أكرم القصاص - علا الشافعي

خالد حمزة يكتب: سعيكم مشكور

الجمعة، 19 أكتوبر 2018 04:00 م
خالد حمزة يكتب: سعيكم مشكور رجل عجوز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مرة سألوا أنيس منصور عن تجربته فى هذه الحياة؟ فقال، ولدت فيها وطولى نصف متر، وأغادرها وطولى نحو المتر وسبعين سنتيمرا، كل هذا العناء من أجل 120 سنتيمترا فقط.
 
 هكذا الحياة يا صديقى، أنت تولد فتدخل فى دوامة لا تنتهى وساقية تسوقك كالرحى ولا ترحمك إلا وهى تودعك إلى قبرك، ففى سن الرابعة كل نجاحك أن لا تتبول فى ملابسك، وفى الثامنة تتمرن على كيفية العودة لبيتك منفردا دون ماما أو بابا أو أخوك الأكبر، وفى الثانية عشرة تريد أن تكون الأصدقاء، وفى الثامنة عشرة تريد أن تنتبه إليك بنت الجيران ولو بنظرة أو ابتسامة أو حتى روح يا ابنى ألعب بعيد.
 
وفى الثانية والعشرين تحاول أن تتخرج من الجامعة، إن كان مجموعك فى الثانوية قد أهلك إليها، وفى الخامسة والعشرين تريد أن تحصل على وظيفة وتحفى وتسأل كل من هب ودب، وظيفة لله يا محسنين، وفى الثامنة والعشرين قبل الثلاثين ـ إن حالفك الحظ - تحاول الحصول على زوجة بنت ناس طيبين مش عاوزة غسالة وبوتاجاز وإن شالله تقضيها معاك على لمبة جاز، وفى الثانية والثلاثين قبل الخامسة والثلاثين تحاول الحصول على ابنك الأول الذى سيرفع اسم الله عليه والنبى حارسه الراية اللى ما ترفعتش من أصله، من بعدك.
 
 وفى الأربعين تكتشف أنك مازلت فى بداية طريقك للثروة التى لا تأتى أبدا، وفى الخامسة والأربعين تحاول أن تحافظ على شبابك اللى راح فى زحمة المواصلات والوقوف فى الطوابير وأحلام اليقظة، وفى الخمسين تشعر ربما للمرة الأولى أنك مش تمام زى زمان ومعلهش يا شريكة العمر: عمر اللى راح ما حيرجع تانى. 
 
ومع الخامسة والستين، إن كنت مازلت بصحتك، ستبدأ فى المعاناة مع السكر والضغط والكلى والفشة والذى منه، وإذا كتب الله لك النجاة حتى السبعين سيبدأ إحساسك بأنك أصبحت عالة على من هم حولك فى مأكلك وملبسك ومشربك ويللا حسن الختام، ومع الخامسة والسبعين ستبحث عن أصدقائك فلا تجد معظمهم وسبحان من له الدوام، وفى الثمانين إذا أحياك الله لها ستكون مشكلتك كيف تعود لبيتك دون مساعدة من أحد، أما فوق ذلك فمشكلتك ستكون فى الأغلب هى مشكلتك وأنت فى الرابعة من عمرك ألا تتبول فى ملابسك، البقية فى حياتك صديقى وفى حياتى قبلك!!









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

كريم مرعى

صادم جدا

سنة الحياة مقال صادم لكنه واقعى

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة