أكرم القصاص - علا الشافعي

حكاية الفن المبتسم.. "الكاريكاتير" يجسد حكمة "خير الكلام ما قل ودل".. ½ كلمة أحمد رجب تأثيرها فاق آلاف المقالات.. وريشة مصطفى حسين حولت المشكلة لـ"نكتة مرسومة".. و"اشمعنا" كانت أول مجلة مصرية نشرته

الخميس، 18 سبتمبر 2014 05:23 م
حكاية الفن المبتسم.. "الكاريكاتير" يجسد حكمة "خير الكلام ما قل ودل".. ½ كلمة أحمد رجب تأثيرها فاق آلاف المقالات.. وريشة مصطفى حسين حولت المشكلة لـ"نكتة مرسومة".. و"اشمعنا" كانت أول مجلة مصرية نشرته أحمد رجب ومصطفى حسين
كتبت رانيا سعد الدين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يمر شهر على رحيل صاحب الريشة المبدع "مصطفى حسين" إلا ولحق به رفيق دربه وتوأم أفكاره الكاتب الساخر "أحمد رجب" لتفقد الصحافة المصرية والعربية اثنين من رواد فن"الكاريكاتير السياسى" حيث جسد الاثنان ثنائيا ساخرا لمدة نصف قرن، أثرا خلاله فى قرائهما بعيدا عن كثرة الكلام فقد احترما فكر القراء فى مساحة صغيرة من الصفحة الأخيرة بجريدة الأخبار.

كان "رجب" يبتكر الشخصية من ملامح المواطن المصرى ليجسدها "مصطفى حسين" بريشته وألوانه الجذابة، فارتبط القارئ بعدد من الشخصيات الكاريكاتيرية عبر سنوات منهم "عبدة مشتاق، الكحيت، فلاح كفر الهنادوة، مطرب الأخبار، عبده العايق" وغيرها من الشخصيات.


يقول أستاذ الصحافة "عبدالله زلطة" "يعتبر الكاريكاتير أحد الفنون الصحفية الهامة التى ربما يفوق تأثيرها المادة الصحفية المكتوبة، فهو الفن الوحيد الذى يمر من بوابة الابتسام على الرغم من النقد اللاذع الذى يرتدى ثوبه طوال الوقت، وكان "محمد عبد المنعم رخا" أول فنان مصرى يرسم فى المجلات والصحف المصرية، وقد تعلم فى مدرسة إيطالية، وقام بتقديم بعض الرسوم للعديد من الصحف ثم أسس بعد ذلك مجلة للكاريكاتير "اشمعنا"، لكنها لم تنجح لطبيعتها المحلية فالكاريكاتير فى الصحف القومية لا يساهم بشكل كبير فى زيادة الوعى بالقضايا، ولكنه ينفس عن الجماهير.

وأضاف "زلطة" وهذا ما لمسنا آثاره الواضحة من "كاريكاتير رواد العصر الحديث" "مصطفى حسين" و"أحمد رجب" حيث كان يركز على المفارقات فى المشكلة، وليس القضية أو المشكلة نفسها والغرض، وكان يهدف إلى إضحاك الناس عبر نكتة بسيطة لمشاكلهم.

وكما يقول "زلطة" الكاريكاتير فن الارتقاء بالمجتمع، وليس تسطيح للقضايا والمواقف والاستهانة بمشاكل الناس وتحويل أغلب المشاكل إلى نكتة كبيرة، وهو فن لا يقوم فقط على الرسم لكنه يحمل فكرة أو رأى له معنى، ويمكن من خلال الرسم معالجة فكرة وتوصيلها إلى الناس، وبنفس هذا المنطق استخدم الفراعنة فى الماضى "الكاريكاتير" عندما رسموا الفئران تقود عربات تجرها قطط وتضربها بالكرباج، ومن الواضح أن هذا دليل على حدوث غزو أو أنهم يريدون أن يقولوا "إن الأوضاع قلبت".

كثيرون لا يعلمون أن فن الكاريكاتير ظهر منذ عهد الفراعنة، فعندما ننظر إلى جدران المعابد نجد نوعا من المبالغة فى قوة المنتصر والمهانة للمهزوم والسخرية من الأعداء وتصويرهم كالقرود.


وقد دخل هذا الفن مصر فى أواخر القرن 19 وأوائل القرن 20 على صدور الصفحات التى كان يصدرها "يعقوب صنوع" فى أواخر عهد الخديوى "إسماعيل"، ثم خلال عهد "توفيق" ولكنها كانت أقرب إلى الرسوم التوضيحية على الرغم من خطوطها المرحة، وقد بدأت مجلة" اللطائف " أثناء الحرب العالمية الأولى فى تقليد الصحف الأوروبية بتقديم بعض الرسوم الكاريكاتيرية المحلية، وقد اضطرت المجلة إلى الاعتذار كثيرًا عن نشر هذه الرسوم، مؤكدة لمن يعنيهم الأمر أنها لم تقصد الإهانة، إنما تقليد الصحف الأوروبية وبعد ثورة 19 بدأت مدرسة الكاريكاتير المصرى إثبات وجودها وانتزاع الاعتراف بها.


وتابع "زلطة" "الكاريكاتير ملخص لفكرة قد تضحكك وقد تبكيك، ونتذكر الفنان "عبد السميع" رسام الكاريكاتير عندما تسبب فى إقالة الرقيب بسبب رسمه، فقد كان الرقيب يجلس مع رسامى الكاريكاتير وهم يرسمون، ويقول لهم افعلوا كذا وهذا يجوز وهذا لا يجوز، فكان كالمراقب داخل لجنة الامتحان، فرسم الفنان "عبد السميع" صورة لسيدة تنشر الغسيل وببغاء يقف على حبل الغسيل يقول لها "هذا ينشر وهذا لا ينشر"، فسلمت من مقص الرقيب ولم يفهمها وأقيل فى اليوم التالى، وقد عبر الكاريكاتير عن المجتمع وما يمر به من أحداث على طول تاريخه من القضايا، وقد كشفت دراسات علمية حديثة أن فن الكاريكاتير له تأثير كبير يفوق آلاف الكلمات، لما يتسم به من مصاحبة الرسم للكلمات الساخرة .

كاريكاتير من ريشة المبدع "مصطفى حسين"
كاريكاتير من ريشة المبدع

كلمتان من أحمد رجب وكاريكاتير بسيط من "مصطفى حسين" باستطاعته وصف حال بلد
كلمتان من أحمد رجب وكاريكاتير بسيط من
" title="كلمتان من أحمد رجب وكاريكاتير بسيط من "مصطفى حسين" باستطاعته وصف حال بلد
"/>

ريشة"مصطفى حسين" لم تغفل على أى مشكلة
ريشة

ريشة "مصطفى حسين" كانت دائما سلاح فتاك بالظواهر الغريبة
span>
	ريشة

كاريكاتير يوضح رحيل "مصطفى حسين" وأثره الموجع على رجل الشارع الذى تابعه كثيرا.
	كاريكاتير يوضح رحيل

جمعتهم الصداقة فى الحياة والممات
جمعتهم الصداقة فى الحياة والممات


موضوعات متعلقة..
2/1كلمة.. حكاية سطور ذهبية سطرها أيقونة الصحافة الإبداعية أحمد رجب.. 50عامًا من الإبداع يسطر "فكرة جادة" تصيب الهدف بأقل عدد كلمات فتغنى عن ألف مقال.. ورحيل هادئ لكاتب استخدم العقل وخاطبه وراهن عليه ‎









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة