أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد فودة

محمد فودة يكتب.. الكهرباء تشعل نار الغضب وتضع الجميع فوق صفيح ساخن

السبت، 23 أغسطس 2014 10:20 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما يحدث من انقطاع متكرر للتيار الكهربائى بشكل يومى على فترات تصل إلى ما يزيد على 9 أو 10 مرات بما يعادل ضياع نصف اليوم والعيش فى عذاب، ليس له معنى سوى أن لدينا وزارة كهرباء تعيش فى واد، بينما المجتمع يعيش فى واد آخر، فإن ما يحدث بشكل يومى من مهزلة الانقطاع للتيار لو كان فى أى بلد آخر، ويتم على هذا النحو المثير للجدل لكان وزير الكهرباء مطالبا بتقديم استقالته على الفور قبل أن تتم إقالته، بل ربما يصل الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث إن أزمة بهذا الحجم الكبير لابد أن تعصف بالحكومة نفسها وإقالتها بالكامل.. هذا ما يحدث فى الدول الأخرى التى تعى جيدا قيمة المواطن الذى ينبغى على كل أجهزة الدولة العمل بجد من أجل إسعاده والعمل على راحته وتوفير احتياجاته الضرورية.

ولكن ما يحدث هنا شىء آخر بعيد كل البعد عما أقول، فكلما ازدادت حدة ازمة انقطاع الكهرباء خرجت علينا وزارة الكهرباء ببيانات، وتغرقنا فى أرقام وأشياء ما أنزل الله بها من سلطان، فتخرج تصريحات وزير الكهرباء مليئة بالمسكنات التى لم تعد تفيد لدى المواطن البسيط، ولم يعد تأثيرها كما كان من قبل.

وللأسف الشديد لم نأخذ طوال الأيام الماضية التى وصلت فيها الأزمة إلى الذروة إلا الكلام والتصريحات الرسمية التى نجدها تارة تفيد بوجود مخططات إرهابية وخلايا «شيطانية» استهدفت محطات توليد الطاقة وضرب المحولات الكهربائية فى أماكن متفرقة من أنحاء البلاد، بينما تخرج علينا تارة أخرى بحجج واهية تتمثل فى أن محطات التوليد أصبحت قديمة ومتهالكة وفى حاجة إلى صيانة.

ألم تعلم وزارة الكهرباء أن هذه المحطات فى حاجة إلى صيانة وتقوم بعمل اللازم قبل أن تقع الفأس فى الرأس وتتعطل تلك المحطات وتتوقف فجأة، وكأننا لم نكن نعلم أنها فى حاجة إلى صيانة دورية.

توقفت طويلا أمام تلك التصريحات التى تم نشرها فى وقت سابق على لسان وزير الكهرباء، التى تشير إلى أن أزمة النقص الشديد فى الكهرباء قد فاقت كل التصورات، وأن الأمر أصبح خارج السيطرة، ولم تمض بضع ساعات إلا وكان النفى لهذا الكلام، والتأكيد على أن المسألة لن تدوم طويلا، وأن وزارة الكهرباء ما تزال تفرض سيطرتها على الحالة، وعلى المواطنين أن يتحملوا قليلا حتى تمر هذه الأزمة بسلام.

ما هذا التخبط وما هذا الضعف فى الأداء؟ نحن نعيش مرحلة فاصلة فى عمر الوطن.. مرحلة فيها رئيس يعمل منذ الساعات الأولى من صباح اليوم، ويسعى بكل ما أوتى من قوة لنقل مصر من مرحلة شبه متوقفة فى كل شىء إلى مرحلة جديدة تماما يسودها العمل ثم العمل ثم العمل.. مرحلة مليئة بالمشروعات التنموية العملاقة.. مرحلة سوف يسجلها التاريخ فى أروع صفحاته وأجملها على الإطلاق.. لذا فإننا فى حاجة إلى وزراء على هذا النحو من الحماس والقدرة على اقتحام المشاكل بقلب «ميت» لا يعرف سوى هدف واحد يسعى من أجل تحقيقه، وهو أن يعيش المواطن بشكل طبيعى بعيدا عن هذه «البهدلة» اليومية بسبب الانقطاع المستفز فى التيار الكهربائى.

لقد تعهد المهندس إبراهيم محلب من خلال التصريحات التى أدلى بها مؤخرا فى أعقاب لقائه بالسيد الرئيس بأن يكون يوم غد الأحد هو بداية مرحلة الحل التدريجى للأزمة.. ولكن أقول وأحذر من أن المواطن إذا لم يشعر بأى تحسن ملموس ستكون الحكومة بأكملها مسئولة عن هذا الوضع الذى نحن فيه الآن، وتصبح الحكومة فى هذه الحالة شريكا رئيسيا فى صنع الأزمة وبالطبع فإنه فى هذه الحالة يتعين عليها أن تتقدم باستقالتها فورا معلنة أنها فشلت فى احتواء الأزمة وتترك المجال لمن يكون قادرا على الحف بالفعل بعيدا عن التصريحات غير الصادقة والتبريرات غير المنطقية التى لم يعد أحدا يصدقها فالشعب وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية نضج، وأصبح لديه القدرة على فهم ما يدور حوله من أحداث تتلعق بحاضره ومستقبله أيضا.

وحتى نكون صرحاء مع أنفسنا فإن وزارة الكهرباء مثلها مثل الكثير من الوزارات الأخرى قد تم اختراقها على مدى عام حكم الإخوان، وتم زرع خلايا إخوانية تغلغلت فى غفلة من الدولة وتمكنت من عدة مواقع حيوية فى الوزارة.. أعلم جيدا أننا حينما نتعامل مع وضع «مقلوب» على هذا النحو من الاختراق فإننا نكون كمن يحارب الأشباح، ولكن أعلم أيضا أن هناك وزارات عدة تعرضت للتمكين من جانب الجماعة المحظورة ولكن وفى التوقيت المناسب تم «كنس» وتنظيف هذه الوزارات من أية عناصر إخوانية مشكوك فى ولائها للبلد مثلما حدث على سبيل المثال فى وزارة الأوقاف على يد الوزير المقاتل بكل ما تحمله الكلمة من معنى الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف.. فوزارة الكهرباء وما بها من تغلغل إخوانى جعلها فى مرمى دائرة التصويب من جانب تلك الجماعة الإرهابية التى تحرك رجالها الذين ينتشرون فى كل المواقع التابعة للوزارة وبالطبع فإنه من السهل على موظف «خائن» أن يفصل التيار بكل سهولة وعلى المواطن أن يخبط رأسه فى أقرب حائط.

إن وزارة الكهرباء وفى ظل ما يشهده الشارع المصرى الآن أصبحت فى أشد الحاجة إلى حملة تطهير شاملة وفورية وعاجلة من كل العناصر التى تقوم بالتخريب من الداخل أما تلك العمليات الإرهابية التى تتعرض لها المحطات وأبراج الكهرباء فهى مهمة أجهزة الأمن التى عليها مهمة أساسية الآن وهى تأمين تلك المواقع بشكل مكثف ووفق خطط أمنية على مستوى عال من الدقة لمنع أى ثغرات يدخل من خلالها الإرهاب الأسود ويطل برأسه القبيح من خلال حالة الظلام الدامس التى نعيشها الآن بشكل شبه متواصل وعلى مدى ساعات اليوم منذ أن نفتح أعيننا إلى أن ننام إن كان هناك نوم أصلا، فالناس أصبحت تعيش أياما صعبة لا أول لها ولا آخر.
إننى أعى جيدا استراتيجية وخطط الإرهابيين ومن يساندونهم فى مسألة قطع التيار الكهربائى على هذا النحو المثير للأعصاب، فتلك الاستراتيجيات «الشيطانية» تستهدف فى المقام الأول التهوين من قدرة الدولة على مواجهة أزمة مثل انقطاع التيار الكهربائى ومن ناحية أخرى فإن الهدف من تلك العمليات «القذرة» القيام بمعاقبة الناس البسطاء الذين ثاروا على حكم الإخوان وخلعوا الرئيس الخائن وعصابته.

ولكن أنا على ثقة تامة من أن الملايين التى التفت حول الزعيم والقائد عبدالفتاح السيسى الذى خلص البلاد من هذا الحكم الفاشى المستبد لن تخذل الزعيم ولن تتخلى عن الوقوف إلى جواره ومساندته فى حربه ضد الإرهاب، وأقول للزعيم السيسى معك التفويض الكامل من الشعب للقضاء على الإرهاب، فأرجوك يا سيادة الرئيس التعامل بكل قوة مع هؤلاء المجرمين الذين يريدون إظلام مصر.

وحتى نكون صرحاء مع أنفسنا فإن تلك الأزمة وتلك المعاناة اليومية قد وضعت الجميع فوق صفيح ساخن وأن المواطن قد صبر كثيرا على تحمل هذا الوضع لكن للصبر حدود وقد يتحول هذا الغضب إلى بركان ثائر من الصعب السيطرة عليه أو الوقوف أمامه.

إننا فى حاجة إلى حلول عاجلة وليست مجرد مسكنات.. إننا فى حاجة إلى الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه التورط فى تزايد حدة هذه الأزمة قبل أن تتفاقم المشكلة وتعصف بكل شىء حلمنا به وعشنا على أمل تحقيقه.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة