أكرم القصاص - علا الشافعي

"ما تعسَّر من الدمع" قصيدة لـ الشاعر محمد فكرى

الثلاثاء، 23 مايو 2017 09:00 ص
"ما تعسَّر من الدمع" قصيدة لـ الشاعر محمد فكرى الشاعر محمد فكرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

ويا بنى

أكونُ فيما سوف يأتى دمعتينِ ورجفةً

وأنا على بابِ المطار

أرى الزمانَ يجولُ بين الراحلين

يبيعُ ألعاباً فينخدِعُ الصغار

يبيعُ أحذيةً ويأمرُها بأن تمضى إلى مالا نريدُ

خناجراً

ويقولُ لى وأنا أحاولُ أن أضمّكَ:

"ودِّعِ ابنَكَ سيفَكَ المسلولَ عنك

إليكَ منى خنجرٌ

أغمدهُ فى الذكرى وقلبِكَ والليالى

ثم مُت حتى لقاءٍ قادمٍ"

ويكونُ فيماً سوف يأتى أنهُ لا زال يطعننى الزمانُ

وكلّما أزِفَ الرحيلُ نزَفتُ

ثمّ مشيتُ غِمداً دونَ سيفْ

 

عيناى أم فرَسانِ يستبقانِ نحوكَ !

واقفٌ

بينى وبينكَ كلُّ أسبابِ الوداعِ مُعَدَّةٌ

بابٌ زجاجيٌّ

وطقسٌ باردٌ

خِتمُ الخروجِ

معاطفٌ من جلدِنا للصوصِ مجتمعٍ جوارَ عيالهِم كتِفاً بكَتْفْ

 

وأنا أهرولُ تائهاً بين الأماكنِ

فى يدى أحزانى الأولى وأحلامى الأخيرةُ

فجأةً سقطت من القلبِ المُرَتّقِ صورةٌ

ومضيتُ تسحبُنى الصفوفُ كأنَّ عداءً يسابقُ ذكرياتي

والحياةُ كأنّ طيف

وكأننى شيخٌ يتيمُ الإبن يصعدُ وحدهُ درَجَ السنينِ

وعمرُهُ خمسونَ طائرة

وسبعُ بواخرٍ

ومحطتانِ ونصفُ خوفْ

 

الوقتُ مهجورٌ

وقلبى مُفلِسٌ

والبحرُ نِفْطُ الواقفينَ عليهِ عند الليلِ

والمتسولينَ وناسةَ الغُرباءِ والغُرباءُ كهفْ

 

فيا بنيَّ

يكونُ فيما سوف يأتى ما يكونُ

وليس فى وسعى سوى أن أسقى الصبارَ سوفاً بعد سوفْ

 

 إهداء  

إلى ابنى مرْوان وإلى أبناءِ كلّ الذين وقفوا على بابِ مطار .. أو على أى باب ​










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة