علوم القاهرة: إدمان المخدرات والإنترنت والموبايل أول أسباب إتلاف العقل

أكد الدكتور السيد فهيم السيد، عميد كلية العلوم جامعة القاهرة، أن الادمان لا يقتصر على المخدرات فقط، بل هناك إدمان للإنترنت، وإدمان الكرة، وإدمان الموبايل، وغير ذلك من الأنواع المختلفة، مشيرا إلى أن هناك فرقا بين الإدمان والتعود.

وأضاف فهيم، خلال ندوة "نحو مكافحة الإدمان وكيفية علاجة" اليوم، الإثنين، بقاعة بن سينا بكلية العلوم جامعة القاهرة أن الله - سبحانه وتعالى- حمى المخ بعدة طرق، والمخدرات هى أول سبب لإتلافه، حيث تصيب الجهاز العصبى مباشرة، وتتلف المخ من الداخل، موضحا أنه لذلك حرم الله الخمر بجميع أنواعها.

وقال: "أرى أن تأثير المخدرات على المخ والمؤثرات العصبية، وأرى أن هناك مهمة قومية لحماية الشباب الذين هم عصب الأمة لأن أى شىء يسبب ضرر للإنسان محرم حتى لو لم يأتى نص قرآنى بذلك".

وقال محمد رمضان، المدرب فى صندوق مكافحة الادمان, إن المخدرات هى المواد ذات التأثير النفسي، والعقل عند الإنسان بمثابة الميزان، الذى نوازن به بين الصواب من الخطأ، وإذا فقد الإنسان عقله تتمحور حياته حول المخدرات، وممكن يرتكب أى شىء من المحارم، قائلا: "حرم الله المخدرات فى كل الأديان المخدرات، وليس الإسلام فقط، وكل القوانين الوضعية تحرم ذلك أيضًا"، مؤكدا أن المخدرات، والمغيبات، والمكيفات، والمنشطات، والمهدئات، كلها أسماء مختلفة للمخدرات، وعلميًا لا يوجد شيء يسمى المخدرات بل "التأثير النفسى لها".

وتابع: "أى مادة يتعاطاها الإنسان تؤثر فى حالته النفسية والجسمانية"، موضحًا أن المخدرات كل مادة صلبة أو سائلة أو غازية تشرب أو تؤكل أو تستنشق تغيب العقل، مستطردا: "قسم العلماء المخدرات إلى تصنيفين الأول حسب تأثيرها، والتصنيف الثانى حسب أصلها، هل نباتى أم مصنعة أم نصف مصنعة، والنباتات الطبيعية هي "نبات القنب الهندى" وأن ورقته هى مخدر الحشيش، والمادة هذه تظل فى جسم الإنسان لمدة 40 يوما، فيخزن طوال هذه الفترة، لذلك لا يحتاج الإنسان للتعاطى إلا بعد هذه الفترة بخلاف المواد الأخرى التى تظل يومين أو ثلاثة.

وأشار إلى أن النبات الثانى هو نبات "الخشخاش" يزهر وعندما تسقط الثمرة وتنضج يتم تقطيعها فتخرج مادة لبنية, ويتم جمع هذه المادة فتخرج "الأفيون" ويتم منها تصنيع مادتين تدخل فى علاج الأمراض، منها المروفين، والهيروين، وهو مخدر نصف مصنع من نبات الخشخاش".

وأضاف أن الإدمان مرض نفسي أي ضعف واضطراب في الشخصية تجاه شىء معين، ويسمى بالاعتماد وليس الإدمان، والإدمان هو التعود، وخلل فى الشخصية، وهناك أشياء نتحكم فيها وأشياء لا نستطيع التحكم فيها، وأي شيء بداخل الإنسان كالمشاعر فالإنسان غير قادر على التحكم فيها، ولكن لا يستطيع التحكم فى السلوك الناتج، والفرق بين الإنسان السوى وغير سوى هو تحكمه فى سلوكه".