أكرم القصاص - علا الشافعي

صالح المسعودى يكتب: مرض الذوق العام

السبت، 27 سبتمبر 2014 12:00 م
صالح المسعودى يكتب: مرض الذوق العام صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قد يكون عنوان مستغرب عزيزى القارئ المحترم فقد مكثت فترة أتخير عنوانا لهذا المقال، وبدأت بـ(تدنى الذوق العام) ثم وجدت أنه لا يليق فربما عاب علىَّ البعض مثل هذا اليأس من إصلاح ما يمكن إصلاحه.

فالذوق العالم كأى مكون من مكونات المجتمع قد تعتريه أمراض تؤثر فى مسيرته، وهذا كلام ليس (للاستهلاك المحلى) كما يقولون ولكنه أصبح واقعا مريرا يحس به كل من هو متعايش فى المجتمع.

فلو أننا تحدثنا عن تدنى الذوق العام (أقصد مرض الذوق العام) من وجهة النظر الفنية، أو فى المجال الفنى عموما لوجدنا أن المصريين كانوا يحضرون الحفلات الغنائية بشكل يغلب عليه الجانب الرسمى، فالرجال جميعا يلبسون البدل والنساء يلبسون الفستان المناسب لتلك السهرة.

ثم أنك لا تسمع أبدا فى الأفلام القديمة أى خروج عن النسق أو الذوق العام فلا يوجد لفظ واحد يخدش الحياء فى تلك الأفلام التى مازلنا نشاهدها مهما أعيد بثها مرات عديدة، لأنها تمثل لنا عبقا افتقدناه للذوق المصرى عندما كنا نحافظ عليه.

حتى فيما يخص القراء والمنشدون فكنت تجد من يسافر خصيصا لحضور حفل أو حتى واجب عزاء يحضر فيه أحد القراء المشهورين، كل ما سبق وغيره كان دليلا على احترام المصريين للذوق العام وأهمية المحافظة عليه
أما فى وقتنا الراهن، فحدث ولا حرج ففى مجال الغناء مثلا تركت الرومانسية والحب العذرى والغناء للمحبوب والهجر والبعاد إلى الغناء للقفا والحمار، ثم تحول الأمر للغناء للفاكهة بأنواعها فقد تحول سوق الغناء إلى ما يشبه (حلقة خضار).
ثم قارن كما أسلفنا بين الأفلام قديما وأفلام هذه المرحلة، وشاهد هذا الإسفاف المؤسف من ألفاظ يعاقب عليها القانون، وتخجلك وأنت تجلس بين أبنائك تشاهدها فمعظم الأفلام تحتوى على خروج على النص بشكل فج.

حتى فى وسط الفيس بوك فلو قمت بكتابة شىء مفيد أو حتى معلومة مميزة قد تكون مفيدة للمتلقى فبالكاد لا تجد من يطلع عليها وتفاجأ بأن من تابعها أو أعجب بها لا يكادون يتعدون أصابع اليد الواحدة.

أما إذا قمت بكتابة أى إسفاف أو أى (هرتلة) تفاجأ بكم من التعليقات والحوارات والإعجابات للدرجة التى تجعلك تحادث نفسك أنك الآن على حق وأن الذوق بالفعل تغير، وعليك أن تساير الحياة، ثم تخرج من تلك الغمامة مسرعا وأنت تقول كما أن مصر مرضت وتتعافى الآن لابد أن يأتى الوقت القريب ليتعافى الذوق العام من كل تلك الأمراض التى ألمت به ليعود إلى سابق عهده، ولكن قد يحتاج الأمر أيضا إلى تشريعات قانونية تساعد فى المحافظة على الذوق العام، فالذوق العام هو أحد الموروثات الإنسانية التى تحدث فارقا بين شعوب وأخرى.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة