بالصور.. أسرة تتهم مستشفى السكة الحديد بقتل ابنها إكلينيكيا.. الوالد: "ابنى دخل لإجراء عملية بواسير فأصيب بغيبوبة منذ 6 أيام بسبب خطأ طبيب التخدير".. والمستشفى يؤكد: "لسه بنبحث السبب ومش ساكتين"

شقيق الضحية يؤكد: "حررنا محضر جنح الأزبكية ضد المستشفى عندما اكتشفنا ضحك الأطباء علينا"

المستشفى يرد: "المريض تعرض لنقص أكسجين بعد العملية ونبحث السبب ومن الوارد أن يكون طبيب التخدير أخطأ"

هل تتخيل أن مواطنًا دخل مستشفى على قدميه من أجل إجراء عملية جراحية بسيطة "بواسير" وبعدها يدخل فى غيبوبة تامة منذ الاثنين الماضى.. ولا يحرك أى ساكن.. بين الحياة والموت.. يصف الأطباء حالته بالموت الإكلينيكى، وهذا يحدث من يوم لآخر فى مستشفيات مصر، واليوم حدث فى مستشفى السكة الحديد مع شاب فى بداية الثلاثينيات من عمره من أسرة بسيطة.

إبراهيم سلامة، 30 عامًا، فنى صيانة فى ورش السكة الحديد بمنطقة الفرز بالقاهرة، كان مصابًا ببعض الالتهابات فى الأوعية الشرجية "بواسير".. توجه إلى مستشفى السكة الحديد الكائن برمسيس المختص بعلاج العاملين بالسكة الحديد يشكون فيه آلام البواسير، ونصحه الأطباء بالمستشفى بإجراء عملية البواسير لوقف آلامه، وبالفعل نزل على نصيحتهم، وقرر إجراء عملية البواسير.

الوالد يحكى المأساة

يحكى والده سلامة يوسف مأساة ابنه لـ"اليوم السابع" قائلا: "ابنى دخل المستشفى على رجليه عشان يعمل عملية البواسير اللى مفروض مبتخدشى أكثر من دقائق.. ودلوقتى بين الحياة والموت.. فى غيبوبة كاملة منذ إجراء العملية الثلاثاء الماضى.. متركب له أجهزة تنفس صناعى من ساعة فقده الوعى بعد العملية.. حالته بتدهور يومًا بعد يوم والأطباء بالمستشفى بيضحكوا علينا وكل يوم بيقولوا لنا حالته هتتحسن.. بس مفيش حاجة اتحسنت.. فيه أطباء قالوا لنا ده يعتبر مات إكلينيكيا".

وأضاف الحاج يوسف: "ابنى كان داخل يعمل عملية بسيطة ودلوقتى بين الحياة والموت.. ولما سألت الدكاترة ليه حالة ابنى مش بتتحسن قالوا لى حالته حرجة.. ادعوا له ربنا يشفيه"، مستطردًا: "لما سألت بعض الدكاترة بالمستشفى فهمت أن اللى حصل لابنى سببه طيب التخدير.. طبيب التخدير خدّر ابنى كليا والمفروض كان يعطيه بنج نصفى وليس كلى.. ابنى دخل المستشفى يوم الاثنين الماضى وتم حجزه من أجل إجراء العملية الثلاثاء".

ابنه فاقد الوعى منذ إجراء العملية

وتابع الحاج يوسف: "ابنى دخل العملية الساعة 1.30 بعد ظهر الثلاثاء.. وبعد ساعة ونصف خرج من غرفة العمليات رغم أن هذه العملية مفترض متخدشى أكثر من دقائق.. ومن يومها وابنى فاقد الوعى ودلوقتى بقى بيجى له حالة تشنجات بس هو مش واعى بأى حاجة.. والأطباء بيعطوه مهدئات عشان حالة التشنجات دى.. الأطباء قالوا لى عضلة القلب واقفة عن العمل.. أنا مش عاوز حاجة من المستشفى غير أن ابنى يرجع لى.. أنا رجل عندى السكر ومش حمل البهدلة ومعرفشى حد من المسئولين".

محضر ضد إهمال المستشفى

واستطرد أحمد سلامة شقيق المريض: "الدكاترة مفيش على لسانهم غير ادعو له.. وكل يوم يقولوا لنا أنه هيتحسن بس مفيش تحسن.. ولما لقيناهم بيضحكوا علينا رحنا عملنا محضر فى قسم الأزبكية ضد إدارة المستشفى وطيب العمليات وطبيب التخدير"، لافتًا إلى أنهم حرروا مضر بالقسم برقم 12923 جنج الأزبكية فجر يوم 29 أغسطس الجارى ضد إهمال المستشفى وطبيب الجراحة الذى أجرى العملية وخطأ طبيب التخدير.

حالته فى تدهور مستمر

وأكد جمعة أبو سريع، زوج شقيقة المريض، أن حالة شقيق زوجته فى تدهور مستمر، وأنه يعيش على جهاز تنفس صناعى منذ خروجه من العملية، مستطردًا: "كل لما نروح نقابل مدير المستشفى يسبنا خارج مكتبه وفى الآخر يخرّج لنا طبيب يقول لنا نفس الكلام اللى بتقوله لنا الأطباء كل يوم وأن حالته هتتحسن ومفيش تحسن.. وإحنا مش عارفين نعمل إيه عشان ننقذه".

فيما رد الدكتور عبد الرحمن السقا، رئيس المركز الطبى لشركة سكك حديد مصر المملوكة لهيئة السكة الحديد، والمسئولة عن إدارة مستشفيات السكة الحديد: "إبراهيم أجرى العملية وبعدها حدث له نقص أكسجين بالمخ تزامن معه توقف عضلة القلب وهذا سبب تدهور حالته بهذا الشكل"، لافتًا إلى أن نقص الأكسجين يرجع إما لتوقف عضلة القلب أو لوقوع خطأ من طبيب التخدير.

وأوضح السقا الذى التقيناه بعد مقابلة أسرة المريض داخل المستشفى لـ"اليوم السابع": "نقص الأكسجين بالمخ مرتبط بعضلة القلب.. فلو حدث نقص للأكسجين تتوقف عضلة القلب والعكس.. لكن إذا نقص الأكسجين الذى يتبعه توقف عضلة القلب هنا ممكن تكون المشكلة بسبب التخدير أما إذا توقفت عضلة القلب وتبعها نقص الاكسجين هذا يكون لسبب لا علاقة للمستشفى به.. وإحنا لسه بنبحث السبب ومش ساكتين".

وأكمل السقا: "أنا حاسم مع الأطباء اللى بيشتغلوا معايا ولو ثبت أن فيه طبيب أخطأ بحولّه للنيابة العامة.. إحنا لسه بنحاول نعرف السبب.. ومن الوارد أن يكون طبيب التخدير أخطأ.. نحن كأطباء نتعامل مع شىء من صنع ربنا فمن الوارد حدوث الخطأ مهما كانت كفاءة الطبيب.. أنا يوم إجراء العملية لما عرفت باللى حصل جيت المستشفى ومروحتش إلا الساعة 12 منتصف الليل بعدما اطمأننت إلى استقرار حالة المريض.. وجبت أكثر من طيب من خارج المستشفى بينهم أطباء مخ وأعصاب يكشفوا عليه".

مدير المستشىفى: "رابطين يديه بالسرير بسبب حالة تشنجات

وبعدما أنهى "اليوم السابع" الحديث مع رئيس المركز الطبى لسكك حديد مصر، طلبنا رؤية المريض الذى يرقد داخل غرفة العناية المركزة بالمستشفى، وبالفعل وافق مدير المركز الطبى وطلب من الدكتور محمد سعيد، مدير المستشفى، مرافقتنا.. وعندما طالعنا المريض وجدناه فاقدًا للوعى وموضوع على جهاز تنفس صناعى مربوط اليدين بالسرير.. وعندما سألنا مدير المستشفى عن سبب ربط يديه بالسرير أجاب أن ذلك بسبب حدوث تشجنات له وأنه من الممكن أن يسحب أجهزة التنفس بيديه ويصيب نفسه وهو لا يشعر.