أكرم القصاص - علا الشافعي

ثقافة الكراهية.. انفجار مفاعل تشرنوبيل ووفاة 8000 آلاف شخص بأوكرانيا

الأحد، 26 أبريل 2015 07:00 م
ثقافة الكراهية.. انفجار مفاعل تشرنوبيل ووفاة 8000 آلاف شخص بأوكرانيا أرشيفية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يوم السبت 26 أبريل 1986 الساعة الواحدة والنصف ليلا شهد مفاعل تشرنوبيل أكبر كارثة نووية عرفها العالم، حيث كان ما يقرب من 200 موظف يعملون فى المفاعلات(3،2،1) بينما كان يتم إجراء تجارب السلامة فى المفاعل 4 فوقع انفجار كبير نجم عن انصهار لب المفاعل نتيجة ارتفاع درجة حرارته بشكل كبير جدا نتجت عن أخطاء تقنية ارتكبها عمال المناوبة الليلة الذين كانوا شبابا لا يملكون خبرة كبيرة ونتج عنه تعطل إحدى المحركات التوربينية وفشل نظام التبريد الخاص بالمفاعل وأدى الانفجار إلى توقف جميع أنظمة التحكم بالمفاعل.

قوة الانفجار نسفت سقف المفاعل الذى يزن 2000 طن من الفولاذ وانطلق ما يوازى 8 طن من الوقود النووى إلى السماء، تدخلت بعدها فرق الإنقاذ لإطفاء الحريق والتى كانت تجهل تسرب مواد خطيرة مثل اليورانيوم والبلوتونيوم والسيزيوم واليود ونتج عنه تعرضهم لمستويات خطيرة من الإشعاع الذى وصل آلاف أضعاف المستوى العادى تسببت فى الأشهر اللاحقة فى وفاة 36 شخصا أغلبهم من عمال الإطفاء وعمال المحطة.

بعد التكتم على الحادث فى اليومين الأوليين أعلن الاتحاد السوفيتى أن منطقة تشرنوبل منطقة منكوبة، وبدأت عمليات إجلاء مئات آلاف السكان من المناطق المحيطة بالمفاعل، وقد جند أمهر الخبراء والمختصين فى المجال النووى لدى السوفيتيين لتقليل خطر الانبعاثات الإشعاعية واستمرت عمليات مكافحة الحرائق وتخفيض درجة الإشعاع لمدة 10 أيام ونصح الخبراء باستعمال الرمال والطين ومواد أخرى منها الرصاص لإطفاء الحريق وتخفيف مستويات الإشعاع، حيث تم رميها من المروحيات، والتى خاطر من كانوا على متنها بحياتهم لإنقاذ حياة الملايين.

وكان انبعاث المواد المشعة التى عادل تأثيرها ما لا يقل عن 200 قنبلة كتلك التى ألقيت على مدينة هيروشيما سببا فى تلوث أجواء جزء كبير من أوروبا بالإشعاعات، لا سيما أوكرانيا، بيلاروسيا، روسيا، ألمانيا وحتى السويد.

بعد نجاح عملية التحكم فى الحرائق تنبه الخبراء إلى أن هناك خطر وشيك آخر وهو تسرب المادة المنصهرة المشعة إلى التربة ونهر دنيبر ما كان سيحدث كارثة حقيقة، لأن النهر كان يمول ملايين السكان بالمياه الصالحة للشرب إضافة إلى إمكانية وصول الإشعاع إلى المياه الجوفية ما يعنى كارثة أخرى تستمر لمئات السنين، لذلك تم اللجوء إلى بناء غرفة من الخرسانة المسلحة تحت المفاعل لمحاصرة صهارة المواد المتفاعلة المشعة بدرجة خطيرة ومنعها من التسرب إلى باطن التربة وتشييد غلاف خرسانى من 700 ألف طن من الحديد الصلب والأسمنت حول المفاعل بغرض أحكام الاغلاق على حوالى 200 طن من خليط الوقود المشع والأسمنت والرمال التى انصهرت.

حشد حوالى 600 ألف شخص من كل الأنحاء أغلبهم كان من أفراد الجيش بالإضافة إلى قوات الإطفاء والدفاع المدنى وعمال المناجم شاركوا فى عمليات إطفاء الحرائق وإزالة مخلفات الانفجار التى كانت مشبعة بالإشعاع إضافة إلى إخلاء المدن المجاورة وقتل كل الحيوانات بعد إصابتها بالإشعاع.
أدى الحادث وما نجم عن الإشعاعات إلى وفاة حوالى 2000 شخص حسب أرقام الاتحاد السوفيتى و8000 آلاف حسبما صرحت به أوكرانيا بعد انفصالها وذلك فى الأشهر والأعوام التى تلت الحادثة، إضافة إلى إصابة مئات الآلاف بالإشعاعات بدرجات متفاوتة ما سبب للكثير منهم الأمراض خصوصا السرطان والإعاقات والتشوهات وبلغت الخسائر المادية أكثر من ثلاثه مليارات دولار إضافة إلى تهجير أكثر من 200 ألف ساكن وتحول مدينتى شرنوبيل وبرايبت إلى مدن أشباح.


موضوعات متعلقة..
أوكرانيا تنفق أكثر من 66 مليون دولار سنويا على مفاعل تشيرنوبل النووى








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة