أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد التايب يكتب: حتى لا تكرر ظاهرة العناتيل

الإثنين، 24 نوفمبر 2014 10:24 ص
أحمد التايب يكتب: حتى لا تكرر ظاهرة العناتيل خيانة زوجية - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عاشت الأمة الإسلامية طيلة تاريخها لا تعرف الخيانة الزوجية، إلا فى الحالات النادرة، ثم عرفت الرذيلة طريقها إلى أمة العفاف، فصارت تنتشر كالوباء الخبيث، وأصبحت قاعات المحاكم تعج بالقضايا، وتطالعنا الصحف اليومية كل يوم بجرائم بشعة، وما خفى كان أعظم، فبعد تفشى ظاهرة "عنتيل الغربية"، ومن قبله عنتيل البحيرة والمحلة، لفت نظرى لقضية أخرى، أن التحقيقات كشفت، أن المتورطات معهم متزوجات.. وهو ما يدفعنى للتساؤل.. فلماذا تُقبل متزوجات على مثل هذه الأفعال النكراء؟ ولهذا وجب علينا التذكير بأنواع وأسباب الخيانة للتذكرة.

الخيانة قد تكون فى إفشاء السر، وقد تكون فى المال، وقد تكون فى الأولاد بإهمالهم أو السكوت والتستر على أخطائهم، وقد تكون خيانة فى الجسد وهو موضوع مقالنا، وهى درجات أقلها أن تتمنى المرأة غير زوجها، أو بإطالة الحديث مع غير زوجها، وقد تكون الخيانة قُبلات أو لقاءات وقد تكون خيانة الزنا كما فى الحديث: "كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا لا محالة، فالعين تزنى وزناها النظر، والأذن تزنى وزناها السمع، واليد تزنى وزناها البطش، والقلب يشتهى ويتمنى والفرج يصدق هذا أو يكذبه، ولأى شىء سبب ومن أهم أسباب الخيانة الزوجية "الإرغام على الزواج" سواء إرغام البنت أو الرجل على الاقتران بمن لا يرغب، وأسوأ ما فى هذا الأمر أن الأب أو ولى الأمر يعاملها كما يعامل السلعة التى يملكها، يبيعها متى شاء، أو يحتفظ بها متى شاء، ففى هذه الأيام التى تفتحت فيها أعين البنات على الشباب، يكون من الضرر إرغامها على الزواج بمن لا تهوى، فإذا ما أرغمت.. ضجت بالحياة واختلقت المشاكل لأتفه الأسباب، ثم انحرفت، خاصة إذا كانت لها علاقة سابقة بشاب فى عملها أو جامعتها أو قريب لها أو جار لها، كما أن أحلام اليقظة عند الفتيات والتى تزيد هذه الأيام مع دخول التليفزيون والإنترنت إلى بيوتنا، أدت إلى تكوين صورة خيالية للزوج المرتقب.. أو تسمية البنات (فتى الأحلام)، وقد يكون هذا أحد الأشخاص فى واقع الفتاة وقد يكون أحد نجوم السينما أو الغناء أو الكرة، والاستغراق فى أحلام اليقظة هذه فيه خطورة على مستقبل الشباب جميعاً.

"التعود على عقد العلاقات مع الجنس الآخر" فربما يحب فعلاً إحدى الفتيات بعد تجارب كثيرة مع أخريات، إلا أنه يقرر آخر المطاف أن يقترن بإحداهن، وعندما يتم الزواج لا يلبث أو تلبث أن يعود أو تعود لعادتها القديمة بالاتصال بالأصدقاء القدامى، ومع الوقت يستسهل كلاهما هذه الخيانات، "عدم القيام بحقه" سواء الواجبات الأساسية للزوجة أو الزوج، أو كثرة الاختلافات والمعارك، فقد تتعمد مخالفته بما يأمرها به، وتتقاعس عن الكثير من واجباتها نحوه ونحو الأطفال والبيت، وقد يكون لسانها طويلاً فتسبه أو تعيره، ومن ناحيته قد يكون بخيلاً، سليط اللسان، كثير الغياب عن البيت، مهملاً أبناءه وبيته.. هذه الأمور قد تكون سبباً للبعض فى البحث عن راحة البال والهدوء العاطفى بالحرام.

"المقارنة" فهناك عدد كبير من الأزواج أو الزوجات الذين بسبب طبيعة عملهم يحتكون بالجنس الآخر، وبسبب الاختلاط المستمر يبدأ الإعجاب بالطرف الآخر، ثم تبدأ المقارنة، فهذا الزميل فى العمل دائم الضحك والنكت، بينما زوجها دائم العبوس، وهذه الزميلة رائعة القوام وتقاطيع الوجه، بينما زوجته مملوءة، وداكنة اللون.. "أصحاب السوء" فأصحاب السوء يرغبونه فى الحرام، ويزينون له تلك العلاقات المحرمة، وقد يتصاحب ذلك مع تمنع زوجته منه، وجهلها بوسائل كسبه وجذبه، مما يسقطه فى هذا الحرام.

"الإعجاب الظاهرى" مما يؤسف له أن الكثير من الرجال لا يبحث فى المرأة إلا عن الجمال الظاهرى، فلا يهمه إلا قوام الجسم، وجمال الوجه، أما الأخلاق والدين والطباع، والاستقامة، وصلاح أسرتها فآخر ما يفكر فيه، وبالتالى عندما يتم الزواج، ويتكشف له الكثير مما كانت تخفى من العيوب الباطنية، والأخلاق السيئة، والطباع الملتوية، يصاب بالإحباط ثم يبحث بعد ذلك عن علاقات أخرى بالحرام، ويمتنع عن الطلاق بسبب بعض الأمور التى تسبب له بعض الأضرار، ولكنه يؤثر الخيانة على ذلك الطلاق.

"عمل المرأة" ما صاحب ذلك من إظهار الزينة ووضع الأصباغ على الوجه والأظافر، وإتباع أحدث التقاليد الشيطانية "فى الموضة" من الثياب والتسريحات "والماكياج" وغيرها، قد تضع المرأة المساحيق وتبدو فى صورة أجمل من حقيقتها، فإذا ما خرجت تنوى تصيد زوج لها ونجحت، فقد خدع الزوج! لأنه اختارها بدرجة من الجمال أعلى من حقيقتها، فلو أنها ظلت على فطرتها التى خلقها الله عليها، لتقدم لها من يحبها على حالها، والناس فيما يعشقون مذاهب! أما وقد تزينت أتعبت زوجها الذى يكتشف الحقيقة فيما بعد، والمرأة لا يمكن أن تتزين داخل البيت وخارجه، فإذا ما تزينت خارج البيت وتعطرت، وجدتها فى بيتها مهملة زينتها وهندامها، ولهذا يراها زوجها فى عينه أقل جمالاً، بينما يرى زميلاته فى العمل فى أجمل منظر، يبادلنه التحية والابتسام.

-"سفر الزوج" حيث يسافر الزوج للعمل مثلاً تاركاً زوجته سنة أو يزيد، فتلتهب عواطفها، ويتسلط الشيطان عليها فى صورة رجل يؤدى وظيفة الزوج الجنسية فى غيابه، "الإباحية التى تعيشها بعض البيوت" كتلك التى تسمح لبناتها أن تحدث من شاءت فى أى مكان! وأن تخرج مع من شاءت باسم التقدم! أو تجلس المرأة مع غير زوجها فى خلوة.. كصديق الأسرة والمدرس الخصوصى أحياناً، أو الخلوة فى بعض المصالح الحكومية! أو مذاكرة الذكور والإناث من الجيران أو الأقارب معاً، و"الإعسار" الذى نسببه جميعاً والعراقيل التى يضعها الأهل فى طريق الشباب إذا أراد الزواج منها: ارتفاع المهور، وكثرة المطالب وأزمة المساكن فى بعض الأماكن، وتقليد الموسرين.

-"إهمال الزوج زوجته والزوجة زوجها" والانشغال عنها، فهناك من الرجال من لا يقترب من زوجته أشهراً طويلة، وهنا إما أن تصبر المرأة أن كانت مؤمنة عفيفة وتهمل نفسها وزينتها وتنسى موضوع الجنس، وإما أن تنحرف وتنظر إلى غير زوجها لتشبع رغبتها، فتخرج إلى حلاق النساء (الكوافير) وهو بداية المهالك.. أو تخرج إلى شواطئ الصيف تخلع ثيابها لتفتح أعين الرجال عليها، وقد يعود الزوج المنشغل إلى عمله تاركاً زوجته التى تبحث حتماً عن المتعة الحرام والحوادث فى ذلك كثيرة.

"خيانة الزوج قد تؤدى إلى خيانة زوجته" فبداية نعرف أن (الزنا سلف ودين)، (وكما تدين تدان)، وفى الحديث: [عفوا تعف نساؤكم] -"الجهل بالتثقيف الجنسى" فقد ينفر الزوج (أو الزوجة) من أن يقترب أحدهما من الآخر إذا كان السبب هو إهمال نظافة الظاهر حتى خبثت رائحة الفم أو الأنف أو الأذن أو الجسد، ولعل السبب الحقيقى وراء أكثر المشكلات الزوجية يكون لأسباب عاطفية أو جنسية أو هما معاً، ويؤدى الحياء المصطنع إلى اصطناع أسباب للخلاف غير الحقيقية، فإذا ما نفر الزوج (أو الزوجة) بحث عن المتعة فى الحرام."وأيضا من ضمنت الأسباب "تعطيل الحدود الشرعية" ففى كثير من الدول الإسلامية استبدلت الحدود بقانون أوروبى، مما يسهل الجريمة و"الفراغ الدينى" من أهم الأسباب، فالمرأة المسلمة فى هذه الأيام تجد دواعى الفتنة كثيرة، ودواعى الإيمان قليلة وقديماً قال ابن خلدون: (إن المرأة إذا لم تشغل بالدين شغلت بالرجال) ".

فعلينا أن نعى جيداً هذا الأمر، حتى لا تتكرر ظاهرة "العناتيل" فى مجتمعنا.. وهى رسالة شديدة الأهمية لكل راعٍ ومسئول، بأن يراعى ضميره ويتقى الله فى أهل بيته، فمهما كانت ظروف الحياة قاسية.. عليه ألا يغيب عنهم، وعليه أن يحنو على أولاده، وعلى زوجته وبناته ويحتويهن.. ويحرص على تحصينهن نفسياً بتقوية الوازع الدينى؛ لكيلا يخطر على بالهن أو يفكرن أصلاً فى اللجوء لشياطين الإنس، وكم أهلكت الشهوة الجنسية أمماً سابقة وممالك كانت زاهرة، وأسقطت ملوكاً وأباطرة، وفيها قال رسول الله فى الحديث المتفق عليه: "ما تركت فتنة بعدى أضر على الرجال من النساء".









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 9

عدد الردود 0

بواسطة:

وليد زلطة

مقال رائع وجامع

مقال رائع وجامع

عدد الردود 0

بواسطة:

مسعد

مقال جميل جدا

عدد الردود 0

بواسطة:

للش

الفتنه

عدد الردود 0

بواسطة:

بوبو

مقال تحفه

عدد الردود 0

بواسطة:

ياسر حجازي

يا يوم السابع ممكن تعملوا دراسة في عدد الرجال في مصر الذين يتزوحون اكثر من واحدة اتكتشفوا مصيبةههههه

عدد الردود 0

بواسطة:

دكتور زياد

مقال شامل و جامع

عدد الردود 0

بواسطة:

العاشق

رائع

مقال فى غاية الروعة

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد عثمان

مقال رائع اللة ينور يا تائب

مقال جميل وجامع

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد نور

التايب المحترم التايب المحترم

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة