أكرم القصاص - علا الشافعي

مجدى بدران يكتب: غياب ثقافة شرب الماء له آثار سلبية على الصحة

الجمعة، 07 يوليو 2017 09:00 ص
مجدى بدران يكتب: غياب ثقافة شرب الماء له آثار سلبية على الصحة الدكتور مجدى بدران

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الماء مادة عجيبة تلعب دوراً هاماً لاستمرار حياة الكائنات ,و هو أساسى لسوائل الإنسان و الحيوانات و النبات. يشكل الماء 70% من وزن الرضع, و 65 % من وزن الأطفال , و  60% من وزن البالغين , و 90% من حجم البلازما , التى تشكل 55% من حجم الدم  , و 73 % من وزن العضلات,و 99.5% من اللعاب الذى يفرز منه  الشخص البالغ حوالى لتر إلى لترين , و 98.2 % من الدموع , و 96 % من البول , و 99 %  من العرق  .

تعتبر الديانات السماوية الماء مادة طاهرة , يستخدم  فى التطهر و الوضوء , و تعميد المواليد النصارى,و  يستخدمه اليهود كذلك للتطهر و الاغتسال.

يحتاج الإنسان البالغ حوالى 3 لترات من الماء يوميا. غياب ثقافة شرب الماء له  آثار سلبية على الصحة. الماء هام للمناعة, و حيوية الأنسجه, و التخلص من البلغم و الإفرازات المخاطية , و الهضم و امتصاص الطعام , و إخراج السموم من الجسم , و تنظيم درجة حرارة  الجسم , و قيام الدم بوظائفه,و امتصاص الصدمات خلال المجهود خاصة مع الجرى و المشى ,و تليين المفاصل, و الحفاظ على شكل الجسم, و كفاءة الأجهزة التناسلية, و الحمل , و حماية و سلامة الجنين .

الماء هام للمخ , و قلة الماء تقلل من إنتاج هرمون السيريتونين هرمون السعادة, و هرمون الميلاتونين هرمون الشباب الدائم الذى يؤخر الشيخوخة .الماء هام لتنظيف الفم و العينين و الأنف, و يحافظ على حيوية الجلد والأغشية المخاطية التى تعتبر خطوط دفاع مناعية متينة .

هناك تأثير فسيولوجي سلبى مباشر للجفاف على الأداء العقلى و العضلى.الجفاف يمكن أن يؤثر سلبا على القدرات الإدراكية , و تبين أن توفير مياه الشرب في المدارس يحسن قدرة الأطفال على التعلم من خلال تحسين الإنتباه و التركيز، والذاكرة القصيره و الإدراك البصري المكاني و القدرة على معالجة وتفسير المعلومات البصرية حول مكان الكائنات في البيئة.

قلة الماء تسبب جفاف الأغشية المخاطية فى الجهاز التنفسى و بالتالى الكحة  , و بطء حركة البلغم و الإفرازات التنفسية و إلتصاقها  و تراكمها بالأغشية المخاطية , و  بطء حركة الأهداب و بالتالى صعوبة التخلص من المواد الغريبة و البلغم .

يؤدى الحرمان من الماء الى العطش و الجفاف الذى ربما يؤدى للهلاك, خاصة فى الأطفال والشيوخ الذين لا يتقنون الإحساس بالعطش الا متأخراً.

 تعتبر المياه العذبة نادرة على سطح الأرض حيث إنها تشكل فقط 3% من ماء المعموره. الأنهار باتت عرضة للجفاف، بسبب التغيّر المناخي و سلاسل السدود  والاستنزاف الزراعي والتلوث الصناعي .

العالم كله مهدد بالعطش , و من المتوقع بحلول عام 2025 أن لا تكفى المياه الا 35% فقط من البشر, بالتالى سنشهد إندلاع موجات الجوع و ويلات العطش, وبالطبع ستصبح السمه الغالبه للحروب هى البحث عن الماء.

 مع أن سكان الوطن العربى يشكلون 5 % من سكان العالم , لا تتعدى مواردهم المائية 1% من موارد العالم ! و متوسط نصيب الفرد من المياه سنويا في الدول العربية لا يزيد على 1500 متر مكعب بينما المعدل العالمي لا يقل عن 7000 متر مكعب .

 يتسبب الإسراف فى استخدام المياه فى هدر كبير لموارد المياه العذبة,سواء بترك الصنابير مفتوحة أو لعب الأطفال بالماء أو عدم الاهتمام بالسباكة, أو عدم استخدام أكواب للشرب أو لغسيل الأسنان , أو الاستحمام و ملء البانيوهات أو حمامات السباحة لفترات طويلة.

 تستخدم الزراعة 88% من المياه ؛ إذ يستهلك 1000 طن من المياه لإنتاج طن من الحبوب . تستهلك الزراعة  في العالم المتقدم حوالى 70% من  المياه  العذبة مقابل 90% فى العالم النامى.نشاهد يوميا الألاف يغسلون سياراتهم ومحلاتهم ببحيرات من الماء تجرى فى شوارعنا شاهدة على الاسراف باسفاف  والتبذير الخطير. تلوث البيئه طال المياه وخفض مستوى الأنهار,و قام الإنسان بتلويث مياه الأنهار والبحيرات والبحار والمحيطات، و تحولت إلى سلة مهملات عالمية و محلية، تحوى فضلات الانسان والحيوان بل ربما يعتبرها البعض مقابر متحركه للحيوانات النافقه و مخلفات المصانع والصرف صحي , وحاليا نصف أنهار العالم تعاني من التلوث .

الاحتباس الحرارى قلل الأمطار وأطلق الفيضانات و قلص مخزون المياه الجوفية . 90% من الكوارث الطبيعية هي أحداث متصلة بالمياه . هدر المياه يهدد البشريه جمعاء إذ 66% من الأنهار الكبرى والبحيرات فى العالم مشتركه بين  أكثر من دولة . كنتيجه لذلك أصبح لتر الماء أغلى من لتر البنزين فى بعض الدول !

توفر الغسالات الحديثة 75%  من مياه الغسيل , و يوفر  دش الاستحمام 85% مقارنه بالبانيو .ينبغى زراعة النباتات التي تتحمل الجفاف في منازلنا  كالصبار و الزعتر. يجب من الآن فصاعداً خفض وقت الاستحمام على قدر الامكان . يجب ارشاد المزارعين عن خطورة زرع الأرز فى الأراضى الغير صالحه ,و ضرورة تطهير المجارى المائيه من الحشائش التى تستهلك المياه هباءاً  , وتجنب الرى خلال الظهيره لارتفاع درجه الحراره مما يضيع الماء بالتبخير .

يجب الاهتمام  بدراسات و أبحاث المياه خاصه الجوفيه , و تنمية الموارد المائية، و مشاركه الاعلام والمدارس والجامعات والمؤسسات الدينيه والأحزاب والجمعيات الأهليه فى نشر الوعى بأزمه المياه العالميه , و الحفاظ على البيئه ومحاربه التلوث, لنشر ثقافه ترشيد استهلاك الماء . د. مجدى بدران










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة