تظل الصناعات اليدوية مصدر إشباع للأسواق المحلية، ورغم التطور التكنولوجى تظل صناعة آلات ومعدات الحرث الخاصة بالزراعة، تحتفظ بقيمتها عند المزارعين والفلاحين فى الصعيد وخاصة "الفأس" نظرا لقيمة جودتها عن المعدات الصينية.
أشياء مصنعة من أخشاب يديوية
"اليوم السابع" التقى بأشهر نجار لصناعة "الفأس"، داخل مركز الوقف شمال محافظة قنا، قضى عمرة كاملاً فى مهنة النجارة والتخصص فى تصنيع الفأس، ومعدات الزراعة، مستخدماً المعدات اليدوية التى يجلبها من بعض أشجار"النبق"، التى يقتطع بعض أغصانها ليقوم بتنظيفها ويجعلها مرنة وتقطيعها لتصنيع الأخشاب التى تمسك آلات ومعدات الحرث الخاصة بالزراعة.
"حسين عبد الحميد" 83 سنة مقيم بمركز الوقف من عائلة النجار، والتى اشتهرت بمهنة سيدنا نوح عليه السلام، وهى النجارة، فقد تعلم هذا الرجل المسن الصنعة عن والده حتى سلك طريقهم، وأصبح من أقدم مصنعى "الفأس والطوارى " التى تستخدم فى الزراعة للفلاحين، مستعيناً بمعدات التقطيع التى تساعده على تصنيع منتجاته والتى تجد رواجاً يوم الإثنين وهو يوم السوق المشهورفى مركز الوقف، حيث يأتى الفلاحين لشراء منتجاتهم والطعام الخاص بهم فى هذا اليوم.
أقدم صانع لأدوات الزراعة بقنا
"الأيد البطالة مش كويسة"، بتلك العبارة تحدث عن مهنته، قائلاً :"الحمد لله أنا معايا معاش يكفينى، وأولادى موظفين فى الحكومة، لكن أنا بحب مهنة النجارة، وبشتغل فى تصنيع معدات الزراعة علشان القعدة فى البيت وحشة، ودى شغلانة سيدنا نوح وأنا ورثتها عن أجدادى فكان والدى يعمل نجار وكذلك جدى، حتى ورثت عنهم المهنة، وأنا أقوم بجلب الأخشاب وأصنع "الفأس والطوارى" فى خمس دقايق".
وأضاف أن الصناعات اليدوية تراجعت كثيراً بسبب مرور الوقت وتطور آلات الزراعة، لكن هناك بعض الصناعات اليدوية ظلت متماسكة وعليها إقبال ولم تستطع المنتجات الصينية القضاء عليها ولم تواجه مخاطرالإندثار والإختفاء، مثل بعض الصناعات، لأن الأشياء المصنوعة بـ"شغل الأيد" بتعيش أكثر، وهذا الأمر ينطبق على معدات الزراعة التى نصنعها من أخشاب أشجار الكافور والنبق.
تصصنيع الفأس الصعيدي بقنا
وأوضح الحاج حسين، أنه ورث المهنة عن والده، مضيفا:"كنت بشتغل معاه وأنا صغير، وأنا بقالى 50 سنة فى تلك المهنة، والحمد لله أنا مش محتاج ليها، لكن بشتغل علشان بحب أجلس فى السوق يوم الإثنين، والأقبال على شراء الفأس أوقات يكون ضعيف وفى أيام بيكون الطلب كثير خاصة الأيام التى تشهد موسم الزراعة، لكن زمان مكانش فيه جرار يحرث الأرض ومكانش المزارع ييستطيع الاستغناء عن "الفأس" و"الطوارى" وكان لايخلو أى منزل من 5 معدات نظراً لكثرة الأستخدام لكن الآن كل بيت يكتفى بواحدة فقط.
صناعات يدوية من الااخشاب
وأشار إلى أن الفلاح لا يستغنى عن الفأس، ولذلك ستظل تلك الصنعة موجودة لكنها لا تستطيع مواجهة الغلاء، لافتا إلى صعوبة العثور على الأخشاب نظراً لأنها تأتى من المحافظة وأغلبها تعرضت للقطع وتستخدم فى حرق الطوب أو عمل أسقف للمنازل الصغيرة.
عم حسين أقدم صانع للفأس بقنا
عم حسين يمارس عملة فى تصنيع الفأس
عم حسين يمارس مهنة النجارة وتصنيع معدات الزراعة
عم حسينن يجلس بجوار أحد المزراعين
معدات التصنيع فى مركز الوقف
مفراك يديوى مصنع من الأخشاب
يقوم بتقطيع الأشجار وتصنيع الفأسس والطوارى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة