أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد فودة

محمد فودة يكتب.. بوتين فى مصر.. بوصلة جديدة للشرق الأوسط!

الإثنين، 16 فبراير 2015 08:12 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم تكن زيارة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لمصر مجرد زيارة سياسية روتينية، بقدر ما هى بداية مرحلة جديدة من الاستقرار والاتجاه نحو التعمير واستثمار البحث العلمى وزيادة فرص التنمية البشرية، وهذه الصفات هى الميراث الذى عرفناه من الروس، فقد عرف المصريون المهندسين الروس أثناء حفر مشروع السد العالى الذى اعتبرناه المشروع القومى للقرن العشرين، وتأكد المصريون منذ هذا الوقت أن هذا الشعب الروسى مخلص لنا وللشعوب الصديقة.. فما عرفناه يوما يخدع أو يخون أو يضرب الاتفاقيات وينقض العهود وينسف المواثيق والاعتراف.. وقد عرف المصريون فى المقابل أمريكا التى تحتفى هى بتاريخها بأنها صانعة التخريب بدءا بأهم إنجازاتها فهى التى اختتمت القرن العشرين بفاجعة كارثة هيروشيما وناجازاكى التى هزت مشاعر العالم ولايزال هناك حتى الآن مشوهين من جراء تلك الجريمة التى لا يمكن أن توصف.. المهم أن المواطن المصرى وهو يراجع تاريخه عليه أن يقارن ويتيقن أن المستقبل ليس أمريكا بكل المقاييس.. نحن اليوم نتحدث عن زيارة الرئيس بوتين مدركين قيمة الشرق والشرق الأقصى وعظمة التراث المشترك بيننا، لقد ترك الرئيس الروسى كلمة عندما ودع مصر أحسبها تلخص تقارب الشعبين المصرى والروسى إلى حد الصداقة والاحترام والندية. قال بوتين: مصر صديقة وقريبة مثلما شعبها الكريم وروسيا شعب يقدر أصدقاءه ويعرف الإخلاص والسلام وهى ليست بعيدة عن مصر فقد عرفنا الشعب المصرى قديماً وعرفنا فى العصر الحديث روسيا لا تسعى إلا إلى السلام وتريد عالما حرا بدون إرهاب.

وهكذا لخص بوتين سياسة روسيا وشعبها، فتاريخ روسيا أبدا لم يعرف الخديعة والخبث الذى كم عانينا منه من أمريكا وإسرائيل والصهيونية العالمية التى توغلت فى كل بلاد الدنيا باستثناء تلك البلاد التى تمتلك حضارات.. مثل بلداننا العربية.. وما حولها من أصدقاء وصولاً إلى بلاد الصين وحضاراتها والهند وغرائبها، عادت إلينا روسيا ومعها مجموعة من المشاريع، ها هى أول محطة نووية سلمية الأغراض لإنتاج الطاقة ودعم أعمال الصناعات الثقيلة، وقد بدأ على الفور اختيار منطقة الضبعة لإنشاء المحطة النووية العملاقة التى انتظرها المصريون منذ عشرات السنين.. محطة تهدف لتوفير الكهرباء وضخ الزائد منها لخدمة المصانع والشركات فى كل محافظات مصر وضواحيها.

والمفاعل له أغراض عديدة أخرى إلى جانب الطاقة.. فله كثير.. من الجوانب الإيجابية التى يمكن أن تستغل فى دعم مجالات الزراعة والطب والبيئة.. الأمر الذى يحتاج إلى تكاتف المصريين حول هذا المشروع الذى يمكن أن تعتبره مثل مشروع قناة السويس الثانية، مشروعا قوميا سوف يشارك فى إنشائه آلاف العمال والمهندسين والبنائين المصريين، ولهذا فإن هذا المشروع لا يشكل فقط كيانا مصريا بقدر ما يمثل اتجاها عربىا، فهو لخدمة العروبة.. بل هو يشكل بداية دخول المنطقة العربية فى مجال الطاقة النووية وهى التى كان من المقدر أن تشيدها لنا روسيا كما كان يدرس الزعيم الراحل جمال عبدالناصر.. خلال سنوات بداية السبعينيات. لولا أن تغيرت الخريطة المصرية والعربية بعد دخول أمريكا بقوة فى منطقة الشرق الأوسط.. وها هو الزعيم عبدالفتاح السيسى يواصل ما انقطع خلال السنوات الأربع الماضية، يواصل تصحيح مسار مجتمع حاولت قوى الظلام الانقضاض عليه ودهسه وتدميره وجعله منطقة انقسامات وتفجير للطائفية والعنف والإرهاب، لكن الشعب حين انتصر فى ثورة 30 يونيو وأعطى السيسى توكيلاً لمواصلة كفاحه.. هذا الشعب يريد أن يقول للعالم: إننا يجب أن نفيق من هذه الغيوبة التى أطاحت بنا وأعادتنا إلى أنياب الرجعية.. مصر اليوم ترسم بوصلة جديدة للشرق الأوسط تبدأ برحلة بوتين الرئيس الروسى الشجاع لمصر وإنشاء المحطة النووية ويعقبها المفاعل الذرى السلمى ويعقبها مشاريع تنموية.. تدخل من خلالها منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية فى عالم الحضارة الحديثة بامتياز.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

فى حقيقة الامر خلق جبهات قويه فى الشرق هى اكبر داعم لقوة روسيا والصين

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

التاريخ اثبت ان روسيا حليف قوى لنصرة القضايا العربيه ضد الهيمنه الامريكيه واسرائيل

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

من مصلحتنا كعرب ان تبقى روسيا والصين فى اوج قوتهما دائما وان نحافظ على علاقات متينه معهما

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

زيارة بوتين لمصر ستكون باذن الله فاتحة خير للمنطقه بأسرها ونقطة تحول بعيدا عن الهيمنه الامريكيه

بدون

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة