أكرم القصاص - علا الشافعي

آلية الإشراف على البرنامج النووى ورفع العقوبات عقبات أمام الاتفاق..

المفاوضات النووية تسعى للتوفيق بين شروط غربية وخطوط حمراء إيرانية

الأحد، 28 يونيو 2015 12:02 م
المفاوضات النووية تسعى للتوفيق بين شروط غربية وخطوط حمراء إيرانية جانب من المحادثات النووية الإيرانية - أرشيفية
كتبت إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تدخل المفاوضات حول الملف النووى الإيرانى، اليوم الأحد، مرحلة "دقيقة" قبل 3 أيام من موعد انتهاء المهلة المحددة للتوصل إلى اتفاق تاريخى بشأن هذه الأزمة التى تسمم العلاقات الدولية منذ 12 عاما.

وقد توافق وزيرى الخارجية الأمريكى جون كيرى والإيرانى محمد جواد ظريف اللذين استهلا السبت فى فيينا هذه الجولة الأخيرة من المفاوضات الماراثونية بلقاء، على نقطة وهى أنه ما زال هناك "الكثير من العمل الشاق" الواجب القيام به.

وتريد الدول الكبرى فى مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، بريطانيا، روسيا، الصين، فرنسا والمانيا) التأكد من أن البرنامج النووى الإيرانى لا يخفى مآرب عسكرية ولا يمكن أن يؤدى إلى القنبلة الذرية، مقابل رفع العقوبات الدولية التى تخنق اقتصاد إيران.

لكن بعد سنوات طوال من التوتر وعشرين شهرا من المحادثات المكثفة وبالرغم من ابرام اتفاق اطار فى لوزان فى أبريل الماضى، فإن المواقف تبدو إلى الآن جد متباعدة حول نقاط عدة أساسية.

وقال دبلوماسى غربى "دخلنا الآن فى المرحلة الدقيقة"، مضيفا "اصبحت الاجواء اكثر توترا فى الأيام الأخيرة، لكن ذلك كان متوقعا".

لكن حتى وإن توافقت الأطراف على القول بأن المحادثات يمكن أن تتجاوز الموعد الأقصى المحدد مبدئيا بيوم الثلاثاء 30 يونيو، فلم يعد هناك سوى أيام معدودة للتوفيق بين "الشروط" التى طرحتها القوى العظمى و"الخطوط الحمر" التى وضعتها ايران.

وزير خارجية فرنسا يضع 3 شروط للاتفاق


وجدد وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس الذى وصل أمس، السبت إلى فيينا التأكيد على "ثلاثة شروط لازمة على الأقل" للتوصل إلى اتفاق.

وهى الحد من القدرات النووية الايرانية بشكل دائم فى مجالى الأبحاث والإنتاج، وعودة تلقائية إلى العقوبات فى حال انتهاك إيران لالتزاماتها وعمليات تفتيش "صارمة" للمواقع الإيرانية "بما فيها العسكرية عند الضرورة".

إيران تضع خطوط حمراء


لكن المرشد الأعلى لجمهورية ايران الإسلامية آية الله على خامنئى الذى تعود إليه الكلمة الفصل فى الملف النووى، كرر مطلع الاسبوع رفضه لاى عملية تفتيش للمواقع العسكرية التى يعتبرها "خطا أحمر" غير قابل للتفاوض بنظره.

وأكد خامنئى ايضا عدم قبولها بـ"الحد لفترة طويلة" للبرنامج النووى فيما ترغب الدول الكبرى بحده لمدة عشر سنوات على الأقل، وذكر ظريف من جهته بالمطلب الإيرانى الرئيسى وهو "رفع كافة العقوبات" المفروضة على بلاده.

إلا أن طهران ترغب فى رفع العقوبات دفعة واحدة فور البدء بتطبيق اتفاق فيما تريد الدول الكبرى رفعها تدريجيا وبشكل قابل للعودة اليها.

وستنضم إلى المفاوضات اليوم، الاحد وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى فديريكا موجرينى فيما ينتظر وصول الوزراء الآخرين فى مجموعة 5+1 فى الايام المقبلة.

والتوصل إلى اتفاق سيكون الخطوة الاولى لمصالحة ممكنة بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة بعد قطيعة استمرت 35 عاما. وسيفتح الطريق امام تعاون لمواجهة حالة الفوضى فى سوريا والعراق وفى بلدان أخرى، فيما يخيف تنامى النفوذ الإيرانى القوى السنية فى المنطقة وإسرائيل.

وسيكون لمثل هذا الاتفاق وقع على السوق العالمى للطاقة من خلال تحرير الاحتياطات الإيرانية الهائلة من المحروقات.

وستستمر المحادثات 3 أيام حتى وإن لم يبق الوزراء حكما بشكل متواصل. وقال دبلوماسى غربى "سيكون أمامنا أيام وليال متوترة ومعقدة. وسيتوجب الكثير من الهدوء والدم البارد".

وقد أبرمت مجموعة 5+1 وإيران فى نوفمبر 2013 اتفاقا مرحليا جدد مرتين، كما توصلتا بصعوبة فى أبريل الماضى إلى تحديد إطر اتفاق نهائى تاريخى محتمل فى لوزان.

لكن كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجى اعتبر أن "بعض الدول فى مجموعة خمسة زائد واحد" قد غيرت موقفها منذ ذلك الحين "ما يعقد المهمة بعض الشىء".

رفع العقوبات وآلية الإشراف على النووى الإيرانى عقبة أمام الاتفاق


ووفقا لوكالة رويترز، فإن العقبة الأساسية الآن هى آلية الإشراف على البرنامج النووى ورفع العقوبات، على بلد يعانى اقتصادها منذ عشر سنوات من العقوبات الدولية الاقتصادية والتجارية، وترغب طهران فى رفع كافة العقوبات بسرعة كبيرة بعد التوقيع على اتفاق.

وأعلن المرشد الاعلى لجمهورية إيران الإسلامية اية الله على خامنئى الذى له كلمة الفصل فى الملف النووى "إن كافة العقوبات الاقتصادية، المالية والمصرفية، أكانت عقوبات مجلس الامن الدولى أو الكونغرس والحكومة الأمريكيين، يجب أن تلغى على الفور عند توقيع الاتفاق كما يتوجب رفع العقوبات الاخرى فى مهل زمنية معقولة.

لكن الدول الكبرى تريد رفعا تدريجيا على مراحل تبعا للخطوات التى تقوم بها إيران، وتعتبر مصادر عدة أن اول رفع كبير للعقوبات لن يتم قبل أشهر عدة. كما أنها كررت طهران مرات عدة فى الاسابيع الاخيرة انها ترفض تفتيش مواقعها العسكرية من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية لأسباب تتعلق بالسيادة.

وفى حال التوصل لاتفاق فإن هناك آلية تسمح بإعادة فرض العقوبات تلقائيا إذا لم تحترم إيران التزاماتها. وقال مصدر غربى "هناك توافق بين الدول الست (الكبرى) حول هذه المسألة". وكان الروس متحفظين فى البداية. لكن ايران ترفض مبدأ العودة تلقائيا.

وتريد القوى العظمى الحد من البرنامج النووى الايرانى خلال عشر سنوات على الاقل أو حتى اكثر.وقال آية الله على خامنئى مطلع الاسبوع "خلافا لإصرار الأمريكيين اننا لا نقبل بالحد لفترة طويلة من 10 و12 عاما وقلنا لهم كم من السنوات نحن مستعدين للحد".

وينص الاتفاق الاطار الذى ابرم فى لوزان فى ابريل الماضى على حد برنامج تخصيب اليورانيوم الايرانى خلال فترة عشر سنوات.وشدد خامنئى ايضا على استمرار البحث والتطوير خلال هذه المدة.

فينا ينتظر الشعب الإيرانى والعالم ويترقب ما ستؤول إليه الساعات المقبلة من المفاوضات المكثفة فى فيينا.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة