أكرم القصاص - علا الشافعي

"عرائس المولد" تهرب ليلا من مباحث التموين بسبب نقص احتياجات المصانع من السكر.. وأصحابها: لن نتمكن من إنجاز احتياجات السوق هذا العام.. ومباحث التموين: تعليمات بالتوقف عن البحث عن السكر داخل المصانع

الأحد، 06 نوفمبر 2016 09:00 م
"عرائس المولد" تهرب ليلا من مباحث التموين بسبب نقص احتياجات المصانع من السكر.. وأصحابها: لن نتمكن من إنجاز احتياجات السوق هذا العام.. ومباحث التموين: تعليمات بالتوقف عن البحث عن السكر داخل المصانع حلوى المولد النبوى
مصطفى عبد التواب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

منذ العصر الفاطمى ومصر تستقبل المولد النبوى الشريف بالحلوى التى تعددت أشكالها لتشمل الأحصنة والعرائس وحلوى المكسرات ومختلف أشكال الحلوى، كما اشتهر أيضا شارع باب البحر منذ هذا العصر بتصنيع حلوى المولد وبيعها، فبحسب تجار تستحوذ منطقة باب البحر على ما يقرب من 70% من إنتاج حلوى المولد النبوى.

وينتظر العاملون بمصانع إنتاج حلوى المولد النبوى حلول الليل على منطقة باب البحر بالقاهرة، ليتسللوا خفية إلى داخل مصانعهم لمتابعة أعمالهم، خوفا من المداهمات الأمنية والقبض عليهم بتهمة حيازة السكر الذى يعتبر العامل الأهم فى إنتاج حلوى المولد النبوى، الذى اقترب موعد احتفال المصريين به خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

وتشهد مصر خلال الأسابيع القليلة الماضية أزمة فى السكر المعروض بمتاجر التجزئة والجملة، اعترف بها مؤخراً المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء، الذى قال فى لقاء تليفزيونى له إنه تم إجراء خطوة ضرورية لمواجهة النقص فى السكر، تمثلت فى حملات على المصانع والمخازن أسفرت عن ضبط 9 آلاف طن سكر، كما اتخذت وزارة التموين مجموعة من القرارات منها رفع سعر سكر التموين لـ٧ جنيهات لمواجهة احتكار السكر، فضلا عن تشكيل العديد من الحملات الأمنية لضبط محتكريه فى السوق السوداء.

وتبدأ مصانع باب البحر لإنتاج حلوى المولد النبوى الشريف قبل المناسبة بحوالى ثلاثة أشهر تقريبا، إلا أنه فى ظل أزمة ندرة السكر تأخر بدء الإنتاج شهرا تقريبا، هكذا يقول أمجد عزوز، صاحب أحد المصانع لإنتاج حلوى المولد، مؤكدا أن أغلب المصانع لا تعمل بكامل إنتاجيتها بسبب نفس الأزمة.

ويكمل عزوز: "الشرطة تطارد مصنّعى الحلوى، وليس أمامنا الكثير من الوقت لإنتاج صناعتنا، فالفترة المتبقية لا تتجاوز الشهرين، ولن تكون كافية أمام أصحاب المصانع لإنتاج الكمية التى يحتاجها السوق"، قائلا: "مصر بصدد غياب لحلوى المولد الشعبى هذا العام، ولن تكفى الحلوى المعروضة للطلبات".

وأضاف "عزوز" أن مصنعه يحتاج نحو 200 طن سكر خلال الموسم الواحد، إلا أن تلك الكمية بات الحصول عليها صعبا، خاصة فى ظل تضاعف أسعار الطن الذى وصل إلى ما يقرب من 11 ألف جنيه، مضيفا أنه لم يستطع توفير أكثر من 50 طنا فقط، ولم يعد بإمكانه إنقاذ مصنعه من الغلق، الأمر الذى سيهدد نحو 250 أسرة عاملة معه.

أحمد فهمى، صاحب أحد مصانع تصنيع حلوى المولد، أكد أنه رغم حصول مصنعه على ترخيص رسمى إلا أنه تعطل عن الإنتاج خلال الفترة الماضية، ولا يعرف هل سيتم ضبط السوق فعلا بعد القرارات الأخيرة لوزارة التموين أم سيظل محتكرو السكر هم المتحكمون فيه.

فيما أكد كريم محمد، عضو مجلس إدارة أحد مصانع شارع باب البحر، أن أصحاب المصانع يحاولون التغلب على أزمة السكر دون جدوى، وذلك بالرغم من امتلاكهم بطاقة تصنيع، لكنه لا يستبعد فكرة التعامل مع السوق السوداء، والتى يرى أنها لن تنعكس إلا على المستهلك بغلاء يفوق المتوقع".

وأشار "محمد" إلى أن السوق المصرى سيشهد تراجعا حادا فى حركة بيع حلوى مولد النبوى، بسبب زيادة أسعار السكر والمكسرات المستوردة التى تتأثر بالدولار، مما سينعكس على السعر النهائى لها.

شريف شحاتة، صاحب أحد مصانع الحلوى بشارع باب البحر، أكد أنه لا مفر من زيادة الأسعار بنسبة كبيرة هذا الموسم، نظرا لأن المصانع حائرة فى البحث عن السكر، علاوة على تأخر المصانع فى اللحاق بالموسم، مما سيقلل من الكميات المعروضة.

اللواء حسنى زكى، مساعد وزير الداخلية لمباحث التموين، قال إن الأزمة مع المصانع التى تعتمد على السكر انتهت تماماً، وإنه أصدر تعليمات بعدم مداهمة هذه المصانع مرة أخرى، وطالب كل أصحاب المصانع الذين داهمت الشرطة مصانعهم أن يذهبوا إلى مكتبه وسيحل لهم الأزمة.

الدكتور عبد الوهاب علام، رئيس مجلس المحاصيل السكرية بوزارة الزراعة، أكد أن الأزمة فى السوق تعود إلى ارتفاع سعر الدولار، بالإضافة إلى ارتفاع سعر السكر عالميا، علاوة على تخزين بعض التجار لكميات من السكر، مشيرا إلى أن الأزمة فى طريقها للحل بعد قرارات وزارة التموين الأخيرة خلال أسبوع أو أسبوعين على الأكثر.

وبحسب محمد شكرى، رئيس غرفة الصناعات الغذائية، الذى توقع عدم نجاح مصانع حلوى المولد النبوى فى إنتاج الكميات الكافية للسوق المصرى، مشيراً إلى أنها ستكون نادرة فى وسط غلاء وندرة السكر، إلى جانب خوف المصانع الصغيرة التى تنتج الحلوى الشعبية من امتلاك السكر طوال الفترة الماضية من موسم التصنيع قائلا: "ربنا يعوض عليهم ينتظروا مولد النبوى العام المقبل".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة