أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد فودة

محمد فودة يكتب.. د. عادل البلتاجى «خط الدفاع الأول» عن الأرض الزراعية!!

الأربعاء، 04 فبراير 2015 10:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هى الأقرب إلى قلبى تلك الآية الكريمة التى جاءت فى سورة القصص على لسان ابنه سيدنا شعيب عليه السلام وهى تقول لأبيها «يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوى الأمين»، داعية أبيها لأن يضع يده فى يد سيدنا موسى عليه السلام واصفة إياه بالقوى الأمين.

لذا فإن جاز لى أن أستدعى هذا النص القرآنى لأطبقه على شخص مسؤول فى الدولة فلن أجد أقدر من الدكتور عادل البلتاجى وزير الزراعة واستصلاح الأراضى لأصفه على هذا النحو، تقديرا له ولما يتمتع به من شخصية قوية فى العلم، ووعى تام بقضايا قطاع الزراعة فى مصر، ولما فى شخصيته من صفة الأمانة التى تحضه دوما على السعى بكل ما أوتى من فوة لمكافحة الفساد وتطهير هذا القطاع الاستراتيجى حتى تعود مصر إلى سابق عهدها فى مجال الزراعة، الذى كان إلى وقت قريب أحد أهم مصادر الدخل القومى، وعلى وجه الخصوص حينما كان القطن المصرى يحتل المرتبة الاولى عالمياً.

الدكتور عادل البلتاجى وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، وعلى الرغم من أنه قليل الظهور الإعلامى، حيث لم يكن فى يوم من الأيام من عشاق الشهرة والسعى نحو الأضواء، إلا أنه وبكل صدق يستحق الكثير والكثير من الاحترام تقديراً لمشواره العلمى المتميز، والذى يتسم بالكفاءة العالية، وتقديراً له على اقتحامه مشكلات مزمنة عانينا منها طويلاً فى قطاع الزراعة، خاصة وأن تلك المشكلات كانت فى نظر البعض بمثابة القنابل الموقوتة القابلة للانفجار فى أى وقت، لذا فلم نر من قبل مسؤولاً قد بادر باقتحامها على هذا الشكل من القوة والجرأة، ولكن إصرار الدكتور عادل البلتاجى على أن يترك بصمة واضحة وإنجازاً حقيقياً دفعه إلى خوض تلك الحرب التى أراها بالفعل حربا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فمنذ أن تولى مسؤولية وزارة الزراعة وضع على عاتقه ضرورة إيجاد حلول جذرية لتلك المشكلات، وذلك فى محاولة من لإعادة الاعتبار للزراعة المصرية.

لقد كانت عقدتنا من قبل هى العلم وعقبتنا الأساسية فى التقدم هى الفساد، ولكن الدكتور عادل البلتاجى وهو الرجل المناسب الذى جاء فى الوقت المناسب وضع نصب عينيه مهمة القضاء على الفساد متسلحاً بسلاح العلم ليضع حداً لهذا التدهور الكبير فى قطاع الزراعة، فحينما تسمعه وهو يتحدث عن تلك المشكلات المتعلقة بقطاع الزراعة تشعر وكأنك تستمع إلى محاضرة كتبها عالم جليل مستخدماً الأسلوب الذى يمكن أن نطلق عليه «السهل الممتنع» فلا تشعر بالوقت وأنت تستمع إليه وهو يحلل المشكلة ويتناولها من جميع أبعادها، ويأخذك شيئا فشيئا لتجد نفسك فى قلب المشكلة، بل تصبح بقدرة قادر مشاركاً فى حلها وبالطبع كل حسب قدراته، لذا فإننى أرى ضرورة أن يتكاتف الإعلام بكل جوانبه من أجل التوعية بخطورة تلك الآفة المسماة بالتعدى على الأرض الزراعية.

ولن أكون مجاملاً إن قلت إن الدكتور عادل البلتاجى وزير الزراعة يشعرنى بالجراح الماهر الذى يستأصل المرض اللعين من الجسد المترهل، وتكمن براعته فى هذا الشأن أنه يقوم بمهمته الدقيقة بأقل خسائر ممكنة، تاركا خلفه أدنى درجات الإحساس بالألم، فقد أكد لى أن قضية التعدى على الأرض الزراعية أصبحت بالنسبة له مسألة فى غاية التحدى، وأنه لن يقبل بالعودة إلى الوراء مرة أخرى، وأنه لا يصح إلا الصحيح، فقد وضع على عاتقه تطهير البقعة الزراعية من تلك التعديات التى ابتليت به فى غفلة من القانون، وفى غياب تام للدولة فى أوقات عمت فيها الفوضى وتوارت فيها الرقابة وتضخمت فيها رغبات البعض فى التهام أراضى الدولة بجميع أشكال «البلطجة».. وفى هذا الصدد أكد إلىّ الدكتور البلتاجى أن الأيام المقبلة ستشهد تطوراً ملحوظاً فى هذا الأمر، لأن تلك المشكلة صارت بالفعل قضية أمن قومى، لأن الأرض الزراعية وما لها من حرمة وقدسية لن يتم تركها مرة أخرى للمخربين الذين لم يراعوا الله فى هذه الأرض الطيبة التى حباها الله بالكثير من النعم الواسعة.

والحق يقال فإننى وحينما كنت أستمع إلى الدكتور عادل البلتاجى وهو يحدثنى عن مشكلة التعديات على الأرض الزراعية وجدت نفسى مشفقاً عليه من الدخول وسط تلك المشكلة المعقدة التى تشبه إلى حد كبير السير وسط الألغام، ولكننى على يقين تام بأنه الأقدر على اجتثاث تلك الآفة من جذورها، فمن خلال متابعتى لما يجرى فى هذا الصدد أصابتنى الصدمة من تلك الأرقام والتفاصيل الدقيقة المتعلقة بها، فحالات التعديات على الأراضى الزراعية خلال السنوات الثلاث الأخيرة تجاوزت المليون حالة فى مساحة 45 ألف فدان من أجود الأراضى الزراعية، وهو أمر يدعو إلى الدهشة، خاصة حينما نعلم أن مصر تعيش على %5 فقط من مساحتها، أى ما يعادل مساحة 12 مليون فدان.. علماً بأن المستهدف هو زيادتها إلى %25 بما يعادل 91 مليون فدان مأهولة بالسكان، من خلال المشروعات القومية التى تقوم بها الدولة من مشروعات كتوشكى وشرق العوينات، وهناك مساحات قابلة للاستزراع.

ولم يتركنى الدكتور عادل البلتاجى وزير الزراعة واستصلاح الأراضى فريسة للتساؤلات المتعلقة بمستقبل الرقعة الزراعية فى ظل هذا الكم الهائل من التعديات على الأرض الزراعية، فكيف يحدث ذلك لى وأنا أتحدث مع عالم كبير وباحث متمكن له دراساته ورؤاه وأفكاره المستفيضة فى هذا الشأن، فعلمت منه أن هناك بالفعل استراتيجيات وخططا واضحة المعالم تستهدف فى المقام الأول الحد من التعدى على الأراضى الزراعية وإيجاد حلول جذرية لها.

والحديث عن «قضية التعديات» يقودنا بشكل أو بآخر إلى جانب مهم يتعلق بالزراعة فى مصر، وهو مشروع استصلاح المليون فدان التى أعلن عنها الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ فترة قصيرة، فهذا المشروع القومى العملاق سوف يقلب الموازين رأساً على عقب، فالمشروع وكما قال لى الدكتور عادل البلتاجى يتضمن طرح الأراضى للفئات الاجتماعية من شباب الخريجين وصغار المزارعين فى صورة شركات مساهمة، جنبًا إلى جنب مع طرح مساحات أخرى للمستثمرين لتوفير آلاف الفرص للعمل، ولزيادة معدلات التوطين خارج الدلتا ووادى النيل. خاصة وأن وزارة الإسكان قد انتهت بالفعل من وضع المخطط النهائى للمدن الثلاثة المقرر إنشاؤها ضمن مشروع المليون فدان فى شرق العوينات وغرب المنيا ومدينة المغرّة جنوب منخفض القطارة، بالإضافة إلى مخطط آخر لعدد من القرى الريفية.

واللافت للنظر أن استصلاح المليون فدان خلال عام يأتى ضمن برنامج الرئيس عبدالفتاح السيسى، لاستصلاح وزراعة 4 ملايين فدان، بهدف خفض الفجوة الغذائية فى مصر، وتطوير الإنتاج الزراعى والحيوانى والداجنى والثروة السمكية.. الأمر الذى يدعو إلى التفاؤل ويدعو للاطمئنان بأننا نسير فى الاتجاه الصحيح من أجل مستقبل مشرق للأجيال المقبلة.

ولأن الدكتور عادل البلتاجى وزير الزراعة لم يكن فى يوم من الأيام منفصلاً عن التوجهات القومية التى تضعها القيادة السياسية نصب عينها فإننا نجده قد انحاز وبشكل لافت للنظر إلى الفلاح الذى يحظى برعاية واهتمام كامل من جانب الرئيس السيسى الذى كان قد وجه فى وقت سابق إلى ضرورة الوقوف معهم باعتبارهم عصب الحياة فى مصر واقتصادها، وعلمت من الوزير أنه فى هذا الصدد وبالتحديد فى مسألة أزمة زراعة القطن سيتم تطبيق ما يعرف بـ«سياسة الزراعة التعاقدية» التى تضمن للمزارع هامش ربح، كما تضمن استمرار صناعة الغزل والنسيج فى عملها، خاصة أنه تم الاتفاق على التعاقد مع 15 مصنعاً والشركة القابضة للغزل والنسيج والذى يمكنها استيعاب 700 ألف قنطار من الأقطان طويلة التيلة، فضلاً عن أنه تم أيضاً الاتفاق على الزراعة التعاقدية مع الجهات الثلاثة، على أن يتم جمع القطن من الجمعيات التعاونية العامة للإصلاح والاستصلاح والقطن.

أعتقد أن ما يجرى الآن على أرض مصر من محاولات جادة يقودها الدكتور عادل البلتاجى وزير الزراعة واستصلاح الأراضى لحماية الأرض الزراعية لا يمكن وصفه بأقل من أنه ثورة على الأوضاع المتردية وثورة على فساد ظل جاسما على الصدور لسنوات وسنوات فى منطقة شائكة تتعلق بالأرض الزراعية، بل هى ثورة على كل ما هو ضد تطوير منظومة الزراعة فى مصر، والتى كانت للأسف الشديد يتم تدميرها على مرأى ومسمع الجميع. لذا فإننى أراه الرجل المناسب الذى جاء فى الوقت المناسب جدا ليقود منظومة الزراعة نحو الأفضل بإذن الله.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

لا تقنعنى بوزارة الزراعه فانا على علم تام بكهوفها ودهاليزها ومخابئها

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

ahmed ali

أكيد جمهوريه زفتي لها مصالح عند وزاره الزراعه في موسم الأنتخابات !

عدد الردود 0

بواسطة:

مصطفى

الحرب ضد الفساد

عدد الردود 0

بواسطة:

عبد الرحمن

قضية التعديات على الأراضى الزراعة

عدد الردود 0

بواسطة:

سيد محمد

بالتوفيق

عدد الردود 0

بواسطة:

رأفت مصطفى

رأسأ على عقب

عدد الردود 0

بواسطة:

اسلام محمد

ربنا يولي من يصلح

عدد الردود 0

بواسطة:

طلعت كمال الدين

أمر يدعو إلى الدهشة

عدد الردود 0

بواسطة:

سالى وليد

المحترم

عدد الردود 0

بواسطة:

كمال صبرى

عالم جليل

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة