بالتدريج وبالمحاولة، وممكن ما ينجحش من أول مرة، لكن لازم تبدئى تغيرى من حالك بمزاجك قبل ما تلاقى نفسك مجبرة أو مضطره لكده غصب عنك، لما حياتك تنهار بجد وتخسرى الناى المهمين فى حياتك والمقربين ليكى، بسبب تضحياتك المستمرة على حساب نفسك وحسابهم.

الصفحة الرسمية للدكتورة هبة يس على الفيس بوك:
Dr. Heba Yassin








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

هاله

سوبر لايك

بيعجبني في الردود انها عمليه و قابله للتنفيذ فعلا

عدد الردود 0

بواسطة:

صوت الحق

ردود عملية وممتازة ولكن

عدد الردود 0

بواسطة:

تيتو

ده انتى لقطه

استمرى

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة