جميعنا بشر أفعالنا منها الصالح ومنها الطالح، وكلنا نطمح ونريد أن نرقى لمجتمع متعايش يقبل الآخر ولا يكرهه لمجرد اختلاف فى الرأى.
ومن أولها كده لو عاوز تقرأ المقال ده انسى إنك ناصرى أو ساداتى أو مباركى أو سيساوى، وافتكر بس إنك مصرى بتحب البلد وتتمنى لها الخير.
مصر فيها ناس إما بتحب أوى وأما بتكره أوى، يعنى مثلا ممكن تكون أنت بتحب شخص جدا، فتكره كل حاجة ضده حتى لو حقيقة، وممكن تكون بتكره واحد تانى جدا، فتنكر حقه فى حاجات حقيقية عظيمة هو عاملها فى حياته أو لوطنه.
تعالوا نطبق ده على المطربين والأغانى والفن، عامة أنا مثلا بحب كل أغانى أم كلثوم بس خاصة اللى باللغة العامية، معجبتنيش أغنية «من غير ليه» بتاعت عبد الوهاب، بس بحب أغانى كتير عملها عبد الوهاب.
أنا بعشق عادل إمام وباعتبره ثروة مصرية بس بشوف إن له فيلم أو اتنين دون المستوى.
أصالة أجمل صوت أسمعه من نساء الأرض، لكن أكره تحديها للرجل فى كلمات أغانيها.
هل معنى الكلام اللى فات ده إنى بغلط فى أم كلثوم وعبد الوهاب وعادل إمام، أو لا سمح الله المبدعة أصالة؟
الإجابة طبعا لا، أنا بعبر عن رأيى وبقول إنى بحب بعض أعمالهم وما بحبش البعض الآخر.
وده حال كل إنسان أو كل رئيس أو مؤسسة أو حتى كل دولة أو حكومة تتخذ قرارات تعجب البعض ولا تعجب البعض الآخر، كذلك رؤية كل منا للمواقف التاريخية متفاوتة، فمن تراه فى موقف من المواقف بطلا قد لا أراه مثلك فى ذات الموقف.
لكن الأخطر والذى أصبح للأسف آفة فى مجتمعنا منذ سنوات قريبة أننا أصبحنا فرقا، وكل فريق يحاول أن يظهر سلبيات الآخر دون أن ينصف غيره بنصف كلمة حق.
مين ينكر أن ناصر كان طاهر اليد ووطنيا، لكن هل كان موفقا فى قيادة دولة وجيش أثناء حرب 67؟
مين يغفل للرئيس السادات نصر أكتوبر لكن هل كانت هناك دولة مؤسسات واقتصاد محترمة فى عهده؟
مين ينكر إن مبارك كان ضمن أبطال أكتوبر، لكن هل كان العدل سمة حكمه؟
مين مش شايف الإنجازات اللى الرئيس السيسى بيعملها، لكن هل معنى كده إن مفيش أخطاء؟
ريح نفسك لا تبقى ناصرى ولا ساداتى ولا مباركى ولا سيساوى، أمال إيه؟ خليك مصرى.. وحب الأغنية وبلاش تحب المطرب.
حب العمل الصحيح اللى أثر فى تاريخ بلدك أو حاضرها أو مستقبلها، بغض النظر عن حبك وكرهك فيما بعد للشخص اللى قام بالعمل.
لا تنكر على الناس أشيائهم، فهذا ليس من الدين وليس من الأصول، حاول أن تجد فيمن تكره ولو ميزة واحدة، وإن سؤلت عنها أعطه حقه فيها.
اليومين دول الناس بقت فرق، كل فريق عاوز يكسر فى التانى وينكر حقه ويقول أنا وإلا فلا!! مش ممكن ده يكون شكل مجتمع سوى، محتاجين حالة من قبول الاختلاف، وليس بالضرورة إطلاقا أن كل من اختلفت معهم هم أعداؤك فنحن أبناء وطن واحد.
الكلام ده منطبق على فريق 30 يونيو نفسه، ناس كتير حاربت الإخوان وبتحب البلد فعلا، بعد نجاح الثورة وتخليص مصر من الهم ده اختلفوا، بل وصلت إلى أن بعضهم خون التانى، ده كلام؟ بقى البلد اللى أنتم الاتنين بتحبوها واللى محتاجة عملكم مع بعض تضيعوها باختلافكم؟
تخيل كده لو أنت فى مصنع كبير وكل واحد فى المصنع له رأى فى الحالة السياسية والاقتصادية اللى عليها البلد دلوقتى، والنَّاس فى المصنع بتتنتاقش هل ينفع إن اختلافهم فى النقاش يخليهم يوقفوا الماكينات ويعطلوا الشغل، أو إن كل واحد فيهم يرفض يشتغل مع التانى؟ كده هايبوظ المصنع، ومش هايبقى فيه إنتاج، وكلنا مش هنلاقى ناكل، وهاندور الضرب فى بعض.
مش معنى إن تصرف أو فعل مش عاجبنى من أحد الأشخاص إن الشخص ده يبقى شيطان رجيم! ومش معنى إن واحد قال كلمتين وعجبونى يبقى البطل المغوار!
شىء من الموضوعية والعدل والتراحم يا أهل مصر، مش هاينفع نبنى بلد لنص شعبها والنص التانى عايش مفعول به؟ مش معقول إنك بتشوف اللى مختلف معاك وتتمنى تتخلص منه؟ أنت من غيره ناقصك كتير وصدقنى لو جرى له حاجة أنت اللى هاتشيلو، دى مركب واحدة وشايلانا كلنا وإيدكم شايفين كل شعب دلوقتى بيعتمد على نفسه إن توحد نجى وإن تفرق هلك.
طب أطبق الكلام ده على نفسى أيوه
خد عندك:
أنا ضد مبارك بس هو كان قائد فى الجيش المصرى له تاريخ.
أنا مع الرئيس السيسى قلبا وقالبا لكن هناك أخطاء.
أنا أهلاوى واتخانقت مع مرتضى منصور وبنتقده كتير بس هو طيب وأخف دم مصرى، واشتغل لنادى الزمالك فى سنتين اللى ما تعملش فى سنين، أنا اتخانقت مع باسم يوسف وضده فى كتير من آرائه وألفاظه، بس هو أغلى مقدم برنامج وأشهر مصرى فى هذا المجال عالميا.
عبدالرحيم على مرة كتب بالبنط العريض يشتمنى، لإنى انتقذته فى موضوع التسجيلات، لكن لما قابلته فى سفرية لندن وكنّا نغطى زيارة السيد الرئيس، واتعرضنا فيه لهجوم من الإخوان وقفنا مع بعض، ودافعنا عن نفسنا مع بعض، واليومين دول بعض من آرائه كنائب تعجبنى.
بعشق أبوتريكة كواحد من أعظم لاعبى الكرة فى تاريخ مصر لعبا وخلقا، لكن أكره غموض موقفه فى بعض القضايا.
الله يرحمه سامح سيف الديزل كنّا نختلف على الهوا كتير جدا، لكن كان من أحب الشخصيات لقلبى، ويشهد الله كنا نستمتع بالسفر سويا.
بلاش بقى شغل الحروب وتكسير الآخر المختلف معاك، بلاش ألاقى جورنال مستلم حد على طول الخط لمجرد إنه إنسان ناجح، بلاش تكون أنت كبير الصنعة وتبتدى تكسر فى أى واحد بدأ ينجح.
نحتاج إلى مجتمع متجانس اجتماعيا، كم من الشعوب كانت لديها من الإمكانيات و الأموال وباختلافهم سخروا إمكانياتهم للحرب بينهم وقتلوا أبنائهم بأيديهم وضاعت أموالهم على شراء سلاح من غيرهم بيخربوا به بلادهم.
نحن أبعد من ذلك بكثير، نحن من عرق واحد ودم واحد لسنا أعراقا مختلفة.
فكر فى الكام كلمة اللى فاتوا دول يمكن اليومين المفترجين دول يبقوا فرصة نرجع واحد، لإن طول عمرنا واحد، الفرق بين حب الأغنية وحب المطرب وحب الوطن.
خالد أبو بكر يكتب: حب الأغنية وحب المطرب وحب الوطن..من منكم بلا خطيئة؟.. وما أكثر أصحاب الهوى فى بلاد ضاعت فيها الموضوعية.. «انسى إنك ناصرى أو ساداتى أو مباركى أو سيساوى وافتكر بس إنك مصرى بتحب بلدك»
الثلاثاء، 05 يوليو 2016 04:47 م
خالد أبو بكر
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة