أكرم القصاص - علا الشافعي

فى ذكرى تحرير طابا.. مفيد شهاب لـ"اليوم السابع":أطالب بفيلم يوثق تفاصيل القضية.. ويكشف: جسدنا شخصية الإسرائيلين فى مرافعات سرية حتى نستطيع الرد عليهم أمام لجنة التحكيم.. ويؤكد:زرنا دول عديدة بحثا عن المستندات

السبت، 18 مارس 2017 05:00 م
فى ذكرى تحرير طابا.. مفيد شهاب لـ"اليوم السابع":أطالب بفيلم يوثق تفاصيل القضية.. ويكشف: جسدنا شخصية الإسرائيلين فى مرافعات سرية حتى نستطيع الرد عليهم أمام لجنة التحكيم.. ويؤكد:زرنا دول عديدة بحثا عن المستندات الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية الأسبق
كتب زكى القاضى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحتفل مصر كل عام بذكرى تحرير طابا فى 19 مارس 1989، وهى ذكرى استعادة آخر كيلو متر من الأراضى المصرية بشبه جزيرة سيناء، للوصول إلى لحظة استرداد الأرض، كان هناك جهد كبير لعشرات الرجال ممن وهبوا أنفسهم للدفاع عن مصر عبر ست سنوات كانوا يبحثون فيها عن كل ما يخص طابا فى مختلف دول العالم.

وفى اتصال هاتفى بالدكتور مفيد شهاب، عضو اللجنة القومية لاسترداد طابا، فى الذكرى الـ28 لاستردادها، أكد أن هذه الذكرى غالية على كل المصريين والعرب، حيث تمثل المرحلة الأخيرة فى تحرير سيناء، التى بدأت بمعركة السادس من أكتوبر عام 1973، تلاها المعركة السياسية والتى انتهت اتفاقية السلام  1979، وتحرير طابا كان المرحلة الأخيرة فى حلقة من الانتصارات المتتالية.

وقال الدكتور مفيد شهاب، أن كل من عاش التجربة من أجيال الشيوخ والوسط يتذكرونها بكل دقة، لأن الرأى العام وقتها كان مهتمًا بتحرير آخر بقعة فى الأرض المصرية، وذكرياتهم تعى تفاصيل السنوات الست، وهى 3 سنوات مفاوضات قبل التحكيم، و3 سنوات فى إجراءات التحكيم، قائلًا : "أتذكرها كأنها حدثت أمس، وكأنها شريط سينمائى يمر أمام أعينى".

وأضاف وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية الأسبق، أنه شارك فى اللجنة القومية لاسترداد طابا، بالإضافة إلى اشتراكه ضمن فريق الدفاع أمام هيئة التحكيم الدولية، معبرًا عن أسفه من قلة الوعى لدى قطاع عريض من الشعب المصرى بالأحداث التاريخية، قائلًا : "أشك أن يتذكر الشباب هذه اللحظات العظيمة فى عمر الوطن، بل ونتحدث عنها أمام الشباب فنجد كثير منهم فى حالة تشتت وليس لديهم حالة الحماس والزخم الذى كان يواكب الأحداث الكبيرة سابقًا"، ويرجع "شهاب"، ذلك إلى أن الشباب لم يعايشوا اللحظات التاريخية التى مر بها الوطن.

وأشار مفيد شهاب إلى أن هناك تقصير من جانب القائمين على الوعى الوطنى، قائلًا : " نحن قصرنا فى أن نجعل هذه اللحظات حية ونجعل منها أفلام ومسرحيات ومسلسلات ونسجلها، وقصرنا فى أن نجعل هذه اللحظة يتحدث عنها الشباب والكبار، حتى فى احتفالاتنا بهذه الذكرى نعبر عن الفرحة دون أن نشرح بالتفصيل والتحليل، فلابد للصغار أن يعرفوا  كل ما حدث".

وأعرب أستاذ القانون الدولى عن أمنياته بأن يجد فيلمًا عن أحداث طابا، يوثق الأحداث بشكل كامل، سواء كان فيلم وثائقى أوسينمائى، بالإضافة إلى مسرحية ومسلسل ومعارض توثق كافة اللحظات التاريخية التى حصلت فى سبيل استعادة الأرض.

وأشار "شهاب" إلى أن المدارس والجامعات فى التسعينيات كانت تنظم احتفالات عن طابا وأكتوبر، وكان هناك زخم عن الأحداث، ومع مرور السنين بدأ الأمر يتلاشى تدريجيًا، مؤكدًا أن الاحداث التى دارت فى تاريخ مصر كانت لابد أن تسجل بلحظاتها وتفاصيلها الكثيرة.

وكشف "شهاب" أن اللجنة القومية لاسترداد طابا، ظلت تتفاوض مع الجانب الإسرائيلى قبل سنوات التحكيم، وأجرت مفاوضات قبل إقرار اللجوء للجنة التحكيم، وبعدها استغرقت اللجنة  9 أشهر للإعداد للتحكيم، واستمعت لشهادة شهود ومرافعات شفوية وورقية، والمفاوض الإسرائيلى يعتنى بعمله للغاية ولديه خبرة وحسن توزيع الأدوار والأفكار، وكان يتميز بنوع من الدهاء والمماطلة وتعويم القضايا وإطالة أمد الحكم ومحاولة إفشال التفاوض، وكنا نواجه بأسلوب علمى، وليس بالعاطفة والشعارات.

وأضاف الدكتور مفيد شهاب : أن "اللجنة راعت عدة أمور فى التعامل مع الجانب الآخر، منها أنه يتميز  بفن التفاوض، وبحثنا عن الحد الأدنى والأقصى له فى طلباته خلال التفاوض، وكانت اللجنة تقوم بعمل ما يشبه مسلسل للمرافعة، بحيث يأخذ عضو دور المفاوض الإسرائيلى ويبدأ بطرح حججه ونقوم بالرد عليه، ما ساعد اللجنة كثيرًا فى التجويد وتصحيح مايقومون به".

وعن توقعاته بما كان يحمله المفاوض الإسرائيلى من أفكار عن لجنة الدفاع المصرية، أكد "شهاب"، أن المفاوض الاسرائيلى لديه فريق يمتلك مجموعة من  الأوراق، وكان يعتقد أن الفريق المصرى ليس لديه النفس الطويل، وأنه سيتناسى القضية، وأنه فى ضوء اللهفة باسترداد سيناء سيتم التنازل عن بعض المناطق، ولكننا رفضنا كافة الحلول الوسط وقتها، منها أن تكون طابا منطقة مشتركة أو منطقة دولية، أيضًا اعتقد المفاوض الإسرائيلى أن مصر ستعتمد على أسلوب عاطفى وبلاغى فقط وتغافل أننا نعى جيدًا أنها معركة قانونية دولية وكان دفاعنا فى المقام الأول بعتمد على أسلوب علمى، لذلك تم الاستعانة بلجنة من الخبراء والمتخصصين فى مختلف المجالات، مشيرًا إلى أن هيئة الدفاع كانت من ذوى الخبرة، وقدمت المستندات للمحكمة بأسلوب علمى.

وكشف "شهاب"، أن لجنة استرداد طابا زارت عدة دول منها أمريكا ولندن واسطنبول والهند، بحثًا عن كافة الوثائق التى تدعم موقفها، وذلك كنا على ثقة أننا أصحاب حق، وطلبت القيادة السياسية منا وقتها، التفرغ للدراسة عن الموضوع قبل الحديث عن اللجوء للتحكيم الدولى، وتأكدنا من أحقيتنا بالأرض وعرضنا على القيادة السياسية فقال :"اتكلوا على الله".

وعن اللحظات التى مرت على اللجنة وقتها، أكد مفيد شهاب أنها أشبه بأفلام السينما، فهناك اجتماعات مستمرة ودراسات وأبحاث وكان هناك قلق شديد أن الطرف الآخر هو من على الأرض فعليًا ، فكيف نستطيع أن نقنع اللجنة بأننا على حق؟، مضيفًا : "ليس المشكلة أنك تملك الحق، ولكن المشلكة كيف تحصل عليه، فكان لدينا التكليف الحاسم والموضوعى أن نحصل على حقنا ولا نقبل أى تنازل ولو كان بسيطًا".

وبسؤاله حول معلومات قد تكون مازالت سرية فى القضية، أكد أن بعض الأفكار التى طرحت فى المفاوضات قبل اللجوء للتحكيم قد تخضع لعوامل السرية، لاحتياطات الأمن القومى، لكن بعد الوصول إلى مرحلة التحكيم الدولى، صار كل شيئ مسجلا وموثقا بالتفصيل.

وحول مدى شعوره بتكريم الدولة لمن شارك فى تلك الملحمة التاريخية، أوضح أن الجميع تم تكريمهم من قبل المستشار عدلى منصور، رئيس الجمهورية السابق، وكان ذلك أكبر تكريم حصلوا عليه، بالإضافة إلى أن الظروف ساعدتهم فى تحرير أرض بلدهم، وتكريم الشعب لهم هو أعلى وسام.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 6

عدد الردود 0

بواسطة:

Ahmed Ibrahim

كل التحية

كل التحية لرجال كانت تدافع بحق عن ارض الوطن مهما كان المنافس او الخصم ....،

عدد الردود 0

بواسطة:

طارق

إسـتعادة بعد مفاوضات وتحكيم دولى وليس تحرير

تحرير الاراض المحتلة يعنى طرد العدو و اجباره عسكريا على الانسحاب منها بدون قيد أو شرط وقد وصف اللواء محمد على بلال نائب رئيس أركان القوات المسلحة المصرية سابقا وقائد القوات المصرية في حرب تحرير الكويت 1991 "عاصفة الصحراء" فى حديث له لمجلة الأذاعة والتلفزيون فى فبراير 2010 عملية تحرير الأرض المحتلة فقال: " أن قرار تحرير الأرض المحتلة يقضي بأن أقاتل القوات العسكرية المعادية لدحرها أو منع الإمدادات عنها أو تدمير معداتها وأسلحتها لإجبارها على الانسحاب ". لذلك فسيناء لم تحرر عسكريا وانما تم استعادتها بعد مفاوضات ديبلوماسية وتحكيم دولى لأن العدو الأسرائيلى لم يطرد أو يجبر على الانسحاب منها بقوة السلاح وإنما تركها وتخلى عنها فى 25 أبريل 1982 عدا منطقة "طــــــابا" التى بقيت تحت الأحتلال الاسرائيلى والتى تم استعادتها بعد مفاوضات وتحكيم دولى فى 19 مارس 1989 ومنذ ذلك الحين لم يسمح بأى تواجد عسكرى مصرى بها طبقا لاتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل

عدد الردود 0

بواسطة:

نذكرك بالخير

اا

الأستاذ الدكتور مفيد شهاب رجل محترم .. وبعيدا عن السياسه فالعاملين بجامعة القاهرة يذكرونه دائما بالخير لأنه فعل الكثير للجامعة والعاملين بها فكان العصر الذهبي للجامعة .. والآن اقرءوا معي الفاتحة على جامعة القاهرة.

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد الجارحي

الوطنية لا تتجزأ

للاسف بعد موقفك من تيران وصنافير فقدت احترامي ليك.

عدد الردود 0

بواسطة:

ماجد بك

اين ام الرشراش

لماذا لم يتم استرداد اغلي واكبر بقعة مصرية محتلة. ام الرشراش التي احتلوها علنا واسموها ايلات وتم التنازل عنها لإسرائيل وهي اهم من طابا الاف المرات وهناك صمت مريب عنها رغم اهميتها في فصل الدول العربية عن بعضها وقطع ومنع الحج البري. واحقية مصر فيها ثابتة وواضحة ويتعمد الجميع باهمال هذه البقعة الهامة من ارض مصر بالبطولات الزائفة

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد البنا

وإيه أخبار أم الرشراش؟؟!!

يا دكتور مفيد، انتوا أهملتوا أم الرشراش (إيلات) في القضية دي وبكدة اعترفتوا بأنها ملك لاسرائيل، هو ده السبب الحقيقي والخفي إن اسرائيل وافقت على التحكيم الدولي ونفذت الحكم بسهولة. انتوا رجعتوا طابا وتنازلتوا عن أم الرشراش مع إن الاتنين أرض مصرية.

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة