أكرم القصاص - علا الشافعي

وائل السمرى فى مؤتمر المثقفين العرب: استعلاء المثقفين وغياب الجمهور جعل الثقافة فى البلاد العربية عالة على المؤسسات وخطابها مهادن.. والدين جزء أصيل من الجانب الثقافى

الثلاثاء، 17 نوفمبر 2015 04:11 م
وائل السمرى فى مؤتمر المثقفين العرب: استعلاء المثقفين وغياب الجمهور جعل الثقافة فى البلاد العربية عالة على المؤسسات وخطابها مهادن.. والدين جزء أصيل من الجانب الثقافى جانب من الندوة
كتبت ابتسام أبودهب - تصوير أسماء عبد اللطيف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الكاتب الصحفى وائل السمرى، نائب رئيس تحرير "اليوم السابع" ورئيس القسم الثقافى، فى مشاركته بمؤتمر المثقفون العرب الذى تم تدشينه، أمس، فى مكتبة الإسكندرية، إن هناك عدة أسباب تصنع أزمة "الصحافة الثقافية" أولها أن صناع الصحافة الثقافية فى مصر لا يسألون أنفسهم هل ما يقدمونه من مواد تحريرية للثقافة أم للمثقفين؟!.

وتابع وائل السمرى: هذا السؤال محورى لأن الإجابة الخاطئة عنه أضلت معظم الوسائل الإعلامية العربية وأوقعتهم فى فخ الانعزال ثم أوقعهم فى فخ الاستعلاء عن المواطنين والجمهور، فغاب الجمهور عن المشهد الثقافى، وغاب تأثير الصحافة الثقافية فى الجمهور.

وأضاف "السمرى"، بالنسبة لى هذه الأزمة تحديداً ليست أزمة الإعلام الثقافى فحسب إنما هى أزمة الثقافة بمعناها الأشمل، فالمثقفون والصحف الثقافية سجنوا أنفسهم فى الشعر والرواية والمسرح والسينما، وأصبحوا يقدمون سلعة لا يتناولها إلا هم، ولكن فى الحقيقة ثقافة المجتمع فى معناها الأشمل لا تتوقف عند هذه المنتوجات الثقافية فقط، إنما تتداخل فى التاريخ والعادات الاجتماعية وتتداخل أيضاً فى الدين الذى تتناوله كثير من وسائل الإعلام الثقافية بحالة من العدائية فى حين أن الدين هو جزء من الثقافة.

وأضاف "السمرى"، يجب أن نبدأ فى التعامل مع الدين باعتباره جزءا من الثقافة، ثم نبدأ فى تناوله وتنقيحه ودراسته دراسة تاريخية ونستوعبه ثم نعيد إنتاجه وتقديمه للناس بدلاً من الموضع الذى حوصر فيه، فهذه الأزمة من وجهة نظرى هى أزمة محورية أغلقت الصحافة الثقافية على نفسها، ومن خلال تجربتى فى "اليوم السابع" كنت أعى هذه الأزمة جيداً منذ بداية التأسيس ولم أتخل عن انحيازاتنا التنويرية ولكن فى الوقت لنفسه لم أستطع هدم أو تجاهل هذه البنية المتكلسة منذ مئات السنين فى يوم أو ليلة.

وقال "السمرى": إن من أسباب الإشكالية الثقافية أيضاً الاستعلاء الثقافى، وأقصد به أن معظم مثقفينا سقطوا فى استلهام النظريات الغربية والبحث عن كل ما هو جديد فى العالم والبحث عن المصطلحات الكبيرة والمترجمة والتى فى الغالب لا يتفق عليها اثنان من المثقفين، وأسهم هذا الغرق فى الاستغراب فى البعد عن الناس بشكل أكبر حتى صارت العزلة أوسع وصارت المسافة أبعد، فى حين أن الصحافة الغربية تقدم إلى الآن أشبه بما يسمى بالخدمات الثقافية، بمعنى أنها تشرح كتاباً أو تشير للقارئ بأن هذا الكتاب مهم وعليك قراءته، أو هذا المعرض يجب أن تزوره، وتخاطب الجمهور بلغة يتقبلونها ويفهمونها فيتحمس الجمهور للعمل الثقافى.

وتابع "السمرى" هذا الجانب الاستعلائى الذى نعانى منه أدى إلى أن أصبحت الثقافة محصورة فى بوتقة واحدة؛ مما ترتب عليه أن غاب عنها كل من المورد البشرى والمورد المادى، ففى معظم البلاد الغربية يكون العائد المادى مهم ويساعد فى استمرار الثقافة ولكن فى بلادنا أن لم تكن هناك مؤسسة تابعة للحاكم أو مؤسسة ما تأخذ تمويلاً من مؤسسات ما، ما كنا قادرين على أن نكون فى مثل هذا المؤتمر، ولكوننا غير قادرين على تقديم صناعة جاذبة للجمهور فبالتالى نعيش حياتنا عالة على المؤسسات وبالتالى نرتبط دائماً بخطاب مزيف أو خطاب مهادن.

والنقطة الأخيرة هى أنه يتم النظر إلى الصحافة الثقافية باعتبارها سلعة، أو باعتبارها تخاطب وعياً مختلفاً وشرائح مختلفة، ولذلك يجب أن نخاطب هذه الشرائح بشكل إخبارى فيه جزء كبير من التشويق والترويج للمواد التى نقدمها، وذلك سيؤدى إلى أن من يملك جريدة أو أى رئيس تحرير ينظر للصفحة الثقافية على أنها شىء أساسى لا يمكن إلغاؤها فى سبيل صفحات أخرى أو إعلان تجارى.

واختتم وائل السمرى كلامه قائلاً، هناك صفحتان فى الجرائد دائما ما تقابلهما مشكلة، صفحة الثقافة وصفحة الاقتصاد، فالثقافة لها جمهورها ولها متابعوها من النخبة الذين يشكلون المشهد الثقافى، أما صفحة الاقتصاد فهى ثقيلة نوعا ما كما أن الناس لا يحبون الاقتصاد لكن الإعلانات تفرض على رؤساء التحرير اختيار صفحة الاقتصاد لكون المعلنون يرغبون فى نشر إعلاناتهم بهذه الصفحة وهنا تكون صفحة الثقافة هى الضحية، لأن المؤسسات الثقافية لا تعلن عن مؤسساتها، لذا علينا أن نفكر فى دعم الثقافة الصحفية بتحويلها إلى خدمة لها جانب من الإعلانات.


اليوم السابع -11 -2015

اليوم السابع -11 -2015

اليوم السابع -11 -2015

اليوم السابع -11 -2015

اليوم السابع -11 -2015

اليوم السابع -11 -2015

اليوم السابع -11 -2015

اليوم السابع -11 -2015

اليوم السابع -11 -2015



موضوعات متعلقة..



- مدير مكتبة الإسكندية يفتتح المعرض الفنى "المشروع الثقافى المشترك"










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة