أكرم القصاص - علا الشافعي

"المهور والعزال والذهب" حواجز قبول ورفض الزيجات بالمنوفية.. 100جرام ذهب فى الخطوبة.. مبادرة "يسر زواجا لمواجهة الأزمة".. الأهالى تطالب بتقليل المهور.. والأغنياء يضعون قواعدهم دون مراعاة متوسطى الحال

الإثنين، 12 ديسمبر 2016 06:30 ص
"المهور والعزال والذهب" حواجز قبول ورفض الزيجات بالمنوفية.. 100جرام ذهب فى الخطوبة.. مبادرة "يسر زواجا لمواجهة الأزمة".. الأهالى تطالب بتقليل المهور.. والأغنياء يضعون قواعدهم دون مراعاة متوسطى الحال "المهور والعزال والذهب" حواجز قبول ورفض الزيجات بالمنوفية
المنوفية – محمود شاكر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ما بين القرى والمراكز المختلفة بمحافظة المنوفية، وعلى الرغم من تباين الأحوال واختلافها من فرد إلى آخر ومن أسرة إلى أخرى ومن عائلة إلى أخرى، إلا أن الأمر السائد فى المعظم هو الارتفاع المطالبات الكثيرة للشاب حين يتقدم لخطبة الفتاة ويجد أمامة العديد من العقبات التى من الممكن أن تجعل الشباب يحجم عن الزواج بعد وضع العديد من حجر العثرة فى طريقة بداية من التقدم للخطبة مرورا بتجهيزات "العفش والعزال" وصولا إلى الزواج وعش الزوجية والتى تمر بمراحل طويلة يعانى خلالها العديد من الأزمات من أجل الانتهاء إلى حفل العرس الذى من الممكن أن يحدث بعده العديد من الأزمات المالية التى تضر وتدمر الأسر فى عدد من الحالات. 

وفى جولة لليوم السابع بمحافظة المنوفية، للوقوف على هذه السيناريوهات، والتى تبدأ مع تقدم الشاب لأحد البنات كى يخطبها وليكمل نصف دينه، إلا أنه لا يكن متخيلا أن يكون حجم المطالبات التى ستطلب منه وربما يقدر البعض على الوفاء بها والبعض الآخر لا يقدر فيضطر إلى البحث عن شريكة حياتة فى قرية أخرى تتناسب مع إمكانياته أن كانت تلك الفتاة لا تتناسب مع مكانياتة الأمر الذى يفرض عليه أن يبحث مرارا وتكرارا وقبل أن يذهب ليخطب الفتاة يتعرف أولا على "سلو البلد" أو النظام السائد بالقرية من التجهيزات والعفش وإن كان يتناسب معه يتقدم إلى الزواج.

ففى مدينة قويسنا، قالت نها محمد ربة منزل أن متوسط قيمة الشبكة الآن بالمدينة مع ارتفاع الغلاء لم تعد كما كانت قبل ذلك، لافتة إلى أن الأمور تتفاوت من أسرة إلى أخرى ومن عائلة إلى أخرى، وفقا لإمكانياتها، لكن الأمر المتداول الآن فى المدينة هو أن يقوم الخاطب بشراء "الخاتم والدبلة والمحبس" ويكتفى بتدوين ما تبقى من الذهب بقائمة المنقولات الزوجية والتى كانت تتراوح ما بين 100 ألف جنيه إلى 250 ألف جنيه، مشيرة إلى أن قائمة المنقولات الزوجية وصلت فى بعض الأماكن بالمدينة إلى 500 و600 ألف جنيه. 

وفى مركز تلا قال محمد أحمد، أحد المواطنين بالمدينة "أعمل عامل باليومية، ولدى ثلاثة من البنات، الأولى قاربت على الزواج والثانية مخطوبة والثالثة تنتظر ابن الحلال، وأعانى الأمرين فى تجهيزهم خاصة بعد ارتفاع الأسعار بشكل كبير الأمر الذى أدى إلى عدم قدرتى بالوفاء بكل الالتزمات المطلوبة، لدرجة أننى أصبحت الآن اشترى الضروريات واتفقنا مع أسرة العريس على ذلك الأمر الذى قوبل بالقبول والتراضى، لافتا إلى أنه فى العديد من الأمور لا يتم الاتفاق على ذلك ويتم إجبار الأسر على شراء العزال والعفش بشكل صارخ يجعل القائم على شرائه عاجز عن استكماله، لافتا إلى أن المتداول فى المدينة أن يتم الخطوبة بمبلغ يصل إلى 15 ألف جنيه ويتم استكمالة قبل الفرح أو أن يتم تدوينة بقيمة تصل إلى 50 ألف جنيه، لافتا إلى أن قائمة المنقولات الزوجة تتراوج ما بين 50 ألف جنيه حتى 150 ألف جنيه للبسطاء بينما تصل إلى 300 ألف جنيه لعدد من القادرين. 

وفى مركز أشمون، والذى يعتبر المركز الاكبر بالمحافظة والذى يضم ما يقرب من ثلث سكان المحافظة، قال عماد عيسى، أحد المواطنين بالمدينة، أن أغلب القرى غلابة، ولكن هناك عدد من الأغنياء المتواجدين يجبرون البسطاء على شراء ما يزيد عن طاقتهم بما يقومون بشرائه أثناء تجهيز فتياتهم، الأمر الذى يجعل المواطن البسيط مجبور أمام طابور من السيارات المحملة بالعزال والتى تصل فى عدد من الأمور إلى 40 سيارة يتم تحميل العزال عليها الأمر الذى يثير الدهشة فى عدد من الأمور. 

وأضاف عيسى أنه يتواجد بالمركز عدد من القرى المشهورة برفع المهور والمغالاة بها كما فى قرية سمادون والتى تصل فيها الشبكة إلى 100 جرام ذهب يتم الاتفاق عليها من أجل الخطوبة دون النظر إلى أى اعتبارات لغلاء الأسعار، الأمر الذى جعل العديد من الشباب يعزفون عن المصاهرة من تلك القرية لما تغالى فيه من المهور، بالإضافة إلى ارتفاع المطالب التى تتزايد أثناء الخطوبة والتى يتم تجهيز حفل والحجز فى أحد القاعات وكأن الأمر فرحا وليس خطوبة، لافتا إلى أن قائمة المنقولات الزوجية فى تلك القرية تصل إلى ما يقرب من 700 و750 ألف جنيه فى عدد من الزيجات، وهو الأمر الذى يتكرر فى قرية جريس التى تزداد فيها قيمة قائمة المنقولات الزوجية ولكن على الاختلاف أنه يتم تدوين المشغولات الذهبية بقيمتها ولا يتم شراؤها. 

فيما رصدنا حالة من أحد الحالات والتى ضمت عدد كبير من السيارات التى تحمل المنقولات الزوجة والعزال كما يطلقون عليه، والتى تصدرته سيارة تحمل مكبرات صوتية بامتداد الطريق العام، ويتقدمها عدد من المواطنين أصحاب الحفل، وسط حالة من الفرحة الغامرة بما يقدمون من عفش يقومون بنقلة إلى شقة العريس، وسط حالة من الاستهجان من عدد كبير من البسطاء الذى شعروا بالإجبار على التقليد حتى لا تكون بناتهم أقل من البنات الأخرى.

ومن العجائب التى انتشرت فى العزال خلال الفترة الأخيرة بعدد من قرى محافظة المنوفية، أن العروس أصبح من الواجب عليها أن تقوم بتجهيز حجرة كاملة لوالدة زوجها، وأن يتم تدعيمها بالعديد من المفارش والملابس وغسالة أتوماتيك، بالإضافة إلى أن يكون لها ثلاجة جديدة بالإضافة إلى العديد من الأجهزة التى يتم تقيمها كهدية لوالدة الزوج، هذا بالإضافة إلى انتشار شراء عدد من الأجهزة الكهربائية التى لم تكن متواجدة بالجهاز مثل جهاز الكمبيوتر والذى تحول الآن إلى جهاز لاب توب، وشاشات عرض تحولة من الشاشة الصغيرة إلى الشاشات الكبيرة بأعلى تكنولوجيا، وسط تحدى صارخ لكل المقومات التى يتواجد عليها المواطن حتى وأن كان بسيط الحال . 

ولمواجهة تلك العقبات كان لعدد من شباب قرية زوير التابعة لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية رأى آخر باطلاقهم لمبادرة للتصدى لغلاء المهور وارتفاع أسعار الذهب حملت عنوان "يسر زواجا" لتيسير الزواج على الشباب من أهالى القرية ولرفع المعاناة والتخفيف منها لدى الشباب القدم على الزواج وسط الظروف الاقتصادية الصعبة التى يعيشها الجميع.

قال محمد عبد الله أحد المشاركين فى المبادرة إنهم بعد إجراء العديد من الاجتماعات لمناقشة تلك الأزمة توصلوا فى النهاية إلى الوصول إلى قائمة بها عدد من البنود تحث على الالتزام بها من قبل الجميع وتم طرحها على جميع أهالى القرية من أجل مواجهة المغالاة فى المهور، وشملت البنود "أن تكون الشبكة للعروس فى حدود 30 جراما كحد أقصى من الذهب وما يتبقى من الشبكة يوضع بقائمة العروس للحفاظ على حقوقها الشرعية مع إلغاء الدعوة للمعازيم فى مناسبتى الفاتحة والخطوبة وتحميل العزال ليقتصر الأمرعلى أسرتى العريس والعروس منعا لمزيد من التكلفة الاقتصادية المرهقة لكلا الطرفين على أن يحتفظ أهل العروسين بحق تحديد مؤخر الصداق فيما بينهم، ضرورة تأجيل عمل غرفة الأطفال، الاكتفاء بشراء قطعة واحدة من الأجهزة والأدوات الكهربائية كالغسالة والثلاجة والتلفاز وإلغاء كافة الأجهزة المتعلقة بالرفاهية كالمكرويف وغسالة الأطباق والفرن الكهربائى والتكييف والكمبيوتر واللاب توب، اقتصار المواسم على العيدين فقط والا يتم تنظيم احتفالية للفرح إلا على حفل العرس مع عدم الاسراف، وانطلقت تلك المبادرة إلى العديد من القرى المجاورة كما فى قرى ميت الموز وسلكا ومليج حيث وجدت بنود المبادرة قبولا على نطاق واسع بين الأهالى للتخفيف عن كاهل الشباب. 

وما بين غلاء الأسعار وحملات التخفيف على الشباب وانتشار العدات التى تزيد من المعوقات للشباب يظل الجميع يدور فى حلقة مفرغة من أجل الوصول إلى حلول تساعد على الوصول إلى الزواج بالمور السهلة واليسيرة والتى تساعد على اقامة الاسر والعائلات كما كان فى الماضى . 

 المشاركون فى نقل العزال فى إحدى القرى بالمنوفية
المشاركون فى نقل العزال فى إحدى القرى بالمنوفية

 

  توزيع "العزال" على السيارات المختلفة
توزيع "العزال" على السيارات المختلفة

 

 سيارة تحمل الألمونيوم فقط
سيارة تحمل الألمونيوم فقط

 

 الفرن وأنبوبة الغاز تحتل سيارة واحدة
الفرن وأنبوبة الغاز تحتل سيارة واحدة

 

  بعض الكماليات
بعض الكماليات

 

  طرابيزة الكمبيوتر وبعض الأدوات
طرابيزة الكمبيوتر وبعض الأدوات

 

 البطاطين والمفارش
البطاطين والمفارش

 

  توزيع السيارات
توزيع السيارات

 

  سيارة تواصل حمل العزال
سيارة تواصل حمل العزال

 

 ثلاجتان يتوسطان إحدى السيارات
ثلاجتان يتوسطان إحدى السيارات

 

 الأطفال بإحدى السيارات
الأطفال بإحدى السيارات

 

 الأدولات البلاستكية فى سيارة منفصلة
الأدولات البلاستكية فى سيارة منفصلة

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة