وأضاف الرئيس التنفيذى لشركة الجرافات البحرية الوطنية الإماراتية، فى حواره مع "اليوم السابع"، أن منطقة قناة السويس ستصبح جزءاً من مشهد اقتصادى متكامل ومتطور يدعم مختلف القطاعات القائمة، كما أنها ستلعب دوراً أعمق فى التنمية المستدامة وتحويل منطقة القناة إلى واحدة من أهم المناطق الجغرافية فى مصر واحد أهم مراكز توليد الدخل المصرى إذا تم استغلال الفرص الكامنة التى يمكن أن يطرحها المشروع على مصر.
وأشار إلى أن الحكومة المصرية وفرت كل الدعم والتسهيلات المطلوبة لسرعة تنفيذ المشروع، لافتا إلى أن عدد العمالة التى استخدمها التحالف تخطت أكثر من 2000 عامل من 57 جنسية منهم 30% مصريين ولم تكن هناك أية مشكلات فى توفير العمالة أو أى مخاطر والمشروع مر بسلاسه، كما أن العامل المصرى أدى عمله خلال فترة الحفر فى القناة على أعلى المستويات وللمزيد من التفاصيل من خلال نص الحوار التالى:
-بداية هل مشروع قناة السويس الجديدة أول تحالف للشركة؟
بداية أريد أن أنوه إلى أن قناة السويس الجديدة لم يسبق لها مثيل، وأكدت أن مصر قادرة على تحقيق أحلامها بعزيمة وإصرار بأيدى أبنائها، والشركة أقامت تحالفات فى مشروعات من قبل، ولكن لم تكن بهذه الضخامة وحجم الأعمال المطلوب تنفيذه فى وقت قياسى.
-هل هناك مشروعات للشركة قريبا فى مصر؟
ننتظر إعلان الحكومة المصرية عن طرح 3 مشروعات أخرى ودعوتنا للمناقصة.
-ماذا عن الخطوات التى اتبعتها الشركة لبداية العمل بعد الفوز بمناقصة الحفر؟
بعد فوز الشركة بالمناقصة أول شىء ورد الأذهان هو الإصرار على تنفيذ هذا المشروع العملاق لذلك أعددنا خطة عمل شاملة تقوم على عدد من المحاور المتوازية التى تسير معا فى نفس الوقت، حيث عكف القائمون على دراسة المخطط العام لتنفيذ المشروع وتحويله إلى خطط تشغيلية تشمل معدلات الأداء والتنفيذ اليومية والأسبوعية والشهرية ومراحل الإنجاز والتوقيتات المستهدفة للانتهاء من المشروع ضمن المدة الزمنية المحددة.
-وكيف جاءت فكرة تحالف التحدى للقيام بأعمال تجريف القناة؟
ضمن محاور خطة العمل الشاملة كنا نعمل على تحديد أعداد الجرافات والمعدات والآلات المطلوبة ونوعياتها بما يسمح بتنفيذ المخطط العام والخطط التشغيلية، لذلك جاءت فكرة التنسيق مع الشركات العالمية، نظرا لضخامة المشروع وحجم الأعمال المطلوبة والوقت القصير المتاح، تم التوصل إلى اتفاق مع أكبر ثلاث شركات على مستوى العالم اثنتين منهم من هولندا وواحدة من بلجيكا.
-وماذا بعد توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى باختصار المدة الزمنية إلى سنة؟
اختصار المشروع من ثلاث سنوات إلى سنة كان بمثابة إنجاز وحلم، فتم الاتفاق مع الشركات تحالف التحدى بتأسيس المجلس التنفيذى والإشرافى من ممثلى شركات التحالف بقيادة الجرافات الإماراتية وتحديد اختصاصات المجلس والصلاحيات المطلوبة لاتخاذ القرارات والتعامل مع التحديات التى تعترض تنفيذ المشروع والعمل على تجاوزها بالتنسيق مع قيادات هيئة قناة السويس.
-هل وجدتم الدعم والتسهيلات المطلوبة لسرعة تحقيق هذا الحلم؟
بالفعل بعد إرساء العقد بدأ التحالف على الفور فى تحريك الكراكات والمعدات الثقيلة فى خطوة استباقية لتوفير الوقت بالتوازى مع حركة دخول الجرافات من مختلف أنحاء العالم ونقلها إلى مكان الحفر فى وقت قياسى، وهنا وجدنا دعما كبيرا من قبل هيئة قناة السويس فيما يتعلق بالمستخلصات الجمركية وتسهيل المعاملات خاصة فى الأعمال الإدارية لسرعة تحقيق الهدف المطلوب.
-وماذا عن المخاطر التى واجهتكم خلال أعمال الحفر؟
لم تكن هناك مخاطر والشركة قبل أن تبدأ أعمال الحفر وضعت دراسة شاملة لتحديد المخاطر المرتقبة مع تنفيذ المشروع وكيفية تجنبها والحد من آثار أى خطر محتمل قد يقع بجانب وضع خطة طوارئ وخطط بديلة لكل مرحلة من مراحل التنفيذ.
-كم عدد المعدات والآلات المستخدمة فى المشروع؟
عملت على تنفيذ المشروع 26 جرافة بحرية وأكثر من 40 آلة رئيسية مساندة كانت جميعها تعمل فى ذات الوقت وعلى مدار الساعة ولذلك خلال مدة قياسية باشرنا أعمال المشروع لتحقيق هذا الإنجاز الذى سيترك بصماته على مصر والعالم لأجيال قادمة.
-ماذا عن المعدلات الدقيقة للحفر والتجريف وساعات العمل وغيرها؟
الطولى الكلى للقناة الجديدة 35 كيلو مترا ومتوسط عرض القناة 317 مترا وعمق 24 مترا، ومعدل كمية الرمال التى تم تجريفها يوميا 843.400 متر مكعب وبلغت أعلى كمية تجريف يوميا للرمال 1.480،83 متر معكب فى 3 يونيو 2015 و23،643،690 شهريا فيما بلغ معدل أعلى كمية رمال تم تجريفها 38،442،545 متر مكعب فى مايو 2015، وتجاوزت كمية التجريف الإجمالية 200 مليون متر مكعب وبلغ عدد ساعات العمل الكلى لكل العاملين 4،146،115 ساعة.
-إذا ما هى أبرز التحديات التى واجتهكم لإنجاز تلك الأعمال؟
كمية الأعمال المطلوب تنفيذها فى خلال تلك المدة كما واجهنا تحديات فنية حيث إن المشروع يمر بمناطق مختلفة تمر عبرها خدمات وطرقات وتمديدات لكن أريد أن أنوه إلى أن الإدارة الهندسية بالقوات المسلحة كان لها جهود كبيرة فى تجنب أى أعمال تأخير وبجانب ذلك واجهنا تحديات إدارية ولوجستية أهمها توفير الإقامة والسكن والإعاشة لأعداد كبيرة من العمال.
-هل وجدت مشاكل فى توفير الوقود لكل هذه المعدات الضخمة؟
بالفعل توفير الوقود من التحديات الكبيرة ولكن تجاوزنا ذلك بالتنسيق مع هيئة قناة السويس وفرت شركات وزارة البترول احتياجات الوقود للعدد الكبير من الكراكات والمراكب والمعدات وغيرها حيث تأمين السولار والزيوت والسولار بجانب استخدام مراكب صهاريج المياه التابعة للهيئة فى تزويد كافة الكراكات بالمياه.
-كم عدد العمالة التى استخدمها التحالف خلال أعمال الحفر؟
التحالف استخدم خلال فتره أعمالها 2000 عامل من 57 جنسية منهم 30% مصريون، لافتا إلى أنه لم تكن هناك أى مشكلات فى توفير العمالة ولم يكن هناك أى مخاطر والمشروع مر بسلاسة، كما أن العامل المصرى أدى عمله خلال فترة الحفر فى القناة على أعلى المستويات.
-ماذا عن التنسيق مع وزارة الصحة؟
نسقنا مع وزارة الصحة على توفير نقاط إسعاف متنقلة بين مواقع العمل على مدار اليوم مع فرق طوارئ بمواقع العمل ووضع طائرات إسعاف جوى على أهبة الاستعداد للتعامل مع أية حالات طارئة تستدعى النقل إلى المستشفيات المتخصصة فى حالة عدم توافر الإمكانيات فى مواقع العمل وأريد أن أنوه إلى أن كان هناك تنسيق كبير مع كل الأجهزه الأمنية من قوات مسلحة وحرس حدود وشرطة.
-كيف ترى أهمية قناة السويس الجديدة وكيف تقيمون مشاركتكم فى المشروع؟
قناة السويس الجديدة ستكون بمثابة ازدهار الاقتصاد المصرى من خلال مضاعفة الدخل التجارى للدولة إضافة إلى منطقة قناة السويس ستصبح جزءًا من مشهد اقتصادى متكامل ومتطور يدعم مختلف القطاعات القائمة ولكن فيما يخص مشاركتنا فالشركة أنجزت مشاريع تتسم بالضخامة إلا أننا وجدنا فى مشروع قناة السويس رغم التحديات فرصة للتفوق وإثبات قدراتنا والعمل على إيجاد جلول مبتكرة، كما أن ما يميز هذا المشروع هو اختلاف نوعية الرمال وهو ما استدعى تنسيقا لوجستيا كبيرا من حيث استخدام أنواع متعددة من الكراكات.
-كيف ترى المكاسب الاقتصادية التى سوف تترتب على حفر قناة السويس الجديدة؟
هناك مكاسب اقتصادية ضخمة للاقتصاد المصرى لاشك فى ذلك سوف تسهم فى زيادة حصيلة الدولة من النقد الأجنبى وتساعد على تنوع مصادر الدخل وتوفير المزيد من فرص العمل إضافة إلى زيادة إيرادات قناة السويس ولكن الإسهام الحقيقى يتمثل فى أن تلعب القناة دورا أعمق فى التنمية المستدامة وتحويل منطقة القناة إلى واحدة من أهم المناطق الجغرافية فى مصر وأحد أهم مراكز توليد الدخل المصرى إذا تم استغلال الفرص الكامنة التى يمكن أن يطرحها المشروع على مصر.
-ما الرسالة التى تريد توجيهها للشعب المصرى بعد افتتاح قناة السويس؟
الرسالة واضحة أن مصر قادرة على استكمال مسيرة التطوير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة