دائما ما ارتبط اسم بورسعيد فى وجداننا بالمقاومة والشجاعة والجسارة، حيث استطاع أهالى بور سعيد أن يواجهوا العدوان الثلاثى الذى شنته إنجلترا وفرنسا وإسرائيل بعد إعلان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قرار تأميم قناة السويس، ولم تكن مقاومتهم مقتصرة على قتل الجنود أو تحرير الأرض، ولكن كانت لحفظ التراث الثقافى للمدينة وكانت وسيلتهم فى تحقيق هذا الغرض هى أغانى الضمة والتى كانت الكلمة التى توحدهم والتى تعبر عن مشاعرهم وأحلامهم وطموحاتهم.
أغانى الضمة هى نوع من الغناء الشعبى الذى ازدهر فى مدينة بورسعيد الباسلة، ليؤكد قدرة هذه المدينة على إنتاج إبداع شعبى يحمل خصوصية وملامح بيئته، حسبما أكد د.محمد شبانة فى كتابه "أغانى الضمة.. فى بورسعيد" والذى صدر مؤخرًا ضمن سلسلة "الدراسات الشعبية" التى تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة.
وفى البداية كانت هذه الأغانى هى الوسيلة التى تجمع عمال التراحيل الذين يقومون بحفر قناة السويس مع بعضهم لبعض، حيث تم جمع هؤلاء العمال من جميع محافظات مصر وكانوا بعد انتهاء عملهم فى حفر قناة السويس يجتمعون ليتسامروا ويتغنون لمواجهة الغربة والوحدة التى يعانون منها فى عملهم بالقناة، ولذلك نشأت أغانى ضمة تخص الصعايدة وأغانى تخص القادمين من الشرقية وأخرى تخص وجه بحرى وغيرها.
وشملت أغانى الضمة مواضيع مختلفة منها غناء أهالى بورسعيد لقناة السويس مثل "عدى القنال عدى وفى الإسماعيلية هدى - عدى القنال عدى وفى بورسعيد هدى - عدى القنال عدى وفى السويس هدى -وينازل الميناء بالرقص هتجينا".
وكذلك احتوت أغانى الضمة أشعار رومانسية مثل "والنبى يا غزال حوش طرف الشال يُطرُف عينى - ده حرير فى حرير م النسمة يطير - عينى يا عينى على طرف الشال - بيحرك قلبى فى غمضة عين - والنبى يا غزال - حوش طرف الشال يشبُك فيّا - ده أنا دوبت خلاص مابقاش فيّا - ولا كان ع البال ولا فى النيّة - يتعلّق قلبى ف طرف الشال - ارحم يا غزال"
ومن الأغانى الخاصة بوجه بحرى والتى تضمنت شعبيات الضمة أغنية "هيلا هيلا يالا وهيلا هيلا هيلا هو – رميت الشبكة فى المية باسم الرحمن – انتى سمكة عاصية انا هجيبها وتعدى بحور والله ما سيبها- فى بلدنا الحلوة نصطادها هيلا هيلا يا لا وهيلا هيلا هيلا هو – صياد وطول عمرى بصيد ورميت الشبكة فى المية والخير بيزيد – بتظن السمكة عمرى ما صيدها ويمين بالله لازم أصيدها هيلا هيلا يالا وهيلا هيلا هيلا هو"
واستوحى الكثير من المطربين فى وقتنا هذا بعض أغنياتهم من التراث الشعبى للضمة حيث قام منير بتقديم أغنية "يا لالى" وهى مقتبسة من أغنية "أه يا لالى" والتى قدمها الريس محسن العشرى، وكذلك قدم فريق "وسط البلد" أغنية "أه يا لالالى" بتوزيع جديد وأداء مختلف عن الأغنية الأصلية.
ويصاحب أغانى "الضمة" فى العادة عروض راقصة ولعب بالعصا أوالسكاكين، وكانت الضمة فى البداية فنًا للرجال لا تشارك فيه النساء أو الأطفال، أما الآن فتغير الوضع وأصبحوا يشاركون بحرية.
"الضمة" غناها عمال التراحيل فى حفر قناة السويس.. والبورسعيدية واجهوا بها الاستعمار وحافظوا على تراثهم.. ومحمد منير وفريق وسط البلد يقتبسون أغنية "يا لالى" للريس محسن العشرى من شعبيات المدينة الباسلة
الأربعاء، 05 أغسطس 2015 07:05 م
محمد منير
كتبت أسماء مأمون
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة