فى أوقات المساء، حيث الجميع يكون عائدا من عمله يكون المترو بالضبط عبارة عن ضفيرة لشعر فتاة، فالكل ملتحم ببعضه يبحث عن العودة للمنزل دون النظر لأى معاناة، ومع هذا الالتحام غير الطبيعى فعادى جدا أن تجد يدا على كتفك، أو أن يحتضنك أحد، وفى هذه الأثناء الكل يكون متيقظا لأى يد تعبث فى جيوبه.
ولكن هناك شابا يقف فى مكان وحيد مستندا على الباب، الذى لا يفتح فى المحطات، متحملا اندفاع الناس ناحيته يوزع ابتسامات لكل من يرتطم به، وبعد فترة نجد هذا الشاب، وقد أمسك بيد أحد الأشخاص وفى يده تليفون مصدرا نغمة مثل جرس إنذار السيارات معلنا أنه حرامى، ويحاول سرقته وأجد شابين ممن يطلق عليهم (بدى بلدينج) يشقان الصفوف، متوجهين إلى موقع الحدث، وخاصة بعد أن أخرج الحرامى سلاحا أبيض مهددا الجميع.
فأجد أحدهما وقد أمسك يده التى تحمل السلاح، والآخر أمسك برقبته ووضعها تحت إبطه وبيده الأخرى لكمة عدة لكمات، حولت وجهه إلى كومة من اللحم المفرى المغطاة بالدماء، فى هذا الوقت أحسست أن الحرامى يريد أن تستلمه الشرطة بدلا مما سوف يصنع به، فقد نزع الآخر حزامه وربط به الحرامى، وبعد أن ساد الصمت لحظات قطع الصوت أحد الشخصين مفتولى العضلات مين اللى كان هايتسرق.
وبصوت مبحوح رد الشاب أنا، فقاطعه الآخر أيه اللى حصل؟، فرد الشاب أبدا أنا منزل برنامج على الموبايل مانع السرقة، بحيث إن أى حد غيرى يمسك الموبايل يصدر صوتا مثل جهاز إنذار السيارات، ووسط الزحمة حسيت بإيد فى جيبى ولما حبيت أطمن على الموبايل لقيته بيطلع الصوت ده فمسكت أيد الحرامى، فلاقيته طلع مطواة والباقى أنت عارفه، فيرد الحرامى أبدا والله ده الموبايل وقع فحبيت أجيبه من الأرض افتكرنى بأسرقه، فيرد أحد الأشخاص مفتولى العضلات ولما أنت ما بتسرقش فتحت المطواة ليه، وأعقبت هذه الكلمات لكمه على مؤخرة رأسه جعلت وجهه يرتطم بأحد جنبات المترو وكأنه ضابط شرطة يحقق معه.
ويرد الآخر أنت معاك بطاقة، فيرد الحرامى لا، فيرد الآخر فتشه وطلع اللى فى جيبوبه وكأنه ضابط شرطة، فأخرج ما بجيوبه بنسة شعر حريمى، وموسى حلاقة، وموبايل مغلق بدون شريحة هاتف، وبطاقة، وحجاب، وسط صمت الجميع ينفجر الجميع ضاحكا، حينما يمسك أحد مفتولى العضلات بالحجاب ويهزه أمام عينيه ودة بقى اللى هايحفظك من البوليس، ده أنت حرامى أصلى بنسة شعر ده بتعمل بيها أيه، فيرد الحرامى أبدا لقيتها، فيرد الآخر لقيتها ولا شايلها علشان لو سرقت شنطة أوراق بأرقام سرية تفتحها بيها، طيب والموس هاتحلق به فى الشارع، ومع نهاية الكلمات ضربه ضربة أخرى على مؤخرة الرأس ليرتطم وجهه فى جنبات المترو مرة أخرى.
الجميع نسى أين سينزل، وظل فى المترو يتابع باهتمام ما يحدث مع الحرامى، وهنا يبدأ الحرامى فى استجداء تعاطفهم، خلاص والله آخر مرة مش هاعمل كده تانى، تخرج الكلمات وسط بكاء مصطنع، وبعدين هو مش معاه الموبايل بتاعه يبقى خلاص، فيرد أحد مفتولى العضلات وهو ممسكه من "كمر" البنطلون، وأنت لو كنت جرحته بالمطواة مش كنت أخدت الموبايل ونزلت فى أول محطة وسيبته غرقان فى دمه، أحنا بقى هانتسلى عليك شوية وبعدين هانسلمك للبوليس.
وهنا انقسم المترو ما بين مؤيد للشابين وما بين معارض لهما، فيتكلم أحد المؤيدين أوعوا تسيبوه لازم تضربوه وتسلموه للشرطة، أنا اتسرق منى الشهر اللى فات ٣٠٠٠ ج فى المترو وياريت فلوسى ده فلوس الشركة وأنا بسدد فيهم لحد دلوقتى، ويرد آخر خلاص يا جماعة كفاية اللى حصل فيه سيبوه يمكن ربنا يتوب عليه، ويرد آخر ده عالم نجسة ولو سيبتوه ساعتين وهايركب المترو ويشوف حد تانى يسرقه لازم تسلموه للشرطة، فيرد أحد مفتولى العضلات معاك حق يا أستاذ ده معاه موبايل من غير شريحة تلاقيه سرقه من واحد غلبان ورمى الشريحة بسرعه، فيرد الحرامى والله دة بتاعى، فيضربه الآخر ويقوله مش عايز أسمع صوتك، ووسط هذه الحفلة يقرر الجميع تسليمه للشرطة، ويبدو البحث عن الشخص، الذى حاول سرقة هاتفه فلم يجدوه فقد تركهم ونزل محطته.
محمد على سليمان يكتب: وسقط النشال فى أيدى الركاب
الخميس، 06 نوفمبر 2014 04:07 م
مترو الأنفاق
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة