أكرم القصاص - علا الشافعي

على خط المواجهة.. بطولات جنود مصر على أرض الفيروز.. النقيب"عبده" دمر 6 سيارات دفع رباعى واستشهد فى صد هجوم على أكمنة.. و"منير" قاتل فى معركة الـ 45 دقيقة واستشهد قابضا على سلاحه.. و"أنور" لوالدته:"مصر تحتاجنى"

السبت، 02 سبتمبر 2017 04:19 م
على خط المواجهة.. بطولات جنود مصر على أرض الفيروز.. النقيب"عبده" دمر 6 سيارات دفع رباعى واستشهد فى صد هجوم على أكمنة.. و"منير" قاتل فى معركة الـ 45 دقيقة واستشهد قابضا على سلاحه.. و"أنور" لوالدته:"مصر تحتاجنى" جنازة الشهيد محمود منير
كتب أحمد الجعفرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
  • العريف "إدريس"رفض ترك زملائه المصابين واستشهد أثناء نقلهم للمستشفى 

  • "اليوم السابع" يرصد جزء بسيط من بطولات سطرها جنود مصر فوق رمال سيناء الغالية

خلف كل رصاصة يطلقها أبناؤنا الجنود فى سبيل حربهم ضد الإرهاب بأرض سيناء، قصص وحكايات تروى بطولات تأبى أن يطويها الزمان بالنسيان، هم رجالاً اختاروا أن يحيوا على أرض الفيروز، يستنشقون عبير ترابها النفاذ، وينتظرون لحظة أن تختلط دمائهم برمالها، لينبت السلام على أرضها المباركة، هكذا تراهم جميعاً صفاً واحداً يقاتلون جنباً إلى جنب، وفى أذهانهم تتردد كلمات شاعر العامية الراحل أحمد فؤاد نجم، "واه يا عبد الودود، يا رابص ع الحدود، حسك عينك تزحزح، يدك عن الزناد، خليك يا عبده راصد، لساعة الحساب".

النقيب محمود منير قاتل العناصر الإرهابية 45 دقيقة واستشهد قابضا على سلاحه

الشهيد النقيب محمود منير، أحد هؤلاء الرجال الذين رفضوا أن يتركوا ميدان المعركة، رغم انتهاء مدة خدمته فى مدينة العريش، وإجازة نقله إلى مكان آخر، وأصر على استكمال خدمته هناك ليكون دائماً "على خط المواجهة"، من أجل الدفاع عن الوطن ضد الإرهاب، يقود زملائه، ويقاتل بجوارهم حتى آخر رمق، رفض الإنصياع لطلب والده المتكرر بالعودة إلى أحد المناطق التى تتسم بهدوء الأحداث، وبرر ذلك قائلاً:"لن أترك إخوتى يقاتلون وحدهم، ولو رحلت فهذا هروب من المعركة".

النقيب محمود منير شهيد سيناء
النقيب محمود منير شهيد سيناء

 

وفى 19 من مارس العام الماضى، كان "محمود" على موعد مع الشهادة، فأثناء تواجده بكمين "الصفا" بمدينة العريش والمكلف بقيادته، فوجئ بهجوم إرهابى شنه عشرات من العناصر الإرهابية المدججين بالأسلحة النارية الثقلية والخفيفة وسيارات الدفع الرباعى، بأمر "محمود"، قواته المكونة من 25 فرداً بالاصطفاف، واتخاذ مركزها تمهيداً لصد الهجوم، وفى تلك اللحظة أطلق العناصر الإرهابية قذيفة من "آر.بى.جى"، فانفجر الكمين وتساقط بجواره عدد من زملائه شهداء، لم يهرب من الميدان، وأقسم أن يقاتل حتى النهاية.

ظل محمود، وفق لرواية والده، يقاتل هو ومن تبقى معه من زملائه لمدة 45 دقيقة كاملة، تبادلوا خلالها إطلاق النيران مع العناصر الإرهابية، أسقط منهم الكثيرين، حتى تلقى رصاصة، فسقط على الأرض ممسكاً بسلاحه الذى ظل مرافقاً له طوال حياته، وحتى استشهاده، بعدها وصلت قوات الدعم وفرت العناصر الإرهابية من ميدان المعركة، وتم نقل جثمانه إلى مثواه الأخير يعانق تراب الأرض التى دافع عنها حتى استشهد.

النقيب محمود منير مع والده فى طفولته
النقيب محمود منير مع والده فى طفولته

منير يونس والد "محمود"، أكد حرص ابنه الدائم على خدمة وطنه، وعدم تأخره عن تلبية ندائه، مشيراً إلى أنه دائماً كان يتحدث معه عن التضحيات التى يبذلها الجنود والقوات فى سيناء من أجل الحفاظ على أمن وسلامة الوطن، وأنه كان متمسكاً لآخر لحظة فى حياته بالبقاء فى سيناء، ليكون فى الخطوط الأمامية للدفاع عن الوطن، ولم يلتفت إلى المحاولات المستمرة من جانب أفراد أسرته من أجل الخدمة فى إحدى المناطق بالقاهرة.

وكشف "يونس" فى حديثه لـ"اليوم السابع"، عن أنه التقى بأحد أفراد قوات الدعم التى توجهت عقب ضرب كمين الصفا، وأكد له أن نجله ظل يقاتل ببسالة هو ومن معه من القوات، وتوفى وهو قابضا على سلاحه لم يتركه، وأنهم ظلوا لأكثر من 15 دقيقة يحاولون نزع السلاح من يده بعد استشهاده، مؤكداً أنه قدم أروع أمثلة للتضحية والبطولة.

جنازة الشهيد محمود منير
جنازة الشهيد محمود منير

صحراء شاسعة وجبال قاسية وشمس شديدة الحرارة، تلك هى طبيعة البيئة التى اختارها النقيب محمد أنور لتكون مقراً لخدمته بشمال سيناء، لم تجذبه حياة الترف وقرر الانعزال عن ملاذات الحياة، راغباً فى نيل الشهادة دفاعاً عن الوطن من أرض الفيروز (سيناء)، وظل هناك لمدة أربع سنوات يؤدى خدمته بكل كفاءة، حتى استشهد بعبوة ناسفة زرعها عناصر إرهابية استهدفته، هو ومن معه من القوات.

نفس السبب المجهول الذى دفع النقيب محمود منير للتمسك بالبقاء فى سيناء، جعل النقيب محمد أنور يتمسك أيضاً باستكمال أداء خدمته بشمال سيناء، وعلى الرغم من محاولات والدته لإثنائه عن قراره؛ إلا أنه لم يتراجع، وقال لها:"لو كنتِ فى خطر لدافعتُ عنكِ، والآن مصر فى خطر وتحتاجنى لأدافع عنها".

الشهيد محمد أنور ..
الشهيد محمد أنور 

خلال مدة خدمته فى سيناء، تعرض النقيب محمد أنور لعدة محاولات لاغتياله، حيث تعرض لإطلاق نار من جانب العناصر الإرهابية، إلا أن العناية الإلهية أنقذته، وعقب قضائه مدة خدمته المقررة بـ3 سنوات فى شمال سيناء، كان له الحق فى العودة للخدمة فى منطقة أخرى، إلا أنه رفض ذلك وأصر على استكمال خدمته فى سيناء، راغباً فى نيل الشهادة التى نالها فى 14 رمضان الذى وافق 19 يونيه 2016، بعدما زرع مجهولون عبوة ناسفة فى طريق سيارته فانفجرت وأودت بحياته، ليسطر بدمائه صفحة من صفحات المجد فى تاريخ الوطن.

وتقول السيدة "عفاف شاش"، والدة "أنور" فى حديثها لـ"اليوم السابع"، إن ابنها كان يتسم بالهدوء والاستقامة، وتوجه إلى سيناء عقب تخرجه بعامين، وقضى حياته كلها هناك، يقتال من أجل دحر خطر الإرهاب عن مصر، مشيرةً إلى أنه رغب فى نيل الشهادة، وتوفى فى أحد أيام شهر رمضان المبارك وهو صائم.

الشهيد محمد أنور ووالدته
الشهيد محمد أنور ووالدته

النقيب محمد عبده دمر 6 سيارات دفع رباعى للإرهابيين 

"لو كل واحد قال مش هخدم هناك مين هيدافع عن الوطن"، هكذا برر النقيب محمد أحمد عبده لوالدته رغبته الملحة فى الانتقال لسيناء للمشاركة فى محاربة الإرهاب، ولم يتوان منذ انتقاله للخدمة هناك عن بذل كل جهد فى سبيل محاربة الإرهاب، وشارك فى عمليات إحباط الهجوم الإرهابى الذى استهدف 11 كمينا أمنيا فى وقت وأحد، وقاتل بقوة حتى استشهد على أرض الفيروز، وكلل مجهوده وزملائه بالنجاح بعدما صدوا الهجوم الإرهابى.

ألشهيد محمد عبده
ألشهيد محمد عبده

وتتحدث السيدة أمل والدة النقيب محمد، لـ"اليوم السابع"، عن اليوم الذى استشهد فيه، لتؤكد أنه كان قد حصل فى ذلك اليوم على إجازة لقضائه بصحبتهم فى القاهرة، إلا أنه وقبل مغادرته وحدته العسكرية، علم بأنباء الهجوم الإرهابى الذى استهدف عدة أكمنة فى وقت واحد بسيناء، فأصر على أن يشارك فى قوات الدعم التى تقرر إرسالها لمواجهة العناصر الإرهابية، وبالفعل انتقل مع القوات لمكان المواجهة، وتمكن من ضرب 6 سيارت دفع رباعى للعناصر الإرهابية من خلال دبابة كان يقودها، وقاتل بكل بسالة حتى استشهد فى 14 من رمضان عام 2016.

 

العريف إدريس:استشهد فى معركة "حق الشهيد الأولى" أثناء نقل زملائه المصابين للمستشفى

الجنود هم زاد المعركة ووقودها الذين يتصدرون الخطوط الأمامية لمواجهة الإرهاب، إدريس حسن إدريس عريف بالقوات المسلحة، من الذين استبسلوا فى الدفاع عن الوطن فى مواجهة الإرهاب، شارك فى عدة عمليات عسكرية ضد العناصر الإرهابية بسيناء، كان آخرها عملية "حق الشهيد الأولى"، والتى انتهت باستشهاده بعدما ضرب أروع الأمثلة فى التضحية والبسالة.

قضى "إدريس" عاماً ونصف من خدمته العسكرية بسيناء، ويوم معركة "حق الشهيد الأولى"، شارك "إدريس" القوات التى توجهت للثأر من العناصر الإرهابية، وحينما وصلوا إلى مكان تمركز العناصر الإرهابية، حدث تبادل إطلاق نار بين الطرفين، واستمرت الاشتباكات بين الطرفين فترة طويلة، قاتل خلالها "إدريس" بكل بسالة، وخلال ذلك أصيب عدد من زملائه بطلقات نارية، وكان لابد من نقلهم إلى المستشفى لإسعافهم بشكل عاجل.

على الرغم من خطورة نقل المصابين فى تلك الظروف، إلا أن "إدريس" قرر أن يتحمل تلك المشقة، وانتقل بشكل عاجل، بصحبة زملائه المصابين ومدرعتين، وفى طريقهم إلى المستشفى اعترضهم عدد من العناصر الإرهابية فحدث تبادل إطلاق نار بين الطرفين، أصيب خلاله عدد آخر من القوات، وأصيب وسقط شهيداً فى الحال.

يقول حسن، والد "إدريس" لـ"اليوم السابع"، إنه ربى نجله على الشجاعة والإقدام وحب الوطن، لذلك كان حريصاً على قضاء خدمته فى سيناء لمحاربة الإرهاب، وكان يعود إلى قريته كل فترة لقضاء الإجازة، وكان يحرص على عدم الحديث معهم عن العمليات العسكرية التى يشارك فيها، حرصاً منه على عدم إثارة خوفهم عليه، مؤكداً أن ابنه كان يرغب فى الاستشهاد على أرض سيناء.

الشهيد محمد أنور
الشهيد محمد أنور
 
الشهيد محمد عبده
الشهيد محمد عبده
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة