إذا أراد شعبا يوما الحياة فلابد إن يستجيب القدر، ولابد لليل إن ينجلى ولابد للقيد إن ينكسر، سنة الحياة على الأرض منذ الخلق. ولكن المشكلة الحقيقية ليست فى إرادة الشعوب أو فى الليل أو فى القيد أو فى عمك أبى قاسم الشابى المشكلة الحقيقية فى أنفسنا.
عندما يتمكن الخوف من روح الإنسان لا يرى لليل نهاية، ولا يرى للقيد انكسار ويرى ظلام يدوم، وتسونامى فى كل مكان على الأرض. ويتحول الناس من حوله إلى وحوش ويرى شبابه فى ذبول مع إن النباتات لا تذبل إلا بعد إن تفعل ما كان يجب إن تفعله وتؤدى دورها الذى خلقته لها فى الطبيعة . وفى هذه اللحظة تذبل لتترك مكانها لبرعم جديد فهى فعلت دورها للنهاية شامخة ضد الجو ضد الرياح العاتية قامت بدورها.
فهل نحن قمنا بأدوارنا قبل أن نضحك على أنفسنا؟ لم نقم بدورنا بعد نحن لم نواجه أنفسنا فهى تستحق شن حرب عليها لتحريرها من سيطرة عدوها الحقيقى ألا وهو الخوف.
عندما نمر بتجربة أو علاقة فاشلة ونسيئ الاختيار نظل عقودا من الزمان نبكى ونستسلم إن القدر لن يرسل لنا الأفضل والأجمل والأرحم نفعل ذلك لخوفنا من الخروج للعالم من جديد. نفعل ذلك لأن الجلوس فى كهف البكاء على اللبن المسكوب مريح، ولكن الخروج للعالم وفعل المزيد من الجهد والعرق لشراء بقرة جديدة وإطعامها وحلبها لاستخراج لبن جديد هو متعب وشاق للغاية أنه طريق يستلزم جهد وصبر وعرق وإرادة، فهل سوف تظل تبكى على اللبن المسكوب أم تقرر إن تشترى بقرة من جديد؟ هو اختيارك!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة