فتيحة بن كتيلة تكتب: أبناؤنا والقيم والحوار الأسرى المفقود

الثلاثاء، 02 مايو 2017 12:00 م
فتيحة بن كتيلة تكتب: أبناؤنا والقيم والحوار الأسرى المفقود صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الكثير منا يغبط هذا الجيل على ما توفر له من وسائل إعلامية وتكنولوجية متنوعة تسهل له الأمور، فى حين حرم منها جيل الزمن الماضى، والكثير يقولون إن هذا الجيل يعيش حياة الرفاهية وحياة رغيدة، ومن هذه الوسائل وسائل الاتصال الاجتماعى، البلايستيشن، المجلات بأنواعها، ملاعب، ونوادى ....إلخ.
 لكن ما نلاحظه رغم توفر هذه الأشياء، أن هذا الجيل فقد الإبداع، والأدب والتواصل الاجتماعى الحقيقى الفعال، وفقد القيم والمبادئ، لعدم وجود من يغرسها فيه، حيث فقد هذا الجيل الحوار الأسرى والدفء الأبوى، ففى دراسة ميدانية أجريت على مدارس ابتدائية بدول الخليج، حيث عرضت الدراسة الوسائل السابقة (البلايستيشن، التليفزيون، والمجلات... إلخ) على الأبناء مضاف لهم الحوار مع الوالدين، ثم طلب من الأبناء ترتيب الوسائل السابقة بحسب الأهمية لديهم يعنى ترتيب الأولويات.
 
فكانت النتائج كالتالى: المركز الأول بلا منازع (البلاستيشن)، المركز الأخير وللأسف الشديد كان(الحوار مع الوالدين)، وبقية الوسائل لم تكن ثابتة. 
 
 وهنا نجد قولا للمستشار الأسرى خليفة المحرزى (إن هنالك 24 قيمة لا بد أن تزرع فى الطفل من سن (7-12) يشترك فى زرعها الأم والأب، وإذا لم يتمكن الأب أو الأم من زرع القيمة من المفترض أن يزرعها الآخر نيابة عنه، ثم إذا تجاوز عمر الابن 15 سنة تشبّعت تربته الخصبة من غرس القيم، لينتقل لمرحلة أخرى وهى مرحلة تأكيد تلك القيم، ثم إذا انتهت هذه العملية ينطلق الابن فى عالمه الخاص الذى يتصرف فيه وفق القيم التى زُرعت من عمر (7-12(، إذن القيم التى يستقيها أبناء دول الخليج هى جلها من تلك الوسائل، وأضعفها (الحوار مع الوالدين) صار خيار غير مرغوب فيه، فنتنبأ هنا بجيل مضطرب، متغير يتخبط فى الحياة، هائم على وجهه لا يعرف قيمة الحياة ولا أهميتها، همهم قضاء الحاجيات البهيمية فى جو مضطرب، وأن هذه الوسائل مهما توفرت ووفرت فهى لن توفر القيم ولا يستقى منها الجيل أهداف ومبادئ حياتية تجعله كالطود فى جو الصراعات الحياتية، والتى لن يتعلمها الجيل إلا من خلال الحوار مع الوالدين وتوجيهاتهم. 
 
هل يحق لنا أن نغبط هذا الجيل ونحسده على النعم التى فقدها جيل الزمان الماضى الذى نعم بالحوار الأسرى، حرم من البلايستيشن ليلعب مع الأب والأم، حرم من وسائل التواصل ليتواصل مع أسرته وأقرانه ويشع الحب الحقيقى بينهم، حرم من الألعاب الإلكترونية وساهم فى صنع لعابه بنفسه من خامات موجودة فى بيئته .
 
هل يستحق هذا الجيل أن يحسد؟
 
إذن ما الحل؟ هل نبقى فى صراع الأجيال نلوم الجيل ونتحسر على الزمن الماضى؟
لا، فالنحيب والتحسر لا يغير شىء ولا يبنى جيلا بل يجب علينا العمل على تأسيس مدرسة القيم، وكن أنت أيها الأب والمربى (قائدها) و(قدوتها) فتمامها يكون فى (مهارة) غرس القيم.لا ترك الجيل للوسائل التكنولوجية.
 
ولنعلم أن التربية القديمة تربية جدى وجدك لا تجدى مع الجيل الحالى بشىء، وبين ذلك عمر بن الخطاب رضى الله عنه حيث قال (ربوا أبناءكم لجيل غير جيلكم لأنهم خلق لزمان غير زمانكم)، لأن هناك متغيرات كثيرة، والجميل أن ندرك الثابت من المتغير، فليكن زرعك للقيم من (سبع سنين) دأبا وإلا ستحصد حنظلا. وتضيع الأمانة وتسأل عنها غدا فما هو جوابك أيها المربى .









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة