محمد فودة يكتب.. القضاء المصرى خط أحمر.. يا أمريكا!

المخطط الأمريكى على مصر مستمر، وآخر سيناريوهاته الساذجة أنهم يربطون المعونة الأمريكية لمصر بأحكام الإعدام التى صدرت عن القضاء المصرى ضد مجموعة كبيرة من الإرهابيين أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، إلى جانب عرض مجموعة من الإرهابيين على فضيلة المفتى، ومن بينهم الدكتور محمد بديع مرشد الإخوان، الذى تم عرض اسمه لبحث رأى المفتى فيما فعل من اتهامات، ولأن أمريكا تكيل بمكيالين فإنها تتصيد لنا وتحاول وضع العراقيل ولا تعرف قيم الحفاظ على كرامة وخصوصيات القضاء المصرى.. ولا تعرف قيم وأخلاقيات المصريين الذين يعيشون على القانون بعيدا عن الهمجية.. مصر دولة قانون وهذا مفهوم لابد أن يعيه المجتمع الأمريكى.
وأنا أتأكد كل يوم أن أمريكا لا تعرف شيئاً عن مصر أو هى تعرف كل شىء ولكنها لا تطبق شيئاً مما ينبغى أن تفعله ولهذا فهى معزولة عن العالم فى الحقيقة.. معزولة مرذولة وأصبحت مشوهة الضمير، فالحقيقة الواحدة المعروفة عنها أنها تفعل كل موبقات العالم.. ولكنها ترمى بقاذوراتها على الآخرين.. والتاريخ يشهد بكامل حياديته على هذه الوقاحة.. أمريكا هى أساس التزييف فى الأحكام على العالم.. وهل ما فعلته أمريكا فى العراق منذ أحد عشر سنة من التدمير والتخريب هل هذا قانونى؟! وهل كان من جانب الإنسانية أن تفجر أمريكا سلسلة تفجيرات فى أهم مناطق العراق ومن أخطرها ما طال البنية التحتية والكبارى والمرافق.. ما أدى إلى تسهيل احتلال العراق وأعقب ذلك سرقة عشرات من قطع الآثار النادرة من العراق وتهريبها إلى متاحف نيويورك وإسرائيل - هل هذا كله عمل قانونى؟! ثم من يستطيع أن ينسى المؤامرة التى استهدفت أفغانستان لتدمير كل وزاراتها ليتم بعد ذلك بشهور قليلة خلخلة الإدارة هناك وتحويل البلاد إلى ما يشبه الفوضى والمكان الآيل للسقوط والممهد لزرع الفرقة وهذا ما حدث حيث صارت البلاد الأفغانية مسرحاً للصراعات التى بدأت منذ ستة وعشرين عاماً ولا تزال تتزايد يوماً بعد يوم، والمؤامرات الأمريكية متواصلة وحالياً تهدد الأمة العربية دولة بعد الأخرى.. تونس ثم ليبيا ثم سوريا ثم اليمن، كل ذلك بعد أن توهموا أنهم انتصروا فى العراق والسودان واليمن لأن العراق تمزق والسودان انقسم إلى نصفين شمالى وجنوبى، أما اليمن فقد انقسمت إلى ست دول.. وكل ذلك يشبه الخيال وأمريكا تطيح بمبادئ الإنسانية ثم تنظر إلى مصر وتحاول أن تتعامل معنا على أنها الواعظ الأمين الذى لا يهون عليه ولا على قلبه الطيب أن يُعدم شخص فى مصر؟! وطبعاً لا يسألون لماذا أعدم هؤلاء المتهمون؟! وهل نسى التاريخ ما فعلوه فى صعيد مصر وشماله ووسطه؟! هل يمكن لأحد أن ينسى التدمير الذى حدث فى شوارع ومتاجر ومراكز المنيا على سبيل المثال - وتفجير المدارس والكنائس وكل ذلك مسجل بالصوت والصورة على أسطوانات مدمجة وعلى صفحات النت.. والعالم كله يعرف ذلك.. فإذا كان القضاء المصرى الشامخ الشريف قد قرر أن يعيد الحق لأصحابه فإنهم يعبترون ذلك خطأ لأنهم ضد الحق وضد القانون.. الكل يعلم أن أمريكا هى الأولى على مستوى العالم فى تدمير القانون وهى الأولى فى عمليات غسل الأموال القذرة.. والدولة رقم واحد فى الجرائم الاقتصادية وفى تفشى الفساد الإدارى، لقد فقدت مصداقيتها ولكن أن ترمى كل ذلك وتطلع على العالم لتدين مصر وتهين القضاء المصرى العظيم فهذا هو التدنى والوقاحة الكبرى.. نقول لأمريكا شىء حقير أن تربطى بين القضاء المصرى وبين تعطيل المعونات العسكرية.. هو نوع من الهراء.. أقول لأمريكا إلا القضاء.. القضاء المصرى يا أمريكا خط أحمر.