أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 6 مارس 1921.. وفاة الشاعر ولى الدين يكن.. و«مى زيادة» ترتدى السواد عليه عامين

الإثنين، 06 مارس 2017 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 6 مارس 1921.. وفاة الشاعر ولى الدين يكن.. و«مى زيادة» ترتدى السواد عليه عامين ولى الدين يكن ومي زياده

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تلقت الكاتبة «مى زيادة» رسالة من الشاعر «ولى الدين يكن» يقول فيها: «يا جسدا قد ذاب حتى امحى/ إلا قليلا عالقا بالشفاء/ أعانك الله بصبر على/ ما ستعانى من قليل البقاء»، وحسب الشاعر كامل الشناوى فى كتابه «الذين أحبوا مى.. وأوبريت جميلة» «دار المعارف- القاهرة» كانت هذه الرسالة هى آخر ما كتبه «ولى» و يضيف: «مات فى يوم الأحد 6 مارس «مثل هذا اليوم» 1921، ليشب فى قلب «مى حريقا»، فقد بكته بعنف، وحزنت عليه وكان خياله يطاردها فى النوم واليقظة، ولبست عليه السواد عامين، وكان كلما جرى ذكره تندى عيناها بالدموع.
 
يؤكد «الشناوى» بهذه الراوية وغيرها أن «ولى الدين»، كان عاشقا جسورا لـ«مى»، وأنه أحبها وأحبته منذ بداية تعارفهما عام 1914، فهل كان ذلك صحيحا؟، ومن المعروف أنها أحبت فقط الشاعر جبران خليل جبران، رغم عدم لقائهما، وهناك رسائلها إليه، وتم جمعها فى كتاب بعنوان «الشعلة الزرقاء» تحقيق وتقديم «سلمى حفار الكزبرى، والدكتور سهيل بشروئى»؟
 
كان «ولى» وحسب، المجلد الأول من «مى زيادة» تأليف، سلمى الكزيرى «مؤسسة نوفل- بيروت»: «أمير، ثائر، شاعر، ناثر، ولد فى الأستانة سنة 1873 من أب أرنؤوطى وأم شركسية، وتزوج فتاة يونانية، عاش فى القاهرة، وتعلم العربية وعشقها، وكان يعرف الفرنسية والإنكليزية والتركية واليونانية».
 
ويصفه الشناوى بقوله: «كان شاعرا رقيقا، وكاتبا نابض التعبير، قوى الأسلوب، اتجه فى الشعر والنثر اتجاها جديدا تحرر من العبارات التقليدية، وتمرد على طريقة القدامى، ووضح تحرره وتمرده فى كتبه» الصحائف السود و«التجاريب» و«المعلوم والمجهول»، وكان خصما عنيدا للسلطان عبدالحميد ونفاه إلى «سيواس»، حتى أعلن الدستور العثمانى عام 1908، فجاء إلى مصر وعين موظفا فى الحكومة، ثم اختاره السلطان حسين كامل فى عام 1914 شاعرا للحضرة السلطانية»، يضيف الشناوى: «هذا الشاعر الحر المتمرد على الملوك انتهى به المطاف بين السجن والمنفى والتشريد إلى أن يصبح شاعر السلطان، واضطر إلى ذلك فقد عانى الفاقة والفقر وشظف العيش، وأصيب بمرض الربو، ولم يكن لهذا المرض دواء، وكان أنيقا فى زيه، جميل الصورة، خفيف الروح، مهذبا ورقيقا، يجيد الحديث والإصغاء معا، وكان حلو الابتسامة يعرف كيف يجذب المرأة إليه بكل ما فيه من مزايا».
 
وكانت «مى» من مواليد فلسطين عام 1890، ووفقا للشناوى: «انتقلت إلى لبنان، فدخلت مدرسة للراهبات، وأتقنت الكتابة باللغة الفرنسية، وذاع صيتها الأدبى وهى فى العشرين من عمرها، وصحبت أبويها إلى مصر قبيل الحرب العالمية الأولى، وبدأت حياتها الاجتماعية بأن أعدت فى بيتها صالونا يجتمع فيه الأدباء وأهل الرأى يوم الثلاثاء من كل أسبوع، ومنهم، طه حسين، العقاد، الشاعر خليل مطران، الشيخ مصطفى عبدالرازق، أحمد لطفى السيد، أمير الشعراء أحمد شوقى، شيخ القضاة عبدالعزيز فهمى، الشاعر إسماعيل صبرى، الشاعر ولى الدين يكن، وغيرهم.
 
كان يكبرها بـ17 عاما لكن وحسب الشناوى: «يلقاها مع الناس وفى المساء وحده أو مع آخر، وقال لى أنطوان الجميل، إن العفاف كان رابعهم، أما الثالث فكان أنطوان الجميل نفسه»، وكتب لها الأشعار، وتحتوى بعضها على الشكوى من آلام مرضه التى أدت إلى تغيبه عن حضور «صالون الثلاثاء» لفترة، وبعد تحسنه عاد إليه، ووفقا للشناوى: «بعد أن اشتد المرض عليه، كانت تتبع أخباره فى حزن ولهفة، وكان شقيقه يوسف حمدى يكن، يذهب إليه فى حلوان كل يوم، ويعود إلى القاهرة حيث يقابل «مى» ويشرح لها حال أخيه شرحا دقيقا، فكانت تسأله عن درجة حرارته فى الصباح، ودرجة حرارته فى المساء، وكيف حال السعال؟، وما هو رأى الطبيب؟، وكان ذلك كله على مسمع من زوارها، وكانوا جميعا يحترمون عاطفتها، ويجاملونها بإبداء الحزن والأسى على ولى الدين».
 
يحشد «الشناوى» الأدلة لإثبات لهب الحب بين «ولى» و«مى»، إلا أن «كزبرى» ترفضها، وتقول: تجاوز إعجاب «يكن» بـ«مى» حدود الإعجاب، فأضحى حبا روحيا جميلا تجلى فى رسائله إليها وأشعاره فيها، مما حدا بمعاصريه أن يقولوا أن هيامه بمى دفعه إلى ذرف الدموع، وتقبيل اليدين والقدمين، ولكن هذا الأسلوب كان جزءا من شخصيته المرهفة الشعور، لذا كانت تبادله إعجابا بإعجاب، وتضيف: «شعره بمى يذوب رقة ومع أنها كانت تتجاهل حين لقائه كل ما كان يرسله إليها من أشعار، إلا أنها كانت تغتبطها ليقينها بأنها تعبر عن حب روحى صرف»، وتتساءل: «لا ندرى من أين استقى الشناوى هذه الأخبار الملفقة، التى لم يذكر منها شيئا معاصرو «مى» و«ولى» الذين كانوا أعرف الناس بهما، وكتبوا عنهما صفحات مشرفة لهما ولذكراهما، أمثال العقاد ومنصور فهمى وطه حسين والجميل، ولم يلحظ أحد أنها لبست السواد عليه طوال سنتين.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة