أكرم القصاص - علا الشافعي

ميرنا محسن المنشاوى تكتب : طفلة الألف كتاب

الأربعاء، 15 فبراير 2017 10:00 ص
ميرنا محسن المنشاوى تكتب : طفلة الألف كتاب صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عندما يقوم عربى بنشر خبر تكريم إدارة الكونغرس لطفلة أمريكية لا تتعدى الأربع سنوات نظرا لإتمامها قراءة ما يزيد عن الألف كتاب دون أن تنزل من عينيه دمعة، فلابد لنا نحن العرب من وقفة مع النفس .

 

بناء الأمم ليس من فراغ، وليس بجديد علينا أن نهضة الأمم تبنى بأيدى مثقفيها، وبتسليط دائرة الضوء على ركب الدول المتقدمة، تجد الشعب بكل فئاته يحمل كتابا بين يديه فى المواصلات والطرقات العامة حتى صارت القراءة فريضة يؤديها الفرد فى وقت فراغه .

 

لابد لكل بناء صالح من أساس صلد خشية أن يتصدع ويهيل الخراب على قاطنيه، ولما كان الطفل هو حجر أساس بناء الأمة فلابد من حلول تذيب الحاجز بين الطفل وكتابه بعيدا عن كل مشتتات العصر من الفيسبوك وغيره .

 

قد يغفل البعض عن أهمية القراءة ويرى فيها مضيعة لوقت أبنائه بعيدا عن مقرراتهم الدراسية، ولكن باستعراض رأى الطب فى تلك المسألة نجد القراءة تضرب بتلك النظرة عرض الحائط وتزيد من عدد الوصلات العصبية Synapses بالمخ وتضاعف من صور التركيز، علاوة على تقليل احتمالية الإصابة بالزهايمر Alzheimer، فما الحل الآن لإعادة الكتاب بين يدى طفلك؟

 

تعديلات بسيطة فى أساليب التربية قد تخلق طفرة فى أجيال قادمة، ونعلم جميعا أن سمة الطفل منذ ولادته تقليد من حوله، وتخصيص ركن خاص ببيتك للقراءة يجتمع فيه كل أفراد الأسرة يقرأون ساعة فى الأسبوع على الأقل لأمر سهل يجعل من القراءة روتينا عذبا لدى الطفل .

 

والآن أخبرنى، كم مرة اصطحبت طفلك إلى واحدة من المكتبات العامة ؟!!

 

الطفل بطبعه ملول عاشق للتغيير، فما رأيك فى اصطحابه بعيدا عن روتين البيت والتردد على المكتبات ؛ لمشاركته فى اختيار كتاب يفضله على شاكلة القصص القصيرة المصورة بألوان وأغلفة زاهية وكلمات بحروف كبيرة تجذبه ؟!

 

لا تكف صرخات الموضة حاليا عن إبراز صورة لشخص لا يمت للثقافة بصلة يستعرض من خلفه مكتبة ضخمة قد ورثها عن أبويه وفى حقيقة الأمر ليس بمطلع على فحواها ولكن تغفل عدسة الكاميرا الزائفة عن إبراز سمك التراب يدثرها .

 

من الأفضل أن يبنى طفلك مكتبته بذاته، ربما فى ركن صغير من مكتبتك الخاصة يضع كل كتاب يقرؤه وكلما تضخم الركن تمنحه كتابا هدية ليدرك أن القراءة كنز يهدى ويقتنى .

 

تختزن ذاكرة الطفل العديد من المعلومات خاصة المرتبطة بالثواب والعقاب، ومدح القراء والمثقفين والإطراء على النابغين فى مجالاتهم من الشخصيات الشهيرة ليس لسبب سوى القراءة لأمر محمود غير مباشر لغرس أهمية القراءة فى ذهنه .

 

قد يتسرب الضجر إلى نفسه بعض الشىء فلا مانع من تجربة " هيا احك لى ".. متى يتقلد الطفل – منذ نعومة أظافره – منصب القائد الذى يقف منتصبا أمام جمهور من أسرته يحكى لهم قصة هو من اختارها شريطة أن يتبع حكيه تصفيق وثناء، فثقة ً لن يدع كتابه من يده مجددا .

 

وتسخيرا لعاصفة التكنولوجيا التى تجتاح عقول أبنائنا ببراثنها، نلجأ أحيانا إلى الكتب الإلكترونية بالصوت والصورة لقصص الأطفال كى نوطد العلاقة بين الطفل والقراءة لنضع قدمه على أول درجة من سلم الثقافة .

 

وها نحن الآن نفتقر إلى المثقفين فى حين لا يتوانى العالم عن تحفيز أطفاله على قراءة ألف كتاب أو يزيد، ألسنا أحق بذلك يا أمة اقرأ ؟!










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

Nora elwalid

?

ميرنا بحب كتاباتك و مقال مفيد و رائع جدااا.. دمتي مبدعة استمري??????

عدد الردود 0

بواسطة:

فريده حسين

ميرنا

حلو جداااا ، استمرى ????

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة