أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد فودة

محمد فودة يكتب.. أمى منحوتة على جدران القلب

الإثنين، 23 مارس 2015 08:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تتأكد لى مع مرور الأيام، حقائق قد تكون ثابتة وراسخة فى المفاهيم الإنسانية، إلا أنها غير واردة فى الذاكرة مثل وجود الأم فى حياتى.. وكيف كانت هى فى حد ذاتها صمام الأمان، لم تكن أمى سيدة عادية بقدر ما كانت كتلة من الحنان والمشاعر ومنجما من الدعاء.. كان هذا الدعاء هو الداعم الأساسى الذى يحصننى ضد مخالب الزمن وضد كل الطعنات التى تواجهنا وتعرقل مسيرة حياتنا.. وكم من الأزمات واجهتنى وقيدتنى ورمتنى كثيرا فى شطآن اليأس.. فإذا بدعاء أمى ينقذنى ويطير بى نحو بر الأمان.. وكأنه طوق النجاة.. الذى يحمى روحى وجسدى، ولايزال دعاء أمى منحوتا فى ذاكرتى.. لن أنساه، هو ينمو معى يوما بعد يوم.. دعاؤها يمحو غيوم الكآبة عن سماواتى ويرتقى بى ويسمو بكل كيانى.. وعندها أحس أننى أصبحت إنسانا آخر.. ومهما واجهت من أزمات أستطيع أن أقاومها بثبات وقوة.. وكم من المشاكل حاولت عرقلتى والنيل من طموحى، ولكن دعاء أمى ونظرتى الحانية كانت الدافع الأساسى والسلاح الذى يسيج الأرض من حولى ويصنع زهورا من الأمان والبراءة ترشدنى نحو النور ونحو الصبح البرىء، لاتزال هذه المشاعر بداخلى، تملؤنى وتدفئنى برغم غياب أمى وبرغم الحرمان والفقد، لاتزال أمى المصدر الحقيقى للحب الصادق.. وتجىء مناسبة عيد الأم هذا العام.. لأجد نفسى طفلا يتيما يبحث عن أمه.. هو أول عيد أم يمر على دون أن أراها ودون أن أسمع المزيد من صلاتها ودعائها، تلك الدعوات التى كانت تعيد إحيائى وتعيد ترتيب كل أوراقى بداخلى.. وتجعلنى أعيش فى سلام ممتد.. دون فزع ودون خوف ودون قلق أو اكتئاب، هى التى كانت تجعل كل أيامى نورا.. بدعواتها لى كان الصبح هو كل يومى.. لم أعرف ظلام الليل.. أمى لم تكن مجرد أم عادية.. كانت هى الدفء وكانت هى بريق الأمل.. إنها أمى أبدًا لن تموت ولن تغيب.. بل فى عيدها.. أعيد ما كنت أفعله فى هذا اليوم وأقرأ الفاتحة وأتوسل إليها أن تبقى كما هى بالنسبة لى.. تبقى تلك الروح الحانية الدافئة القادرة على احتوائى وعلى تعليمى وعلى إرشادى.. هذه أمى أبدًا لن تغيب.. وأقول فى عيدها إنها منحوتة على جدران قلبى.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة