أكرم القصاص - علا الشافعي

مخاوف الفيروس الغامض تجتاح مدارس ميت نما

بالصور .. هنا ميت نما.. كمامات على أفواه الأطفال والمسؤولين

الإثنين، 27 مارس 2017 06:31 م
بالصور .. هنا ميت نما.. كمامات على أفواه الأطفال والمسؤولين التلاميذ
كتبت – منى ضياء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى منطقة صغيرة قريبة من الطريق الدائرى، تقع قرية "ميت نما" التابعة لمحافظة القليوبية، وكغيرها من مناطق المحافظة التى تمتد حتى شبرا الخيمة ينتشر الحديث حول وفيات لأطفال بالمدارس جراء العدوى من "الفيروس الغامض" الذى لم يتم التوصل إلى ماهيته بعد.

وعلى الرغم من عدم جزم وزارة الصحة حتى الآن بطبيعة ما يحدث فى منطقة شبرا الخيمة ونصائح مسئوليها لسكان المنطقة بممارسة الحياة وذهاب أبنائهم إلى المدارس بصورة طبيعية، بدت إحدى المدارس الخاصة  فى مدخل القرية، خاوية من مدرسيها والعاملين بها فقط.

مخلفات البناء على الطريق أمام مدرسة

وتنتشر فى القرية شائعات تفيد بإغلاق المدرسة أمام الدراسة خوفا من انتشار الفيروس الغامض، والبعض ذهب إلى ظهور إصابات بالجديرى المائى، وإصابات بالحمى الألمانية المعروف عنها أنها أمراض معدية، ولكن فى مثل هذه الحالات يتم تغييب التلاميذ المصابين لحين شفائهم وتستكمل الدراسة بصورة طبيعية.

 

عند مخرج "ميت نما" من ناحية الطريق الدائري يقابل أى وافد للقرية ترعة كبيرة ينتشر على جانبيها تلال من القمامة ومخلفات البناء "ركش"، فى مقابل المدرسة تماما، وتمتد الترعة بكل ما تحمله من قاذورات بطول القرية وهو الشارع الرئيسى الذى يحوى عددا كبيرا من المدارس فى مختلف مراحل التعليم من مرحلة الروضة وحتى الثانوية.

الترعة والقمامة تحاصر مدارس قرية ميت نما

وبدا المشهد أمام المدرسة هادئا جدا فى وقت من المفترض أن يعج بالطلبة أثناء خروجهم بعد نهاية اليوم الدراسى، وعندما أبلغنا حارس المدرسة القابع بهدوء على كرسيه بأننا صحفيين ونرغب فى معرفة أسباب توقف الدراسة، أشار بنفس الهدوء للأمام قائلا: يمكنكم مقابلة مديرة المدرسة، دخلنا وقد خلا "حوش" المدرسة سوى من بعض العمال الذين يقومون ببعض الإصلاحات.

 

أمام الممر المؤدى إلى حجرة المديرة تتجمع عدد من السيدات اعتقدنا فى بداية الأمر أنهم أولياء أمور جاءوا ليستفسرن عن الدراسة، ولكن أفادت إحداهن أنهن مدرسات بالمدرسة، ويجلسون هكذا لأنه "لم يحضر سوى عدد قليل لا يكاد يذكر   وهو الحال منذ أسبوع كامل على حسب كلامهن.

 

وفى المقابل رفضت ع.ع  مديرة المدرسة التعليق على سبب عدم حضور الطلاب، قائلة : "عندى تعليمات ما اتكلمش مع الاعلام خالص"، ولم تجب عن أى من تساؤلاتنا المتعلقة بأسباب توقف الدراسة، وما إذا كان بطلب من المدرسة أم مجرد مخاوف من الآباء على أبنائهم من "العدوى الغامضة".

مدرسة منطى الابتدائية بقرية ميت نما

وأثناء خروجنا من المدرسة تقابلنا وإحدى الأمهات تدعى ميرفت جاءت لتسأل عن موعد استئناف الدراسة، وقالت لـ "اليوم السابع": "المديرة قالت لازم الطلاب ينتظموا فى الدراسة لكن انا بخاف ان بنتى ترجع تتعدى من اى أمراض".

 

وحول حقيقة ظهور عدوى فى المدرسة وطبيعتها تابعت الأم: "سمعنا إن فيه فيروس فى ميت نما لكن مش عارفين فعلا الحقيقة وإذا كان فيه إصابات ولا لأ كله كلام بنسمعه.. سمعنا إن الجديرى المائى والحصبة الألمانية ظهرت فى المدرسة.. أنا شفت عيال مصابة بالجديرى المائى فعلا بس مشفتش إصابات غير كده.. والمديرة بتقول مفيش إصابات".

خروج التلاميذ من المدرسة بالكمامات والقمامة من كل جانب

رواية الجديرى المائى المنتشر بالمدرسة  أجمعت عليها ثلاث سيدات التقتهم "اليوم السابع" بالمنطقة، ولكن مخاوف العدوى من "الفيروس الغامض" الذى لم يتوصل أحد إلى أسبابه هو المسيطر عليهن.

 

وفى حوالى الواحدة ظهرا وهو الوقت المعتاد لخروج التلاميذ من مدارسهم كانت كثافة الطلاب منخفضة عن المعتاد، فيما يبدو أن أهالى الكثيرين منهم آثروا عدم ذهاب أبنائهم إلى مدارسهم، وحتى العدد القليل الذى حضر منهم خاصة الفتيات ارتدوا  أقنعة تنفس واقية "كمامات"، وقالت إحداهن تدعى حبيبة فى الصف الرابع الابتدائى: "ماما قالتلى ألبسها عشان العدوى"، دون أن تدرى هذه الطفلة الصغيرة طبيعة هذه العدوى التى تحذرها من والدتها يوميا منذ أكثر من أسبوع كامل.

تراجع كثافة التلاميذ بمدارس القرية

وبمرور عدد من الأمهات يصطحبن أطفالهن فى رحلة العودة اليومية من المدرسة إلى المنزل، لفتت الكاميرا أنظارهن بشدة فى ظل استمرار مخاوفهن الدائمة على أبنائهن وتوقفن للحديث عن معاناتهم من هذه المخاوف.

وقالت إحداهن تدعى "أم أحمد": "عايزين نعرف فيه فيروس ولا لأ نسمع عن ناس مصابة وناس بتموت فى منطقة عزبة رستم ومش عارفين الحقيقة.. والمسئولين فى المدرسة مش بيفهمونا أى حاجة ولا حد بيقولنا إزاى نحمى ولادنا نتبع الاحتياطات السليمة".

تلميذات يرتدين الكمامات أثناء خروجهم من المدرسة

وإزاء توقف مدرسة عن الدراسة لأسبوع كامل، وعدم دراية الأهالى بطبيعة ما يحدث، تبقى البيئة خصبة للغاية لظهور أى شائعات قد لا يكون لها أساس، وما يستوقفنا فى هذه الجولة ما رصدته كاميرا اليوم السابع من انتشار تلال القمامة والمخلفات بمختلف أنواعها أمام كافة المدارس، والبطل هنا "ترعة" ممتدة بطول الطريق لتشكل مشهدا واحدا يجمع بوابات جميع مدارس القرية، وهو ما يجعل ظهور أى مرض فى أى مدرسة بالمنطقة هو "امر طبيعى للغاية".

 
 
أثناء خروجهم من المدرسة
 
الكثافة تتراجع أمام منطقة المدارس بالقرية
 
 
 
ترعة ميت نما أمام المدرسة
 
تلال القمامة ومخلفات البناء أمام المدرسة
 
الترعة والقمامة والمخلفات مشهد متكرر أمام مدارس القرية
 

 

تلميذ الإعدادية عقب انتهاء اليوم الدراسى
 
فناء المدرسة خاليا من الطلبة

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

احمدعبدالمقصود

الحل هو النظافه من البيت الي الشارع

النظافه هي الوقايه من الأمراض الموجوده والتي لم تظهر بعد ، تنظيف البيت والقاء القمامه في الشارع ليس نظافه بالمفهوم الصحيح ، فنظافة البيت تبدأ من نظافة الشارع

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة