أكرم القصاص - علا الشافعي

د. عبد الجواد حجاب يكتب: وجاءت الرياح بما لا تشتهى السفن

الثلاثاء، 23 يونيو 2015 12:02 م
د. عبد الجواد حجاب يكتب: وجاءت الرياح بما لا تشتهى السفن إحدى مظاهرات 25 يناير -أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لوثة طمع أصابت حكامنا فى نهاية القرن العشرين وبدايات القرن الواحد والعشرين هذه اللوثة تبدو وكأنها أمر مدروس ومتفق عليه فى عدة دول وهى تونس وليبيا ومصر واليمن والعراق وسوريا.

فى سوريا نجح حافظ الأسد الأب فى تثبيت توريث الحكم لابنه بشار بطريقة مسرحية بعد فترة طويلة من حكم غير رشيد يميل إلى القمع والاستبداد. وكان مرور التجربة بنجاح مشجعًا لغيره من الحكام العرب لتشغيل نفس العجلة الشيطانية فى بلادهم.

بعد فترات حكم طويلة تخالف منطق الحكم الجمهورى وتخالف منطق تداول السلطة منهم من ظل فى الحكم ثلاثين عامًا ومنهم أقل ومنهم أكثر. صدام بدأ تجهيز ابنه عدى والقذافى بدأ تجهيز ابنه سيف الإسلام وعلى عبد الله صالح بدأ تجهيز ابنه أحمد وحسنى مبارك بدأ تجهيز ابنه جمال. الحكم الجمهورى يكاد يتحول إلى حكم ملكى من نوع خاص يمكن أن نسميه حكمًا جمهوركيًا.

أرادوها جمهوركيات مثلا جمهوركية العراق وجمهوركية اليمن وجماهيركية ليبيا وهكذا. الأدهى أنهم خططوا لتحويل جيوشهم إلى جيش عائلة مثل جيش القذافى أو إلى جيش قبيلة مثل جيش على عبد الله صالح أو جيش طائفة مثل جيش العلويين فى سوريا وهكذا.

تمرير هذه المخططات الشيطانية دفع هؤلاء الحكام للارتماء فى أحضان الدول الكبرى وأحضان الصهيونية والصليبية الدولية لدرجة أثارت اشمئزاز شعوبهم فعقدوا الصفقات منها ما هو معلن ومنها ما هو سرى وهربوا الأموال إلى بنوك خارجية والتى وصلت إلى مليارات.

وجاءت الرياح بما لا تشتهى السفن وقامت ثورة تونس الشعبية وفر على عبد الله صالح إلى خارج البلاد وقامت ثورة مصر فى 25 يناير وتنحى الرئيس وسلم إدارة البلاد للمجلس العسكرى وقامت ثورة سوريا وتحولت إلى صراع مسلح دخل السنة الرابعة وقامت ثورة ليبيا ومات القذافى قتلا برصاصة أحد الثوار وقامت ثورة اليمن وتنحى على عبد الله صالح.

دخلت بلاد الثورات فى مسلسل عنف رهيب تطور إلى حروب أهلية مدمرة وتداخلات إقليمية مرتبكة جدًا ولعبت الصهيونية والصليبية لعبتها المخطط لها لخلق فوضى سموها خلاقة وماهى إلا حلقة من حلقات حروب الجيل الرابع حيث تدمر الدولة نفسها أى تدمير ذاتى.

فى مصر ظل مبارك 30 سنة فى الحكم وأعد المسرح لصعود ابنه إلى سدة السلطة وقامت الثورة وتسلم مقاليد إدارة البلاد المجلس الأعلى للقوات المسلحة وعلى رأسه بطل مصرى يتميز بالشرف والوطنية على رأس جيش وطنى جنوده وضباطه من أفراد كل بيت فى مصر جيش ولاؤه لمصر فقط ليس لعائلة أو قبيلة أو طائفة.

أجرى انتخابات حرة ونزيهة شهد لها العالم كله وأخذ البلاد فى هدوء فى مرحلة انتقالية ووفى بوعده وسلم السلطة للمدنيين لاستكمال المسيرة. وشاء السميع العليم أن يكون لنا موعد مع نكبة أخرى صنعتها النخب السياسية والإعلامية والحزبية المتصارعة بعنف على السلطة. أفقدونا بوصلة الديمقراطية التشاركية أفقدونا روح التوافق مع الإصرار على حوار الطرشان. كلهم ارتكبوا الخطيئة تلو الأخرى فثار الشعب مرة أخرى وكان لزامًا وضروريًا أن يتدخل شرفاء الوطن ويقفوا مع الشعب ويفرضوا خارطة طريق جديدة.

ومرة أخرى تنجو أرض مصر كنانة الله فى الأرض من الوقوع فى مستنقع الفتنة والحرب الأهلية التى أصابت كل الدول الأخرى بالدمار المستمر حتى اليوم.

اليوم رزقنا الله برئيس منتخب والشعب يلتف حوله ويرى فيه خلاصه وتحقيق أحلامه فى حكم رشيد ولدينا دستور ممتاز يحتاج إلى تفعيل وأمامنا مهمة انتخاب برلمان يمثل الشعب وإجراء انتخابات محلية لتدور عجلة الاقتصاد والتوجه نحو تنفيذ مبادئ ثورة الشعب فى 1952م وفى 25 يناير 2011م وفى 30 يونيو 2013م.

وشهر رمضان المبارك فرصة للجميع بلا استثناء أو إقصاء للمراجعة وتصويب كل المسارات والانطلاق إلى مصالحة شاملة على مائدة حوار وطنية ومداواة الجراح والاستفادة من دروس السنوات الماضية لصنع مصر المستقبل مصر الحديثة والقوية.

الشعب لايطلب لبن العصفور الشعب لا يحلم إلا بالحكم الرشيد وتطبيق مبادئ الحوكمة والجيش لا يطمع فى سلطة ولا هم له إلا مصر الحديثة والقوية الجيش لا هم له إلا الشعب الذى يحلم بالعدالة والكرامة.

حفظ الله مصر.. حفظ الله شعب مصر.. حفظ الله جيش مصر.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة