"مواطن يشرب سيجارة وقت الصيام ، احتج مواطن اخر " ، و في رواية اخرى ، "مواطن اقترض مبلغ من مواطن اخر ، والذي رفض السداد "، و روايات كثيرة تعددت و الننائج واحدة ، قتلوا واصابوا مواطنين اخرين ، وعليه؛ حولها باقي المواطنين بالاشاعات و " الفتي " و التحليل ، الي فتنة طائفية لم تحدث ..
سيناريوهات متشابهة تتكرر و تجعلنا نقرأ مفردات ما حولنا ؛ واقعيا ، اذا حدث ما يزعج أهل الديانتين ، هوجم العموم بلا تخصيص بل و انتهكت حرمات العقائد السماوية ذاتها ..
كيف هذا و نحن مستهلكون من جرائم الارهاب في سيناء و ربوع مصر ضد مواطنين و ضباط وجنود مسلمين ومسيحيين ، نحسبهم جميعا شهداء ؟!
هم يرهبوننا بالسلاح و سفك الدماء ، و جنود و حماة الوطن يزودون عنا و يثأرون لنا من غدر الاٍرهاب المسلح .
فهل نحن هكذا نقتل انفسنا و نخرب بيوتنا بأيدينا ؟!
ألسنا نقر الأن بأننا جائعون للوسطية ، محرومون من الاتزان ، تواقون إلي العدالة ، لاهثون خلف المساواة ؛ متعطشون للإعتدال نفسيا قبل دينيا ، و لو استقامت النفس اعتدل الاعتقاد ..
ورغم ذلك نصر على الفكر المتطرف المتعصب ..
اذا ، كيف لنا هكذا ان نجلس على ثغور الوطن لنمنع غرق سفينته ؟
حائرون بين ثقافتنا العامة التي لا تقبل الاختلاف ، وردود افعالنا التي لا تمثل ما نجابه من ازمات.
راقبوا كيف بدأنا و أين وصلنا ؟!
- اذا اختلف زميل مع زميله على امر بسيط في العمل هدده بالمقاطعة و التصعيد بل و بدأ له مكائد لا حصر لها ..
- ابسط خلاف بين زوجين تهدد الزوجة بالطلاق و يهدد الزوج بالزواج بأخرى ، و يتدخل الاهل بالتصعيد .
- اذا اختلفنا مع الجيران عايرناهم و هددونا و اسأنا التدبير .
- ناهيكم ، اذا اختلفنا سياسيا على امر فرعي او لسبب اقتصادي ؛ حملنا بعضنا ما لا طاقة لنا به من الاتهامات و قد نبدأ بالتسفيه و التحقير و السباب و نصل للتخوين ثم نعلنها حربا شعواء ..
- حولنا الفيس بوك ومواقع التواصل الي منبر ل ( تلقيح الكلام ) و التهديد و الاتهام و الايذاء و نشر المغالطات ، و تضخيم الصغائر و تصدير السلبيات و الحقد و الأهم اننا نصل الي الحظر مع أقرب المقربين.
- تطرفنا في كل شيء ، و تعصبنا لافكارنا فقط و استحل كل طرف التجاوز في حق الاخرين .. فهل نحن بهذا ندعم الدولة المصرية الصامدة بمؤسساتها ، ام اننا ندعم الارهاب ؟؟!
وماذا لو كان ما يحدث بيننا ارهابا نفسيا ؛ بمعنى انه بدأ بالاختلاف في وجهات النظر ، مرورا برفض الرأي الاخر و الاستفزاز ، وصولا لإلقاء الاتهامات ثم التهديد بالإيذاء ،، لنتسبب في اثارة الخوف و الفزع دون سلاح او دماء ..
اليست هذه الثقافة متطرفة و تدعم الارهاب ، ان لم يكن هذا درجة من درجات الارهاب ..
اذا نحن بحاجة الي مراجعة انفسنا، و ان نوقف جرائمنا ضدنا
علينا ان نتخلى عن جنون العظمة الذي اصاب المجتمع فاصبح افراده فاهمين عالمين مدركين لكل مايحدث في فضائات الكون و جنبات المجرة
أيها العارفون المتفقهون المتفلسفون :- أوقفوا خبراتكم الفذه ، ولنراجع انفسنا جميعا في حالنا ..
لنتعلم ان نقبل اختلافنا فلقد خلقنا الله مختلفين ،، وان نستمع للرأي الاخر ،، و لنأخذ العلم من أهله .. و لنبدأ بأن نحاسب انفسنا على ما اجرمنا في حق الوطن الجريح ،، قبل ان نغرق جميعا ،، فطوبى للنفس اللوامة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة