أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد فودة

محمد فودة يكتب.. «عواجيز» الفرح الانتخابى يطفئون بهجة البرلمان المنتظر!

الخميس، 01 يناير 2015 08:53 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنت وما زلت على قناعة تامة، بل وعلى اعتقاد قوى يصل إلى درجة اليقين، بأنه من ليس له ماض ليس له حاضر، وبالطبع فلن يكون له مستقبل أيضًا، ولكن ليس معنى ذلك أن يكون التشبث بالماضى على هذا النحو الذى نراه أمام أعيننا، ونحن نتابع ما يجرى على الساحة السياسية من تكتلات انتخابية تتصدر المشهد فيها وجوه ارتبطت بالماضى بشكل لم يعد الناس يتقبلونه بعد ثورتين غيرتا وجه الحياة على أرض مصر بالكامل،.
فبأى منطق يطل علينا الدكتور كمال الجنزورى، رئيس مجلس الوزراء الأسبق، مجددًا وتحت مسميات جديدة من أجل الوصول إلى البرلمان بقيامه بتشكيل قائمة انتخابية تبدو للبعض كأنها هى الكيان السياسى الوحيد الذى لديه القدرة على أن يقود البلاد إلى الأفضل على الرغم من أن تلك القائمة عليها الكثير من التحفظات والاعتراضات من جانب بعض الأحزاب والقوى السياسية التى تتنافس فيما بينها على جذب أكبر عدد ممكن من التحالفات لتقوى من مركزها، ومنحها القوة والقدرة على مواجهة بقية التكتلات الأخرى.
ارحمونا يرحمكم الله.. فمع الاحترام الكامل لشخص الدكتور كمال الجنزورى، وخبراته الطويلة فى العمل العام، ومع التقدير الشديد أيضًا لشعبيته التى استطاع أن يحققها خلال توليه رئاسة وزراء مصر فى عهد مبارك، وانحيازه للمواطن البسيط، فإن ذلك ليس كافيًا لأن يعود مجددًا ليخطف الأضواء فى ماراثون الانتخابات البرلمانية، على الرغم من أنه بلغ من العمر ما يتطلب منه أن يمنح نفسه قسطًا من الراحة بعد كل هذا المشوار الطويل من العمل المتواصل، إلى جانب ذلك فإن قائمة الدكتور الجنزورى تضم أسماء عديدة من كبار السن الذين اختارهم من بين الوزراء السابقين، ومن الخبراء والشخصيات العامة تحت دعوى الحاجة إلى الخبرات والكفاءات، لكنها فى حقيقة الأمر تضم عددًا كبيرًا من رجال الدولة المعروفين بالبيروقراطية والروتين الرسمى، والمؤسف حقًا أنه حتى الشباب الموجودون بها لا يمكن اعتبارهم ممثلين عن فئات واسعة من الشباب، لأن عملية الاختيار تتم وفق معايير تخضع لنفس المنطق فى التفكير الذى لم يعد يتماشى مع الوقت الراهن، وهذا الأمر فى حد ذاته يمثل أحد أهم، بل وأبرز الدوافع والأسباب التى قد تعصف بهذه القائمة، وتضرب هذه الكتلة فى مقتل، وذلك لسبب بسيط هو أن نظرة المواطن إلى العملية الانتخابية قد تغيرت بالكامل، وأن مسألة التغيير أصبحت تمثل مطلبًا جماهيريًا ملحًا، حتى إن كان هذا التغيير قد يأتى بأشخاص تنقصهم الخبرة، لكن التغيير فى حد ذاته مسألة ضرورية يقرها المجتمع ككل فى مواجهة هذا الجموح الذى نراه على وجوه «العواجيز» الذين بكل تأكيد قد سئم المجتمع إطلالتهم «المستفزة» التى ظلت مفروضة على الحياة السياسية كأمر واقع فرضته آنذاك الحياة السياسية التى لم تكن تعرف إلا توجهًا واحدًا، وتنظر نظرة أحادية إلى الواقع من حولها.

وحينما أذكر على وجه الخصوص الدكتور كمال الجنزورى، فإننى هنا أرصد حالة من عدم الرضا تسود الشارع المصرى، ربما نلمسها فى ظهور بعض الاعتراضات التى تطل علينا، سواء بالتلميح أو بالتصريح، والتى تفيد بأن الوقت الراهن لم يعد يحتمل بقاء تلك الوجوه فى صدارة المشهد السياسى بعد كل تلك السنوات التى ظلوا فيها هم أصحاب الكلمة الأولى والأخيرة، بل هم أصحاب الأمر والنهى فى الحياة السياسية. لكن لم يكن الدكتور كمال الجنزورى هو الشخص الوحيد الذى يحاول الاستحواذ على تورتة البرلمان بالالتفاف حول الوضع السياسى الحالى، مستغلاً تاريخه الطويل، ومشواره المشرف وجماهيريته التى كانت إلى وقت قريب مصدر فخر له وللكثيرين من المواطنين البسطاء حينما أحس بمشاكلهم، وسعى بكل ما يمتلك من صلاحيات وقت أن كان رئيسًا للوزراء، لكن هناك أيضا السيد عمرو موسى الذى قادته رغبته الجامحة فى اقتطاع جزء من البرلمان المقبل إلى السعى وبكل قوة من أجل أن يظل موجودًا على الساحة السياسية وداخل دائرة الضوء، ولا أعرف لماذا هذا الإصرار من جانب السيد عمرو موسى على أن يبقى فى صدارة المشهد السياسى، وهنا أحب أن أوضح مسألة فى غاية الأهمية، هى أننى كنت ومازلت من أشد المعجبين به كدبلوماسى محنك له باع طويل فى إدارة الأزمات بحكمة واقتدار، فقد كان وقت توليه وزارة الخارجية سببًا رئيسيًا فى أن تظل مصر لعدة سنوات محورًا رئيسيًا للأحداث بمنطقة الشرق الأوسط، ما جعلها تؤثر تأثيرًا مباشرًا فى مجريات الأحداث، بل تشكل ملامح الكثير من الأحداث على المستويين الإقليمى والعالمى، وحينما تولى جامعة الدول العربية فقد أحدث نقلة نوعية فى هذا الكيان العربى المهم، حيث استطاع أن يغير الكثير من المفاهيم الخاصة بالعلاقات العربية العربية، وأيضًا العلاقات العربية ومختلف دول العالم. فوسط تردد أنباء عن رغبته فى الوصول لرئاسة البرلمان خاض عمرو موسى عدة مشاورات باءت جميعها بالفشل، ليحاول الصعود مرة أخرى كبديل للدكتور الجنزورى الذى كان قد تعرض لهزات عنيفة فى تحالفاته مع بعض القوى السياسية الموجودة على الساحة الآن، محاولاً استقطاب الشباب كبوابة دخول للبرلمان مرة أخرى، لأن طموحات «موسى» فى العودة للساحة السياسية الداخلية لم تتوقف منذ ترشحه لرئاسة الجمهورية عقب ثورة 25 يناير.

ومع الحديث عن الزج بشخصيات تزيد أعمارها فوق السبعين تتبادر إلى الذهن قائمة «صحوة مصر» التى يقودها الدكتور عبدالجليل مصطفى، منسق الجمعية الوطنية للتغيير، فلم تكن هذه القائمة أكثر حظًا من القوائم الأخرى، فما هى سوى نسخة طبق الأصل من تلك القوائم التى ما أن يتم الإعلان عنها حتى تبدأ الخلافات والانشقاقات، كأنها جاءت من أجل إظهار المواهب الخاصة فى «الدهاء السياسى»، حيث الحرص على المصالح الشخصية كان يفوق كثيرًا أى اعتبارات تتعلق بالمصلحة العامة.
ومع الاحترام الكامل للجميع الذين يحاولون بشتى الطرق القفز فوق مكتسبات الشباب، فإننى أرى أن التحالفات الانتخابية الموجودة الآن فى صدارة المشهد السياسى، والتى تقف فى مقدمتها شخصيات تبلغ من العمر ما هو فوق السبعين عامًا، ما هى إلا كيانات ضعيفة وغير مؤثرة.

لكن ومع تلك الصورة الضبابية التى يبدو عليها المشهد الانتخابى الذى يبعث على الحيرة، ويثير المخاوف من أن يأتى شخص رئيسًا للبرلمان ينفصل تمامًا عن الواقع، لكننى على يقين تام بأن الله عز وجل لن يخذل هذا الشعب الذى تحمل الكثير والكثير من أجل الوصول إلى استحقاقاته من الديمقراطية، وأنه فى النهاية لن يصح إلا الصحيح، كما إننى على ثقة تامة بأن صناديق الانتخابات سوف تحسم هذه المسألة، وتأتى بمن هم يستحقون أن يكونوا بالفعل خدامًا لهذا الشعب، وسط أجواء الشفافية التى تعهدت الدولة بأن توفرها للعملية الانتخابية، أما الذين يتاجرون بتاريخهم وسمعتهم الطيبة فى محاولة فاشلة منهم للسطو على مقاعد البرلمان فلن يكون لهم مكان تحت القبة بإذن الله.. فقد قال الله عز وجل فى سورة الرعد «فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِى الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ»، صدق الله العظيم.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

منتهى الانانيه وعشق الذات والرغبه فى الوصول ولو على اجساد الشباب الذى ظلم طوال 30 سنه

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

الخبره يا عزيزى لا تخلق فقر وفساد وخراب ولا تؤدى الى انهيار سياسى واقتصادى واجتماعى

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

مفيش دوله محترمه فى العالم تسمح بعودة الفاسدين والفاشلين والعاجزين - اين عقولنا

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

خلاص الزفه انتهت 25 يناير ولم نعد فى حاجه الى هؤلاء العواجيز الجامحه عقولهم بدون اى فرامل

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

محمدواحمد عبد الرازق ابراهيم !!........ تنسيقية " متفائلون بلا حدود " ^_^ ^_^

الماضى !!.........هو القاعدة الصلبة !!.........التى تعلو عليها ابراج المستقبل السعيد !!

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

صحيح داعش ارهابى ومجرم ولكن عنده المال والسكن والزوجه وكله بلاش

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

الوقت يمضى والشباب ينتظر وداعش يتحين الفرصه

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

اعظم مساعده للسيسى ان ننتخب شباب متعلم وواعى لايعرف اللف والدوران

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

الخوف من تسلل الاخوان خوف مبالغ فيه ويمكن تداركه تباعا ولا يجب ان يعقينا عن التقدم

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

استخدام المال السياسى فى الانتخابات يدمرها من اساسها ويثير الشك فى النظام بكامله

بدون

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة