رمضان العباسى

عيد الفلاح.. فيضان جديد أم استمرار للانحسار؟

الإثنين، 22 سبتمبر 2014 11:42 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بالرغم من أن الحضارة المصرية القديمة قامت على الزراعة وكان الفلاح عمادها إلا أن الفلاح المصرى ظل الحلقة الأضعف على مدار العصور علمًا بأنه كان مصدر العطاء والإشباع وإطعام الأفواه الجائعة ورمزًا للخير، إلا أن ذلك لم يشفع له فى العيش الكريم منذ زمن بعيد، فقد اعتبره الجبرتى أذل من العبد المشترى واتهمه جمال حمدان بالسلبية دون مراعاة للبيئة التى نشأ فيها وتأثيرها عليه وعلاقته بنهر النيل الذى وهبه الله لمصر، ووهب النهر الحياة للفلاحين فكانوا ينظمون كل حياتهم بمواعيد الفيضان وموسم الحصاد فخرج الفلاح القديم ابنًا لبيئته التى لا تعرف سوى الاستسلام لطبيعة النهر وفيضانه وانحساراته.

لم يشفع للفلاح القديم إبداعه بالمقارنة مع نظرائه فى الحضارات الأخرى فقد نجح فى تسخير وتدريب الخنازير على أن تدوس الحَب بأرجلها، ودرب القرود على قطف الثمار من الأشجار وقام بحساب مواعيد الفيضان ثم ينتظر حتى انحسار الماء، فأصبح يجنى الثمار بأقل جهد كما قال هيرودوت، ولكن قدرته على تسخير الحيوانات ودقة حساباته لم تنصفه وتدخله إلى دائرة المبدعين فى نظر الكثير من المؤرخين الذين أدخلوه فى دائرة السلبية والاستسلام.

وعندما بخل النيل فى عطائه على الفلاحين بعد بناء السدود، تغيرت طباع وخصال الفلاحين فلم يعد الفلاح السلبى الذى ينتظر الفيضان ليغمر له الأرض دون عناء، وإنما أصبح ذليل أشياء أخرى مثل السولار والأسمدة والمبيدات والقرارات الحكومية وملاحقات بنك التنمية والائتمان الزراعى وأصبح أسيرًا لها بعدما كان أسيرًا للفيضان والانحسار، لذلك تراجع إنتاجه رغم جهده وكده وعنائه، فأصبحت مساهمة القطاع الزراعى فى الناتج القومى تصل إلى 14 % بما يعادل 284 مليار جنيه مقارنة بالقطاع الريفى البالغ 51 مليون نسمة وتشكل 60 % من السكان، كما قال الرئيس عبد الفتاح السيسى فى عيد الفلاحين.

فهل ستعمل الحكومة على توفير احتياجات الفلاحين وحل مشكلاتهم والقضاء على معاناتهم حتى تكون مشاركتهم فى الناتج القومى على قدر النسبة السكانية لرفع المستوى الاقتصادى والاجتماعى للفلاح والمجتمع المصرى ككل؟ أما سيظل الحلقة الأضعف؟

نتمنى أن يجد الفلاح ما وجده من الخليفة هشام بن عبد الملك الذى وقف بجانب الفلاحين الأقباط، عندما اشتكوا من الوالى عبدالله بن الحبحاب، الذى ضاعف الخراج، فنفاه الخليفة هشام هو وولده إلى أفريقيا، وألا نعود مرة ثانية لحكم الملك "بيبى الثانى" الذى تولى الحكم منذ أن كان طفلًا، عمره ست سنوات، وقضى نحبه بعد أن جاوز المئة من عمره، ليكون صاحب أطول فترة حكم فى تاريخ مصر قديما وحديثا أنهك خلالها قوى الشعب الزراعية والاقتصادية فى عمائر جنائزية ضخمة لا تعود بالنفع المباشر على عموم الشعب المطحون، فهل حان وقت الإنقاذ وعودة الأمل لخير وأقدم المهن فى الوطن؟.. نتمنى.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة