أكرم القصاص - علا الشافعي

إيمان فايد تكتب: أتـــــــاك الخــــــــــــريف

الجمعة، 09 نوفمبر 2018 10:00 م
إيمان فايد تكتب: أتـــــــاك الخــــــــــــريف فصل الخريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وحــــدها الأوراق تمقت ذلك التوقيت المحير من العام.. همزة وصل بين متناقضين ..
دائما ما يذكرها بنصف حياة.. ومصير غامض عالق بأيدى الرياح الثائرة..
لقد كانت الأشجار تراهن دائما بأن الخــــريف هو ريعانها.. فإذا بالأوراق لتتساقط عنها.. ها هى الأشجار عراة.. ووحدها الأرض قد تزينت..!
فكانت الأوراق جذابة فى أعين الخـــــريف.. خائنة متخاذلة فى أعين الأشجار وأغصانها ..
 
وكل الأعين كانت ترمقها.. ولا حتى ألقى أحدهم لومة واحدة فى وجه الرياح.. لقد كان ذنبها هى..!
فبدا الخـــــريف رساماً ساحراً بارعاً.. يأخذ من الألوان قطفات 
لينسج لوحةَ خرافيةَ جذابة تجمع من الألوان الشتى والشتيت..
بينما كانت هى ذابلةَ شاحبةَ ملقاةََ فى أرض قاحلة.. لتطأها أقدام الشتاء ..
 
والجميع بالألوان منبهراً.. لا أحد قد لحظ سقمها.. ولا نزعها الأخير فى معركة البقاء ..
 
لقد وعدها الخـــــريف بأن يبقى ربيعاً دائماً ..كاسراً حدة الصيف وغروره.. بينما لم يفى وعده ..!
فقد تطايرت الأوراق بعيدا.. وتلطخت اللوحة بأقدام الشتاء.. وزال اللون الذهبى..
ليأتى الشتاء فيطفئ ما أضفاه الربيع.. سارقاً من العام نصفه.. فكان الخــــــريف كاذباً متلوناً. !
 
ومضيت الفصول ما مضيت ..وبقيت الأشجار بأوراقها عالقةَ فى مــأزق الفصول..
ولكنها لم تقل أهلاً ..فلم تكن الأشجار مدينةََ أبداً للخـــــريف ولو بقليلٍ..!
لقد كانت تتجاوز أسوأ اللحظات بمفردها... بينما كان يصدق دائماً بأنها بخيــر..
 
ومن شتاء إلى صيـــف تنتظر .. وقد كان الصيف أصدق.. وبينهما الربيع هدنة.. فكأنما تحكى الأوراق حالنا نحــــــن....!









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة