أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد أبو الفضل يكتب: وهم يلاحق وهمًا

السبت، 31 يناير 2015 02:05 م
محمد أبو الفضل يكتب: وهم يلاحق وهمًا صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تسعى بعض الجماعات جاهدة أن تصور صراعها مع المخالفين والمعارضين لفكرها بنظرة عقائدية، ويستخدم البعض منها سلاح الشعارات الدينية الرنانة لتستعطف بها كل من يقع تحت تأثير الخطاب الدينى، وهى بذلك تسعى منكبة إلى كسب شرعية لمجرد كونها قوة ظافرة يحل لها كل ما يحرم على بقية الأطراف وفئات المجتمع ككل، وتمارس تحت هذه الشعارات أعمالًا لا تتوافق تماما مع جوهر الأديان كأداة إصلاح وتعايش وتسامح.

لقد عاش المسلمون والعرب خاصة قرونا عانوا فيها من العبودية والاستعمار الغربى والديكتاتورية، والاستبداد داخليًا كون لديهم شعورا مقيتا بالغبن والعجز، فجعلهم أداة سهلة لظهور أية قوى انتهازية تستغل شغف وحاجة الشعوب إلى الحرية، وظهرت العديد من الجماعات والحركات والتيارات، التى نادت كلها بنصرة هذا العربى المهزوم من الداخل، وتعددت الشعارات وتنوعت الممارسات، التى لم تستوعب يومًا فكرة أن الانتصار بما هو غير إنسانى لإعلاء شأن الفرد لا يمكن أن يعطى نتائج تخدم الإنسان، ومثلما كانت شعارات الإسلام هو الحل، والعلمانية هى الحل، كانت أيضًا شعارات تحكيم شرع الله، أو القرآن هو الحل وكلها لم تحمل أى مدلول واضح سوى ضبابية الرؤى وعجز هذه الجماعات عن تحديد مشاكل الفرد الاقتصادية وحاجته أولًا قبل أى شىء آخر إلى إشباع حاجاته الأساسية، التى تكفل له فيما بعد القدرة على تمييز برامج هذه الجماعات والحركات.. ومن ثم اعتناق فكر أى منها، وبالتالى ظلت هذه الشعارات الغوغائية فارغة المضمون العلمى والجوهرى لكل تلك القضاى والمشاكل، التى أوجدت هذه المجتمعات المهزومة.

إن الحرية الحقيقية هى أولًا فى تحرير الإنسان من كل هذه المعتقدات، التى قُدّمت إليه جاهزة مغلّفة بغلاف لا يصرح له مجرد التفكير فى كشفه ليتعرف على جوهر هذه المعتقدات الجاثمة على العقول، ومن ثم القبول بما يقتنع به الإنسان بعد أن يتم توفير له كل احتياجاته، بحيث نضمن اختيارًا نزيهًا لما يراه الإنسان مناسبًا لذاته، بعيدًا كل البعد عن أية وصاية أو إرهاب بأى شكل من الأشكال، سواء كان دينيًا عقائديًا، أم فكريًا، أو سياسيًا، بحيث نضمن إنسانًا قادرًا على تحديد مصيره ويكون مسئولًا عن أى قرار يتخذه.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة