أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 15 مارس 1978..غزو إسرائيلى للبنان ردا على عملية دلال المغربى.. وبسالة المقاومة الفلسطينية واللبنانية تفاجئ السادات

الخميس، 15 مارس 2018 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 15 مارس 1978..غزو إسرائيلى للبنان ردا على عملية دلال المغربى.. وبسالة المقاومة الفلسطينية واللبنانية تفاجئ السادات دلال المغربى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
توجهت مجموعة الفدائيين الفلسطينيين وعددهم 11 بقيادة المناضلة الشابة دلال المغربى إلى داخل الأراضى الفلسطينية المحتلة، لأسر جنود إسرائيليين ليتم مبادلتهم بأسرى فلسطينيين، لكن العملية تحولت إلى مسار آخر فى تنفيذها، حيث استولى الفدائيون على أتوبيس، وتوجهوا به إلى تل أبيب، لكن القوات الإسرائيلية دمرته بمن فيه، فقتل 30 إسرائيليا فيه، واستشهد ثمانية فدائيين ومعهم دلال المغربى ابنة العشرين عاما، وذلك حسب «صلاح خلف - أبو إياد» فى مذكراته «فلسطينى بلا هوية»، وفى تقديرات أخرى بلغ عدد القتلى الإسرائيليين 42.
 
وقعت العملية يوم 11 مارس 1978، وردت إسرائيل عليها بعدوان واسع النطاق على جنوب لبنان، بدأ فى الساعات الأولى صباح 15 مارس «مثل هذا اليوم1978»، وفقا لتأكيد «الموسوعة الفلسطينية - طبعة إلكترونية»، مضيفة، أن إسرائيل بالرغم من أنها اتخذت من العملية ذريعة للعدوان، إلا أن الشواهد كلها تدل على أنها خططت له منذ أمد بعيد، وانتظرت الوقت الملائم للتنفيذ، ويؤكد «أبو إياد»: «كنا قد تلقينا قبل ذلك بشهرين تقريرا من أصدقائنا فى الولايات المتحدة يطلعنا على مشروع «بيجين» رئيس الوزراء الإسرائيلى بتدمير بنانا التحتية العسكرية والسياسية خلال حرب خاطفة تدوم بين 24 و48 ساعة».
 
 نفذت إسرائيل عدوانها بأكثر من ثلاثين ألف جندى من القوات البرية والجوية والبحرية، حسب تأكيد محمد إبراهيم كامل، وزير خارجية مصر وقتئذ فى مذكراته «السلام الضائع» عن «كتاب الأهالى - القاهرة»، مضيفا: «استخدم الجيش الإسرائيلى الأسلحة الأمريكية الفتاكة، فكانت تحصد الأحياء دون تمييز بين لبنانى وفلسطينى، وحاق الخراب والدمار حيثما حل الغزاة الإسرائيليون، فدمرت أكثر من تسعين قرية آمنة، وهرعت طوابير اللاجئين التعسة تحمل جرحاها وتجرجر أطفالها فى اتجاه بيروت، هربا من القتل والدمار وبلغ عدد النازحين أكثر من مائة ألف، وكان يعاون إسرائيل فى غزوها الطابور الخامس من المليشيات المسيحية اللبنانية بقيادة الرائد سعد حداد الضابط اللبنانى المنشق وعميل إسرائيل».
 
 تمت العملية بينما تمضى الخطوات نحو توقيع اتفاق السلام بين الرئيس السادات، ومناحم بيجين رئيس الوزراء الإسرائيلى، وهو ما ألقى بظلاله على نظرة السادات لهذا العدوان، طبقا لما يرويه محمد إبراهيم كامل فى مذكراته، حيث يقول إنه فى صباح يوم الغزو اتصل تليفونيا بالرئيس السادات فى استراحة القناطر الخيرية ليعرض عليه البيان الذى أعده ليصدره باسم وزير خارجية مصر حول العدوان، إلا أنه لم يتمكن من محادثته لأن الرئيس كان لا يزال نائما، ويضيف كامل: «عاودت الاتصال به بعد ذلك عدة مرات فى فترات متباعدة دون جدوى، فبادرت بإصدار البيان دون انتظار رأى السادات فيه إذ كان الموقف محرجا للغاية بالنسبة لمصر، خاصة أمام العالم العربى وهى ترى الجيش الإسرائيلى ينتهك سيادة لبنان بالاعتداء على أراضيها والتعدى على قراها وأهاليها، ويمارس عملية إبادة منظمة للفلسطينيين دون أن تحرك ساكنا».
 
يضيف كامل أنه فى نحو الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر اتصل به السادات فى صوت ملأه التثاؤب متسائلا، عن سبب اتصاله فأجاب «كامل»، أن الأمر يتعلق بالهجوم الإسرائيلى على لبنان، وحسب كامل فإن السادات رد ضاحكا: «هل أعطوهم العلقة ولا لسه؟»، يعلق كامل: «لم يخطر ببالى ما يقصده»، فقلت متسائلا: «أفندم ؟»، فقال: «يعنى أدبوهم ولا لسه؟»، وفهمت أخيرا أنه يقصد إن كان قد تم للإسرائيليين تلقين الفلسطينيين درسا بسبب العملية التى قام بها الفدائيون».
 
يصف كامل حالته الصعبة: «كان الدم يندفع إلى شرايين رأسى وأنا أجيبه: لقد حدث العكس ولقن الفلسطينيون الإسرائيليين درسا»، ويضيف كامل: «شرعت أقص عليه آخر المعلومات التى وصلتنى عن المقاومة الباسلة التى يتصدى بها الفلسطينيون والقوى الوطنية اللبنانية للهجوم، وكان يستمع لكلامى فى شىء من الدهشة، ثم أخبرته عن البيان الذى أصدرته، فقال: حسنا فعلت، وانتهت المكالمة».
 
يعلق كامل: «كنت أتفهم شعوره بعض الشىء- وإن لم أتفق معه- فقد كان غاضبا على منظمة التحرير الفلسطينية لانضمامها لجبهة الرفض وتهجمها عليه، كما أنه اعتبر- وكان هذا تقديرى أيضا- العملية الفدائية التى قاموا بها داخل إسرائيل موجهة ضد مبادرته لإحراجه أمام الدول العربية، وقطع الطريق على من قد يفكر فى الانضمام إلى مبادرته وخاصة الأردن، إلا أن الأمر كان فى رأيى أكبر من غريزة «التشفى»، ويذكر «كامل» أنه عرف بعد ذلك أنه تم إبلاغ السادات من مناحم بيجين بالعملية، وأنها ستكون محدودة لتأديب الإرهابيين، لكنه فوجئ بالعكس.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة