خبراء نفسيون يحللون شخصية الرئيس الأسبق بعد مرور أكثر من عامين على محاكمته.. يعتقد أنه لا يزال رئيسًا ويحاول إقناعنا بثقته فى نفسه.. شعر بالقلق والترقب فى بداية المحاكمة و"جلده تخن" فى نهايتها

يدخل إلى المحكمة بتفاخر، فى جلسة محاكمته بتهمة قتل المتظاهرين يحرص على صبغ شعره باللون الأسود، ويتحدث وكأنه لا يزال رئيسًا لمصر حين تتاح له الفرصة للحديث.. إنه الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، الذى تشعر بعد مرور ما يقرب من عامين ونصف العام على تنحيه عن رئاسة مصر، أنه لا جديد فى حياة المصريين، فهو يظهر فى كل مرة فى صورة أكثر شبابا وحيوية وكأنه يرغب فى توصيل رسالة معينة للشعب، ومع ظهوره فى كل مرة تدور الكثير من الأسئلة فى العقول.

بماذا يشعر مبارك؟ وما تأثير هذه الفترة الطويلة من المحاكمة عليه؟ وما دلالة ما قاله من عبارات فى الجلسة الأخيرة حيث قال " أنا راجل كبير ومش قادر أروح وأجى وعايزين نخلص بقى"؟

"جلده تخن"
على مدار عامين ونصف العام مرّ مبارك بالعديد من الجلسات منها ما حكم عليه خلالها فعليًا بالحبس، وخلال تلك الجلسات تغيرت كلماته من شعر إلى قراءة القرآن انتهاء باعترافه بأنه "كبر فى السن" فما تلك التغيرات التى طرأت على الرئيس مبارك خلال هذه الفترة؟

يشير الدكتور خالد حلمى استشارى الأمراض النفسية والعصبية إلى أن مبارك يحاول الإيحاء بأنه لا يزال يحتفظ بثقته بنفسه، مضيفا أنه لا يزال يعتقد أنه رئيس مصر ويتعامل على هذا الأساس .

ويضيف أنه يسعى إلى الاهتمام بمظهره، وبصبغة الشعر السوداء، والتحدث بثقة، فهو يخفى قلقه وخوفه مما يحدث، ومن النطق بالحكم، مؤكدا أن هناك من يحرك مبارك ومن يرسم له الدور الذى يلعبه.

ومن جهة أخرى يقول الدكتور سعيد عبد العظيم أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة، إن مبارك شخص برجماتى، أو واقعى، فأصبح مستسلمًا لقدره، ومع ذلك يحاول أن يبدى ثقته بنفسه، كما أن "جلده تخين" ففى البداية كان هناك قلق وخوف وترقب مما سيحدث لذلك كان يلجأ إلى استعطاف الآخرين من خلال الدخول إلى القاعة على كرسى متحرك، وأن يقرأ القرآن، وكأنه يبعث رسالة ليخبر المصريين أنه "غلبان وطيب".

لكن بعد مرور مايقرب من عامين اعتاد على حياة الحبس، والمحاكمات والقضايا فأصبح كما يطلق على الإنسان "جلده تخين" لا يهتم بما يحدث، وهو يحاول أن يبدو واثقًا من نفسه، حافظًا هيبته كرئيس دولة سابق.


موضوعات متعلقة
دفاع متهمى قضية القرن يستغلون عرض أوراق القضية فى الطعن على الحكم.. ومحامى العادلى: عقيدة المحكمة اتجهت للإدانة.. وما حدث إفشاء لسرية المعلومات.. والمدعون بالحق المدنى: شفافية وتطبيق لصحيح القانون