"اتاواة وشركاؤه" للإجرام.. اختطفوا ابن تاجر بكرداسة وساوموا والده على دفع 150 ألف جنيه.. ووالدة الطفل: "خدوا الفلوس ومارجعوش ابنى والمتهم أكل عيش وملح فى بيتنا وخطف ضنايا ومش راضى يقول وداه فين"

الطمع والجشع ونكران الجميل قادوا سائقا إلى اختطاف نجل تاجر بكرداسة واحتجازه بمكان مجهول لمساومة والده بالمال، حيث استغل المتهم علاقته بوالد الطفل وتردده على المنزل خلال 5 سنوات عملا مع الأسرة ورصد خطوات الضحية، ثم اختطفه بمساعدة آخرين واستولوا على 150 ألف جنيه من والده، ومع ذلك لم يتركوا الطفل، وتم القبض على اثنين من المتهمين واحتجازهما بمركز الشرطة إلا أنهما لم يدليا بأية معلومات عن مكان وجود الطفل، فيما تحول منزل الضحية إلى جحيم حيث اتشحت الأم بالملابس السوداء ولم تفارق الدموع عينيها، فى حين ظل بحث مستمر من الأب عن الابن المفقود وحالة من الترقب والحذر أصابت الأشقاء.

التقى "اليوم السابع" والدة الطفل، "محمود لطفى إبراهيم" والتى سردت كواليس الواقعة بحروف تخرج من فمها بصعوبة وكلمات مخنوقة تقطعها الدموع، حيث قالت الأم المكلومة على فلذة كبدها، ابنى طالب بالصف الخامس الابتدائى ولم يتخط 11 سنة من العمر، كان حافظا لأجزاء من كتاب الله ويحصل على الدرجات النهائية فى جميع المواد الدراسية محبوبا من المدرسين والزملاء، وكان "محمود" يذهب قبل أذان المغرب إلى مسجد بناه والده على بعد أمتار من المنزل حتى يرفع الأذان ويصلى ويقرأ القرآن الكريم، ثم يعود من المسجد إلى المحال التجارية التى يمتلكها والده أمام المنزل ويساعده فى عمليات البيع حتى أذان العشاء فيعود إلى المسجد مرة أخرى يرفع الأذان ويصلى ويعود مع والده إلى المنزل لتناول العشاء مع باقى أفراد الأسرة.

وعن يوم الحادث تقول الأم، خرج "محمود" كعادته متوجهاً إلى المسجد ومر الوقت ولم يعد إلى المنزل، حيث إنه لا يحب الخروج ملتزما بالتواجد بالمنزل، ومع مرور الوقت بدأ الشك يتسلل إلى القلوب، وخرجنا نبحث عنه لدى الجيران والأصدقاء والأهل دون فائدة، فلم نجد "محمود".

وتابعت الأم، جلسنا بالمنزل نفكر فى أمرنا حيث قطع تفكيرنا صوت رنين هاتف والده، وتبين أن شخص مجهول يتصل ألقى كلمات فى آذننا كالصواعق ثم أغلق التليفون، حيث قال إنه اختطف "محمود" وطالب بفدية قدرها 150 ألف جنيه مقابل عودة الابن، وبالفعل دبر والده المبلغ، وخرج بسيارة إلى المكان الذى حدده المتهم بالقرب من مقابر المنصورية وترك له الأموال كما طلب، ثم بدأ يطلب من والد "محمود" أن يتحرك يمينا ويسارا وبالقرب من محور 26 يوليو، واستمر المتهم فى خداع الرجل بأماكن وهمية بعدما استولى على المبلغ حتى أذان الفجر، ليعود الأب بدون الأموال ودون "محمود".

وأضافت المهندسة أمينة والدة الطفل، بدأت أجهزة الأمن تجرى تتبعا للهواتف التى يتحدث منها المتهمون بوالد "محمود"، حيث تبين أن المتصل هو "شريف.أ" الذى يعمل سائقا لدينا، والذى طالما أكل "عيش وملح بمنزلنا" وشاركنا فى رحلة البحث عن الطفل بينما كان هو الخاطف، يعنى "يقتل القتيل ويمشى فى جنازته".

واستطردت الأم حديثها قائلة، تم القبض على المتهم برفقة شخص آخر يدعى "عادل.أ" وشهرته "اتاواة" واعترف السائق بارتكابه للواقعة واختطافه لـ"محمود" بمساعدة آخرين، وأنه كان يعقد العزم على اختطاف إحدى شقيقات "محمود" فلدى الدكتورة "هناء" بكلية الصيدلية و"هند" بالثانوية العامة، بالإضافة إلى "سيد" طالب جامعى و"أحمد" بدبلوم فنى، فزاد قلقى على البنتين أكثر خاصة أنهما يخرجان كثيرا، بسبب الدروس والجامعة، وبالرغم من اعترافات المتهم بجريمة الخطف إلا أنه لم يدلى حتى الآن عن أية معلومات تدل على مكان احتجاز الطفل.

واختتمت الأم حديثها قائلة، يخاصم النوم جفون الأعين ولا يدخل "الزاد" بطنى سوى القليل منه الذى أستطيع معه الاستمرار فى الحياة، فلا طعم للحياة بدون "محمود" الذى كان يملأ الدنيا علينا فرحة وبهجة، أشعر أن الحزن فالق كبدى على فراق ابنى، أتمنى أن أراه ويعود إلى المنزل وأسمع صوته وهو يرتل القرآن وأتمنى أن يتحقق هذا الحلم فى القريب العاجل.

وأوضح والد الطفل، أنه بالرغم من التحقيقات المستمرة من قبل ضباط المباحث بمركز شرطة كرداسة مع المتهم المقبوض عليه، لكن حتى الآن لم يتحدث عن مكان وجود "محمود" وأنه تلقى اتصالات منذ وقت قريب من إحدى أقارب المتهم تؤكد له أنها تعرف مكان ابنه، ثم تراجعت بعد ذلك عن كلامها.

وكان مأمور مركز شرطة كرداسة تلقى بلاغا من مواطن يفيد فيه اختطاف ابنه، وتشكل فريق بحث بقيادة اللواء مجدى عبد العال نائب مدير المباحث واللواء حسام فوزى رئيس قطاع شمال الجيزة وتم القبض على اثنين من المتهمين، ويواصل ضباط المباحث بقيادة المقدم عصام نبيل رئيس مباحث كرداسة تحقيقاتهم مع المتهم المقبوض عليه للإدلاء بمعلومات تفصيلية عن مكان الطفل الذى مازال مفقوداً حتى الآن، وتم إخطار اللواء كمال الدالى مدير أمن الجيزة بالواقعة.



اليوم-السابع-مع-والدة-الطفل-المختطف



والدة-الطفل-مع-محرر-اليوم-السابع